المرجعيــــة الدينيـــــة ....... واسئلـــة شرعيـــــــة!!!

المرجعيــــة الدينيـــــة ....... واسئلـــة شرعيـــــــة!!!


بقلم: علــي البصــــري
albasry2003@yahoo.com

يمر العراق الان بأزمة حقيقية وخطيرة ، قد تكون من اخطر الازمات التي مر بها على مدى تأريخه ، وتتطلب هذه الازمة تدخل كافة الاطراف والجهات الدينية والحزبية وغيرها لايجاد حل سريع لحلها والسير بالعراق وشعبه الى طريق الامان ، ولكن يبدو لي ان جميع
الاطراف عاجزة عن حل هذه الازمة لفقدانها القرار الحازم والصائب والسليم ، وتتحمل كافة القوى السياسية والدينية المسؤولية الكاملة فيما يحصل ويجري حاليا في الساحة العراقية. لقد عمدت الولايات المتحدة بجعل العراق ساحة مفتوحة للعصابات الارهابية وللتكالبات والمصادمات السياسية بين هذا الفريق وذاك ، وكانت تطمح وتأمل الى الوصول الى هذه الحالة لتكريس احتلالها للعراق ، فعمدت الى تنصيب حكومة عراقية موالية لها وجائت بالدكتور اياد علاوي وعينته رئيسا للوزراء ومعه مجموعة من الوزراء تاريخهم الماضي معروفا فبعضهم قياديين بارزين في حزب البعث المقبور وكانوا الساعد الايمن للدكتاتور المجرم صدام حسين ويترأسهم اياد علاوي ذو التاريخ البعثي العفلقي المعروف ، فاخذت هذه الشلة من الوزراء تتمادى في غيها وطغيانها وابادتها لمجماميع كثيرة من العراقيين واحداث النجف الاشرف ومدينة الصدر ومدن العراق الاخرى ليست ببعيدة، وحصل كل شيء على ايدي هذه العصابة ، ومن المؤسف جدا ان نرى عدم التدخل الواضح والحازم ضد هؤلاء من قبل المرجعية في النجف ، الا اللهم بعض بيانات الادانة والشجب والاستنكار ان وجدت!! وكأنما اصبح الشعب العراقي في واد والمرجعية في واد آخر ، انني عندما أكتب هذه المقالة ارجو ان لايستغلها البعض ويؤولها لاغراض شخصية، اذن مواقف المرجعية اعتبرها مواقف ضعيفة ولم تقم المرجعية بدورها الرائد والحازم لحل المشاكل ودائما تلتزم جانب الصمت لكثير مما يجري في الساحة العراقية ، ونتيجة لهذا الصمت والسكوت اصبحت المرجعية عرضة لمهاترات بعض اقطاب دهاليز السياسة ، ان صح التعبير ، فتطاول بعضهم وهاجم المرجعية والاحزاب الدينية الاسلامية ، واخص هنا الدكتور أياد علاوي والذي يمثل الوجه والقرار الامريكي في العراق، فيا عجبا هل ان المرجعية لاتعلم بان علاوي وبعض وزراءه هم اداة امريكية يسيرون ويطبقون ماتروم اليه امريكا ؟ فاذا الجواب نعم فتلك طامة كبرى !! واذا كان الجواب كلا ، اي ان المرجعية تعرف هذا كله ، اذن فلماذا الصمت ؟ اليس مايجري في العراق هو جرائم حقيقية؟ اليس الدم العراقي غاليا ؟؟ وهل سننتظر أزمة اخرى اشد واكثر خطورة من الوضع الحالي ؟ لقد اصبح العراق فوضى عارمة وتخبطات سياسية وغباء سياسي من قبل مايحلو للبعض ان يسميهم سياسيون؟! ، من حقي كمواطن عراقي ان اطرح بعض الاسئلة والتي هي من وجهة نظري ونظر البعض اسئلة شرعية ، هذه الاسئلة اطرحها على المرجعية والتي يقودها سماحة السيد السيستاني المرجع الاعلى( دام ظله الوارف) ، تطالعنا كتب التاريخ والروايات وفوق هذا كله يقص لنا القرآن الكريم احسن القصص بآياته الشريفة وهو قول الحق سبحانه وتعالى والذي لايعلوه قولا في الدنيا والاخرة. فمنذ ان خلق الله سبحانه