"مجاهدو خلق".. خيار صعب بين العودة إلى إيران أو البقاء سجناء للأمريكيين في العراق
[align=center]تقرير إخباري ... "مجاهدو خلق".. خيار صعب بين العودة
إلى إيران أو البقاء سجناء للأمريكيين في العراق [/align]
معسكر أشرف (العراق) هناء علاّم:
معسكر أشرف.. واحة خضراء حقيقية بحدائقها الغنّاء وأزهارها الجميلة ونوافيرها، إضافة إلى المستشفى الهادئ وغير المزدحم والمجهز بكل ما يلزم من معدات وأدوية وتموين غذائي والمدرسة تقدم للطلاب دروساً في فن العزف على آلة الفيولين الموسيقية، وسائقو السيارات يلتزمون بقواعد السير وقوانينه، والكهرباء متوافرة على مدار الساعة وكذلك المياه النظيفة في ذلك المجمع الهادئ والساكن، ولكن الشيء الوحيد الناقص هو.. المخرج.
معسكر أشرف يؤوي نحو أربعة آلاف مسلح إيراني هم عناصر “مجاهدي خلق” الذين لا ينسون أنهم غرباء، والذين أمضوا العقدين الأخيرين وليس هناك ما يشغل تفكيرهم إلا مهمة واحدة وهي الإطاحة بنظام الثورة الاسلامية في إيران.
وبعد ان فاز التحالف الشيعي العراقي الموحد بالأغلبية في الانتخابات التي جرت في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي وبات مرجحاً ان تكون الحكومة العراقية الجديدة موالية لإيران بصورة أو بأخرى، فلا أحد من ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أو العاملين في منظمات حقوق الانسان يعرف على وجه الدقة ما الذي سيتم اتخاذه بالنسبة لهؤلاء الضيوف الأجانب ومعسكرهم الجميل والهادئ وسط منطقة تعصف بها الحرب.
في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كانت لدى مجاهدي خلق دبابات ومدافع وأسلحة متنوعة، ولكنهم اضطروا إلى تسليمها بعد الغزو الأمريكي للعراق. وتحوّل تجمعهم في معسكر أشرف شمال بغداد إلى ما يشبه السجن بإشراف القوات الأمريكية. كما ان وزارة الخارجية الأمريكية أدرجتهم منذ سنوات ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في العالم.
وفي عام 1986 قدم لهم صدام حسين هذا المجمع الصحراوي الذي تصل مساحته إلى 36 كيلومتراً مربعاً وسرعان ما تحول إلى قاعدة حديثة ومتطورة، وفي الأوقات التي لم يكن عناصر مجاهدي خلق منهمكين بالتخطيط للهجمات وجمع المعلومات الاستخبارية عن النظام في إيران أضافوا مكتبة ومسجداً ومسابح، وتمثالاً مزخرفاً إلى معسكرهم.
وقالت باري باخشائي (34 عاماً) الإدارية القيّمة على شؤون النساء في المعسكر: نحب هذا المكان كثيراً ولنا فيه ذكريات جميلة وأخرى مريرة، وقمنا ببناء كل شيء بأيدينا.
وحققت السلطات العسكرية الأمريكية في معلومات ذكرت ان المجاهدين يحتجزون في معسكر أشرف أشخاصاً ضد إرادتهم، ولكنها لم تعثر على دليل ثابت إذ قال مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم ذكر اسمه انه يعتقد بأن من في المعسكر ليسوا سجناء وهم أحرار في مغادرته متى شاؤوا ولكنهم أسرى أفكار ايديولوجية معينة على ما يبدو.
ولنفي اتهامات لهم بأنهم طائفة معزولة منغلقة على نفسها قام المجاهدون بالعديد من الأمور، فافتتحوا عيادة طبية لمعالجة الفقراء العراقيين من حولهم مجاناً، وعملوا على دعم وتشجيع اللقاءات النسائية لتثقيف المرأة، وكذلك المهرجانات الثقافية وحفلات الشعر والأدب والموسيقا والمسرح. وفي احدى الليالي تجمع نحو 300 امرأة في حفل عشاء في احدى الكافتيريات وقدمن فقرات غنائية وموسيقية راقصة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة “غالا”؛ وكانت الأغاني والفقرات مستوحاة من التراث الفلكلوري في إيران. وأثناء الاحتفال همست احداهن واسمها “خوجاسته” قائلة ان النساء في معسكر اشرف متعددات المواهب، من الغناء إلى فنون القتال.
وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون إن فكرة استفادة ادارة بوش من المجاهدين في قتال إيران في إطار جهودها لتركيز الضغوط على الأخيرة للتخلي عن طموحاتها النووية، ما زالت قائمة وإن الاستخبارات الأمريكية يمكن ان تستفيد كثيراً باعتمادها على مائتي رجل وامرأة على الأقل من الموجودين في معسكر أشرف.
وبما أن أي دولة ثالثة ترفض استضافة المجاهدين أو منحهم اللجوء، فإن ممثلي جماعات ومنظمات حقوق الانسان باشروا النظر في ظروف المعسكر الذي تديره وتشرف عليه القوات الأمريكية، ولكن لا يبدو في الأفق حالياً، من خيار أمامهم إلا العودة إلى إيران بكل ما تحمله من عواقب محتملة.
“كي. آر. تي”