من أجلك يا فيحاء ... طلقت عرب سات !!!
إن للإعلام دور مهم في تاريخنا المعاصر على وجه الخصوص , حتى قيل عن فرع من فروعه ( الصحافة ) أنها السلطة الرابعة التي تؤثر على مجريات الأحداث في كل بلد و نظام متحضر يعتمد على الديمقراطية و الرقي في التعامل مع الحكم و السلطة .
و جاءت ثورة الفضائيات متسارعة يوما بعد آخر , الى أن بلغت المحطات الفضائية بعشرات الآلاف و بمختلف اللغات و مختلف الميول و المشارب و الجهات .
فكان لزاما على كل ذي فكر أن يدخل هذه الساحة و هذا المعترك , و يدخل حلبة المنافسة كي يدافع عن وجهة نظره و يميط اللثام عن وجه حقيقته بنفسه , قبل أن يشوه معالمه من يريد به السوء و التشويه و تعكير الأجواء من حوله .
إن المحطات الإعلامية كثيرة في عصرنا الراهن , حتى أن الواحد منا لا يجد القوت الكافي أن يتابع الكثير منها , فلهذا يختار كل واحد منا ما يميل إليه ...
بعد سقوط نظام جرذ العوجة الإجرامي قبل ما يقارب العامين , بدأت حرية التعبير عن الرأي تطفو على السطح , و كثرت الصحف و المحطات الإعلامية المختلفة و من مختلف المشارب و الأفكار اللغات , تبعا للتعدد الفكري و القومي و الديني الموجود في العراق . و تابع المواطن العراقي بحرص كل ما تقدمه وسائل الإعلام تلك , المقروءة و المسموعة منها و المرئية ...
و نحن هنا في بلاد المهجر كغيرنا نتابع ما تقدمه الفضائيات العراقية و المحطات الإعلامية الآخرى ... و لكن للأسف و لأسباب فنية ربما , تبث المحطات على أقمار عدة , أشهر تلك الأقمار هي عرب سات و هوتبيرد .
فمثلا قناة العراقية و الشرقية و غيرها تبث على عرب سات , بينما ( قناة الفيحاء ) تبث على هوتبيرد .
فسألت أحد الأصدقاء هنا في البلد الذي أعيش فيه , عن أفضل الأقمار التي تبث فيها القنوات العربية , فقال أن عرب سات أفضل , ففيه جميع القنوات العربية و من ضمنها القنوات العراقية , إلا قناة واحدة ... فسألته عن تلك القناة التي تخلفت عن اللحاق بعرب سات , فقال لي هي ( قناة الفيحاء )
و تابعت القنوات العراقية في مختلف برامجها , كي أقوم بتقييم شامل و أخرج بنتيجة أبني عليها رأيي ... و أخيرا أبنت حقيقة ما في نفسي و قلت :
( من أجلك يا فيحاء ... طلقت عرب سات )
و ذلك للمصداقية التي تتعامل بها إدارة القناة ... و التعبير الصادق الذي يلوح لنا من عيني مقدمي البرامج , و الإخلاص الذي ندركه من خلال نبرات صوت ( الإستاذ محمد الطائي ) و ( الدكتور هشام الديوان ) و الحوار الهادف الذي يجريه الأخ مقدم اليوميات الرائعة مع السيد الجابري ... و لا أنسى الأختين الكريمتين التي تقدمان جديد الصحافة كل يوم بإتقان و روعة بالإختيار ... و نطرب لسماع أصوات تبث من عراق المحبة و العطاء , أصوات المراسلين المجاهدين في مختلف المحافظات .
و بحق أقول ... أن القناة التي تعبر عن كنه و حقيقة الشعب العراقي , هي قناة الفيحاء , من دون مجاملة أو تزلف , بل هي حقيقة يجب أن تقال , و من يتابع سير عمل بقية القنوات العراقية الفضائية , يدرك هذه الحقيقة , فاللقاء مع المجرمين في قناة الفيحاء , يختلف عن اللقاء في غيره من القنوات ... ففي الأولى تصل الى حقيقة الدور الخبيث لمن يقف خلف تلك الجماعات الإرهابية المجرمة .. أما في القنوات الفضائية الأخرى تحاط باللقاءات ضبابية متعمدة تزيدنا حيرة و ألم بنفس الوقت .
فتحية من الإعماق الى قناة الفيحاء و كادرها الإداري و الإعلامي , مقدمة من عراقي متغرب مقهور , عاش دهرا طويلا يصارع الآهات و الآلام , و يأمل بأن يرى ذلك اليوم , الذي تجف فيه دمعة الحرمان من على عيني كل يتيم و مقهور , و تزول فيه آثار العذاب و البؤس من على جبين كل معذب مقهور في عراقنا الحبيب . و تزول فيه الحسرة و الألم من قلب كل أم قد فجعت بوليدها و فلذة كبدها , بأن نرجع الى كل أولئك البسمة التي فارقتهم منذ زمن بعيد و أمد طويل , و لن يتأتى لنا ذلك إلا من خلال الإخلاص بالعمل في كل الميادين , و نبذ التفرقة و التعنصر , يضع العراقي يده بيد الآخر , من دون أن ينظر الى قومية ذلك الشخص و لا مذهبه , فنحن جميعنا أخوة في المواطنة , و لدينا عمل كثير ينتظرنا ... و الأيام تجري و نحن لاهون ... و كما قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) .
أمير علي الساعدي (المواسي)
2_3_2005
شكرا لك أخي الفاضل الحسيني
لقد اسعدني تعقيبك الرائع و الجميل للموضوع ... و أشكرك على حسن ظنك بي
و بمشيئة الله تعالى سأكون عند حسن الظن
حياك الله