وتعالى البشر ومنذ ان خلق ابونا آدم ( عليه السلام) والانبياء والمرسلين من بعده وانتهاءا بنبينا الاكرم اشرف الانبياء والمرسلين وافضل الخلق اجمعين محمد المصطفى( صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) وبعثه رحمة للعالمين نلاحظ بان جميع الانبياء والمرسلين عاشوا بين الناس يستمعون لهم وينصحونهم ويامروهم بتطبيق تعاليم وامر الله سبحانه وتعالى في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجميع التعاليم السماوية والقوانين الالهية والتي تشمل جميع فروع الحياة ، فهذا نبينا نوح ( عليه السلام) يبني السفينة ويامر قومه بالركوب فيها ويجع فيها من كل زوجين اثنين الا من كان من الغابرين ، فيقول المولى سبحانه وتعالى (( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، قال إن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون )).. آية 38 هود . وعندما نادى نوح ربه ان ابنه من اهله أجابه الله جلت قدرته ((قال يانوح انه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)) .. آية 46 هود ، وكذلك الانبياء والمرسلين اجمعين كانوا يعيشون بين الناس ويحدثوهم ، وكان نبينا الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) مثالا للخلق الرفيع والذي وصفه القران الكريم به وهو الخلق العظيم ، وكان المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم)لايترك صغيرة ولاكبيرة الا وتدخل فيها ، وسار على نهجه ائمة الهدى ومصابيح الدجى ائمة اهل البيت المعصومين الطاهرين( عليهم السلام) ، فهذا امير المؤمنين وباب مدينة علم رسول الله علي ابن ابي طالب (عليه السلام) يخطب في الناس ويقول لهم ( رحم الله من أهدى لي عيوبي)، اوا عجبا اتوجد عيوب في امير المؤمنين ؟؟ اتوجد عيوب في القرآن الناطق ؟؟ فامير المؤمنين (عليه السلام) قرانا ناطقا يسير بين الناس يزور هذا ويتفقد ذاك ويسأل عن هذا ، فهومع الحق وقال عنه استاذه ومعلمه ومربيه الرسول الاكرم ، الحق مع علي ، وانا مدينة العلم وعلي بابها،ياعلي لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق في يوم من الايام كان الامام الحسن(عليه السلام) جالسا بين الناس واذا بأمرأة اقدمت اليه لتسئله سؤالا ، فقال لها تفضلي ماعندك قالت اسئلك عن رجل افتقدناه قبل ثلاثة ايام فلم يصل الينا منذ هذه المدة ، وكان يطرق الباب علينا وعندما نخرج لم نرى الرجل وانما نجد الحنطة والشعير وماتيسر من غذاء في باب الدار، فمن هذا الرجل واين هو ؟ فبكى الامام الحسن( عليه السلام) كثيرا ، وقال لها ان هذا الرجل هو أبي امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وانتقل الى جوار ربه الاعلى ، ونقرؤا كثيرا وتحدثنا الروايات عن اخلاق آل البيت ولايسع المجال ان أشير الى روايات واحاديث كثيرة في هذا المجال ، تنقل لنا الكتب والروايات والاحاديث المتواترة والصحيحة ، انه جاء رجل اعرابي الى الامام الباقر( عليه السلام) وكان هذا الرجل لايعرف الامام فبعد ان سلم على الامام قال له جئتك اسئل عن رجل وامام من آل بيت الرسول اسمه محمد الـ (.......) ، فعسى ان تدلني عليه ، فقال له الامام محمد الباقر أنا الرجل والامام محمد الباقر ، انا باقر علم الاولين