بيئتنا و الاستحقاقات الملقاة على عاتقنا

بيئتنا و الاستحقاقات الملقاة على عاتقنا
فرح الكادر البيئي في العراق عندما قام مجلس الحكم باستحداث
وزارة جديدة للعمل و هي وزارة البيئة حيث نحن في العراق
و كما الجميع يعلم نعاني من كافة أنواع التلوث البيئي فالنظام
السابق جرب على شعبنا و وطننا كافة المواد و الأساليب الملوثة من
أبسطها تأثيرا إلى أشدها خطورة و ما زالت مدن عديدة و شرائح معينة
من شعبنا تعاني من هذه الأساليب الهمجية التي قام بفعلها
النظام السابق بحقهم فهناك مدن في كردستان ما زالت تعاني من
الأسلحة الخطيرة التي ألقها النظام السابق عليهم و شهدنا أن المصابين من
جراء هذه الأسلحة يعانون أمراض مختلفة قد تؤدي بالنهاية إلى
الموت حيث هناك تشوهات خلقية عند المواليد الجدد و ظهور عدد
هائل من المصابين بمختلف أمراض السرطان و مدينة حلبجة و ما عانته
أكبر دليل على ما أقوله أن التلوث البيئي تأثيره ليس فقط
على الأرض من ناحية التربة و المياه بل أن تأثيره يشمل
كل شيء على هذه الكرة الأرضية و تأثيره لا يزول بيوم و ليلة
مثلما يظن عدد كبير من العراقيين بل أن تأثيره يستمر
لسنوات طويلة جدا حيث القنبلة التي ألقيت على هورشيما ساهم
في موت الآلاف و خلق جيل من المعاقين و المشوهين و المرضى و كذلك
عندما قامت فرق التفتيش على الأسلحة التي كانت تابعة لمنظمة
الأمم المتحدة كتبت عدة تقارير دولية تؤكد أن نسبة التلوث
البيئي جراء أسلحة النظام السابق لا يوجد له مثيل في كل
الكرة الأرضية و ما اكتشفته فرق التفتيش هو جزء بسيط و يسير
من الأسلحة التي خبأها النظام السابق و لا نعلم حتى هذه اللحظة
مكان إخفاءها فلذلك علينا أن ندرك بحقيقة مهمة و هي بأن
التلوث البيئي بأخطر أنواعه موجود في وطننا و لا يوجد سوى وزارة
البيئة العراقية من تتحمل كل هذه الأمور لأنها هي الوزارة
المختصة بهذا الأمر و طبعا هذا بالنسبة لي لا يعتبر أمر منصف
لأن الوزارة حديثة التأسيس و تحتوي على كوادر قليلة لأننا نعلم
بأن الكوادر المختصة بالبيئة قليلة جدا في وطننا و لكي ننقذ
وطننا و شعبنا من هذه الكارثة التي تركها لنا النظام السابق
علينا باتخاذ إجراءات مهمة و سريعة و أعتقد أنها سهلة التنفيذ و ميسرة
أولها هو بأن يكون في العراق مؤسسة إعلامية تهتم و تناقش
الأمور البيئية و توضح للمواطن أنواع التلوث و كيفية حماية البيئة بطريقة
مبسطة و علمية لأنه رغم كثرة الوسائل الإعلامية من صحف و مجلات
و إذاعات و قنوات تلفزيونية في وطننا إلا أننا نفتقد لوسيلة إعلامية
واحدة تهتم بالمجال البيئي و تشرح للمواطن العراقي الممارسات الخاطئة التي
قد يمارسها بحق البيئة فالدور التثقيفي و الإعلامي دور مهم لا يستهان
به و يساهم بشكل كبير من حل مشكلة التلوث البيئي لأنه
عندما يدرك المواطن بأن فعل معين خاطئ منه يساهم في تلوث
البيئة فأنه سوف يتوقف عن فعله مرة أخرى لأنها أدرك
الصواب من الخطأ و ثاني هذه الأمور هو السعي لتأسيس جمعيات
و هيئات بل حتى أحزاب تهتم بالشأن البيئي و أموره و يجدر بالذكر
بأن هناك جهات بيئية في العراق و لكن عددها قليل جدا
و لا تملك ميزانية أو دعم لكي تتمكن من شرح أفكارها و أهدافها و حتى
مشاريعها للمواطن العراقي و لذلك أي دعم لها و لجهودها سوف يساعد
و لو بجزء يسير من الانتهاء من مصيبة التلوث البيئي و ثالث
هذه الأمور و أخرها هو الاتصال مع الجهات البيئية الدولية في
العالم لكي تساعدنا من التلوث البيئي فالنظام السابق أجرم بحق
البيئية العراقية لأكثر من ثلاثين عام و نحن الآن لا نريد سوى
عدد من الخبراء المختصين بالتلوث البيئي لكي يلقوا نظرة على
البيئة العراقية و يوجهوننا بأفكارهم و آرائهم حولها أو يتم إجراء و لو مؤتمر
دولي واحد يناقش مشكلة التلوث البيئي لأنها مشكلة مهمة و خطيرة
و أمر معالجتها يجب أن يتم بأسرع وقت ممكن و علينا أن
لا نتساهل بهذا الموضوع و إلا تفاقم التلوث البيئي و حينها لا يمكننا أن نعيش
في وطننا لأن بيئته لا تصلح للحياة البشرية و التلوث يحيط بنا
في هوائنا الذي نستنشقه و في مائنا الذي نشربه و في طعامنا
الذي نأكله و بهذا تكون حياتنا و حياة من معنا مهددة
للخطر بأي وقت حيث التلوث المحيط بنا يحاصرنا بكل مكان
و جميع العراقيين لا يردون أن تصبح نهايتهم مثل شهداء فاجعة حلبجة
الذين استنشقوا السموم التي ألقاها النظام السابق عليهم و ذكر التاريخ
بأن هذه الحادثة هي من أفجع الحوادث التي أصابت الإنسان
و الأرض و الماء و كل شيء موجود في هذه المدينة يشهد على
حجم الكارثة التي تعرضت لها فلذلك علينا أن نخلع من
أرضنا السموم التي تركها النظام السابق لنا لكي نعيش بطمأنينة
و ترتاح بيئتنا من هذا النفايات الخطرة التي تحتضنها بأحشائها و الذي
خباءها النظام السابق و لكن تأثيرها موجود حتى هذه اللحظة
حسين علي غالب- بغداد
babanspp@maktoob.com
http://www.baban.biz