حازم الأمين: منازل الزرقاويين في مدنهم الأردنية
"الحياة" في منازل "المجاهدين الزرقاويين" في مدنهم الأردنية... "ابو مصعب" يعيش مع زوجتيه في العراق ووالد احداهما نفذ عملية قتل الحكيم في النجف
<
>عمان - حازم الأمين الحياة 2004/12/14
اكد قريبون من محمد الخلايلة (ابو مصعب الزرقاوي) التقتهم "الحياة" في مدينة الزرقاء الأردنية ان منفذ العملية الانتحارية التي اودت بحياة قائد "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق السيد محمد باقر الحكيم هو ياسين جراد, وهو اردني من مدينة الزرقاء ووالد الزوجة الثانية لـ"الزرقاوي". وربط هؤلاء القريبون بين هذه المعلومات وقيام "الزرقاوي" في الأسابيع الماضية بتهريب زوجته الثانية وأولاده من الأردن الى العراق, تحسباً لاحتمالات انتقامية. وأشار اكثر من مصدر اصولي في الأردن الى ان "ابو مصعب" يعيش الآن في العراق مع زوجتيه (الأولى شرق اردنية والثانية اردنية من اصل فلسطيني), وان غالبية ابنائه منهما, وهو امر يتطلب قدراً من الراحة في الحركة والتنقل. ونقل ناشطون في التيار السلفي الجهادي في الأردن عن ابناء تيارهم الذين "خرجوا للجهاد" في العراق ان كثيرين منهم تزوجوا هناك من عراقيات, في حين اقدم آخرون على "عتق" زوجاتهم الأردنيات ليكنّ (الزوجات) في حلٍّ منهم اثناء غيابهم في "الجهاد". وهذا ما فعله مثلاً "ابو انس الشامي" مساعد "الزرقاوي" والمسؤول "الشرعي" الأول في تنظيمه والذي قتل قبل شهور في بغداد.
و"الحياة" تبدأ من اليوم بنشر تحقيقات من مدينتي الزرقاء والسلط الأردنيتين عن التيار السلفي الجهادي الذي يرفد تنظيم "الزرقاوي" في العراق بعشرات المناصرين الذين من المرجح ان يكون معظمهم نفذ عملية انتحارية او ينتظر فرصة لتنفيذها. ورصدنا في هذه التحقيقات البنية السياسية والاجتماعية التي نما هذا التيار في ظلها, والفروق بين انخراط الأردنيين من اصل فلسطيني وبين الشرق اردنيين فيه. والثابت في الحالين اننا حيال جيل من الإسلاميين الذين يعلنون "جهاراً ونهاراً" رغبتهم في "الخروج" الى العراق والالتحاق بـ"الزرقاوي", على رغم المراقبة الأمنية الشديدة التي تقيمها القوى والأجهزة الأمنية الأردنية.
وكان "السلفيون الجهاديون" انصار "الزرقاوي", حين زرناهم في منازلهم في مدينتي السلط والزرقاء, على قدر من الحذر, ليس بسبب زيارتنا, وإنما تحسباً من ان يكون الاستقبال خطأً امنياً. فهؤلاء الناشطون في "نصرة ابو مصعب الزرقاوي" وجماعته في العراق يقيمون اليوم في مدنهم ومنازلهم مع شعور دائم انهم مراقبون. كثيرون منهم يقضون فترة اقامة جبرية فيذهبون في الصباح الى مركز الأمن يوقِّعون على محاضر تؤكد عدم مغادرتهم, وفي المساء ايضاً يكررون الأمر نفسه. وريبة القوى الأمنية الأردنية مردها الى مغادرة العشرات من هؤلاء الشبان الى العراق والتحاقهم بـ"أميرهم الزرقاوي". وهم بدورهم لا ينكرون حقيقة انتظارهم فرصة لـ"الخروج" والالتحاق بشيخهم.
في مدينة السلط اعقبت زيارتنا الثانية الى منزل جراح قداح, وهو احد "الجهاديين" في المدينة, توقيفه ولقمان ريالات من جانب الأجهزة الأمنية. علماً ان الثاني احد رموز هذا التيار في السلط. لم تكن زيارة صحافيين لهما سبباً لتوقيفهما, فالعلاقة بين السلطات الأردنية وهؤلاء الناشطين في "الدعوة للخروج الى العراق" تتفاوت بين الرقابة الشديدة والإقامة الجبرية والتوقيف في السجون اسوة بشيوخ الدعوة من امثال ابو محمد المقدسي.
لكن وعلى رغم ذلك يمكن لزائر مدن "المجاهدين" الزرقاويين في الأردن ان يلاحظ ان القبضة الأمنية هذه ذكية وليست شديدة. فهؤلاء "الشيوخ" موجودون, ودعوتهم شبه علنية, وهم وإن تحركوا بسرية في الكثير من الأحيان, لكن هذه السرية تبقى خارج الحدود الأردنية, وبما ان شعار المملكة الذي اطلقه الملك عبدالله الثاني هو "الأردن اولاً", فبالنسبة الى الأجهزة الأمنية الأردنية يتحول الشعار الى "امن الأردن اولاً".
http://www.daralhayat.net/actions/print.php