والاخرين فسأل ما شئت،وكان الامام الكاظم( عليه السلام) ذات يوم واقفا في سوق بغداد وجاءه رجل يهودي ووضع رجله على رجل الامام واخذ يسئله في كثير من امور الحياة ويدوس على رجل الامام حتى سالت الدماء من رجل الامام ، فقال له الامام(عليه السلام) ارفع ثيابك كي لا ينجسها دمــي!! ،فما كان باليهودي الا ان قال : أشهد أن لا إله الا الله ، وأشهد ان محمدا رسول الله ، واشهد انكم حجج الله ،،،،، هذه هي اخلاق ومدرسة ال البيت عليهم السلام،وكثير هي الاحاديث عنهم سلام الله عليهم ، فكانوا نبراسا ومدرسة نقتدي بهم وبافعالهم ، كانوا يعيشون ويستمعون ويكلمون الناس ولايحتاجون الى هذا او ذاك ليتكلم عنهم او يتكلم باسمهم ،وكذلك بعض المراجع الكرام( طاب ثراهم) تكلموا وظهروا على شاشات التلفاز فالشهيد السعيد السيد محمد باقرالصدر والشهيد السعيد السيد محمد صادق الصدر( رضي الله عنهما) وقفا وقفة حازمة بوجه الطغاة ، وقفة حازمة يشهد لها التاريخ واستقطبا الملايين من الناس حتى استشهدا في سبيل الاسلام ، وهذا الامام الخميني( رض) كان آخر أيامه وهو على فراش الموت يتكلم ويخطب بالناس ، وغيرهم من المراجع الاحياء فالسيد محمد حسين فضل الله( دام ظله) لاتجد ان اسبوعا يمر الا وهو يظهر يخاطب الناس وكذلك السيد علي خامنائي( دام ظله) واذا ذهبنا الى ابعد من ذلك نرى ان رب العزة والجلالة الخالق العزيز الجبار المقتدر قد كلم البشر ايضا فبالاضافة الى بعثه الانبياء والمرسلين ، فانه جل شأنه وتعالى مجده كلم الانبياء ويقص لنا القرآن ذلك فيقول سبحانه وتعالى(( واذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال خذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم)) ...الآية 260 البقرة ، وهذا كلام وخطاب بين الله سبحانه وتعالى ونبيه ابراهيم(ع) ، وكذلك فان الله سبحانه وتعالى كلم موسى تكليما ، والقرآن الكريم يوضح لنا ذلك بجلاء فيقول العزيز الجبار(( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي أرني أنظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين)) ... الآية 143 ألاعراف ، وقال سبحانه وتعالى (( فلما أتها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إني أنا الله رب العالمين)).. الآية 30 ألقصص ... اذن ان الله جلت قدرته قد كلم البشر والانبياء هم بشر معصومون ، فهناك الكثير من الاسئلة التي تطرح على المرجعية ، لماذا لم نسمع أصواتهم ، لماذا لا يكلموننا ونحن الطبقة الفقيرة ؟؟ فاذا كان الله جلت عظمته كلم البشر ، والانبياء والمرسلين ، والائمة المعصومين عاشوا بين الناس وكلموا الناس ، فما الذي يمنع سماحة المرجع الاعلى السيدالسيستاني( دام ظله) والمراجع الكبار الاخرين ان يكلمونا باصواتهم ، وان يخرجوا لنا لكي نسمع مايقولون ، لقد ضعنا بينا تصريحات الوكلاء وبين تصريحات حاشية المرجع ، فيخرج علينا وكيلا للمرجع يصرح صباحا وما أن يجن الليل واذا بوكيل مرجع ثان ينفي ذلك ؟؟ فهل نحن قوم رعاع لانستحق ان يخرج لنا المرجع ليكلمنا؟؟ ام هل ان المرجع والمرجعية مغلوب على أمرها ؟؟ ام ان هناك جهات قد تكون خارجية تفرض رأيها على المرجعيـــــة؟ ..... والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.