-
الاخوة الأعداء
الاخوة الأعداء
لم يجني العراق والعراقيون من العرب والعروبة طوال خمسة وثلاثون عام حكم فيها العفالقة الا الظلم والعدوان والذي تجلى بتحريض ودعم العفالقة على تصفية شيعة العراق اولا والتورط بحرب مع جمهورية إيران الإسلامية ثانيا ، هذه الملاحم العروبية هي النتيجة الكبيرة التي خرج بها الاخوة العرب من حلفهم مع البعث الصليبي ..
ولعل العراقيون كانوا مستعدين وبدافع طيبتهم التي يمتازوا بها عن باقي شعوب العالم ، نعم كانوا مستعدين لنسيان الماضي الأليم لو قرر الاخوة الأعداء ان يتفاعلوا مع عراق الحرية عراق ما بعد العفالقة بل ان المظنون فعلا هو ذلك إلا ان الواقع اثبت مدى حماقة العروبيين وحقدهم الأسود المكنون في نفوسهم تجاه شيعة العراق والنتائج التي أثبتت أحقية هذه الطائفة المظلومة في قيادة بلدها ؟ ولعلهم يستكثروا على أحفاد ثورة العشرين ان يكونوا أهلا لقيادة بلدهم الذي ابعدوا وشردوا وقتلوا وصلبوا واحرقوا ودفنوا أحياء لا لشيء إلا حبا بوطنهم وعشقهم له …
الاخوة العرب هم الذين اهدوا لصدام الملعون سيفا بتارا لا ليرفعه بوجه اعدائهم وانما ليجز به رقاب شباب العراق ورجاله لا لشيء الا بدافع الحقد الطائفي الاعمى الذي ورثوه عن أسلافهم ابو سفيان والحجاج والدوانيقي فجعلوه مسلكا ينتهجوه للقضاء على شيعة ال محمد بعد ان صدموا بالانتصار الفكري الذي حققته مدرسة محمد باقر الصدر من نهضة جبارة على الصعيد الفكري والسياسي والعلمي والاجتماعي …
وطوال ثمان سنين من حرب الخليج الأولى كان حكام العروبة يغرقون صدام بأموالهم السحت ليملأ ارض العراق سلاحا وعسكرا كانت ثماره انهارا من الدماء سالت بدون توقف وبدون أي مبرر اللهم الا أملا يعيشه العروبيين في القضاء على حكومة الشيعة الوحيدة على أركان هذه الأرض الوسيعة وطوال هذه السنوات ومليارات الدولارات تضخ ثمنا لاستمرار تلك الحرب الفجيعة ولم يدر بخلد العراقيون انهم سوف يندمون مرتين الأولى لقتالهم الى جانب البعث الأموي ( يستثنى من هذا الآلاف من الذين أجبرتهم دموية النظام وفرق إعدامه على الانضمام القسري إلى سوح المعارك) ضد حكومة الولي الفقيه مفجر اعظم ثورة إسلامية في تاريخ الشيعة الأمامية منذ ثورة ابي الشهداء الحسين (عليه السلام) روح الله الخميني قدست نفسه الزكية …والثانية لدفاعهم عن عرب النفط الذين كانوا منتجي مسرحية ( قادسية هدام الثانية) ويا ليتهم توقفوا عند ذلك وانما تراهم بعد سقوط نظامهم العفلقي يطالبون العراق المنكوب بملياراتهم التي دفعوها لكلبهم التكريتي أخزاهم الله أجمعين …
وكانت المرحلة التالية هي توريط النظام الفاسد بمعمعة كبيرة سوف تجر العراق الى مأساة عانى منها العراقيون ولا زالوا يئنون من ويلاتها وتأثيراتها الى الساعة ، معركة ولعبة استغلوا فيها غباء وعنجهية صدام والعفالقة ليقودوا العراق الى الدمار الشامل …
ولعل المصاب الذي حل بالعراقيين خلال السنوات العجاف التي شهدت مناظر مؤلمة عجز فيها الأب عن أن يداري جوع طفله الذي سرعان ما يموت تحت يديه بعد آن عجز أن يوفر له لقمة يسد بها رمقه وابن يرى آباه وأمه يودعان الحياة تحت انين المرض بسبب عدم استطاعته شراء دواء يرفع المعاناة عنهما ..ولم يكن المسؤول عن كل هذه المآسي سوى الأشقاء العرب الذي عاقبوا الشعب المبتلى تاركين قائده الضرورة يتمتع بثروات العراق المستباحة أولا وبانشغال شعبه في دوامه الحصار دون الالتفات الى التخلص من سلطته الغاشمة ثانياً ..
واليوم وبعد ان سلط الله عز وجل أمريكا الظالمة على كلبها الذليل صدام بدء الاخوة العرب حربا جديدة ضد شعب العراق وباستراتيجية قذرة البس فيها الإرهاب ثوب الإسلام ليستغلوا كل يحمل الحقد الدفين ضد اهل البيت وشيعتهم من سلفية وقوميين لضرب العراقيين في كل زمان ومكان وليشمل عدوانهم المستمر الأطفال والنساء والشباب والشيوخ وليعلنوها حربا صريحة طائفية بغيضة لعل أوضح صورها هو الاعتداءات على المراقد الطاهرة لائمة الهدى وضيوفهم الزائرين وقطع الطريق أمام زوار الأمام الحسين (ع) وتفجير المساجد والحسينيات ومواكب التشييع والعزاء وتجمعات شيعة امير المؤمنين (ع) مؤكدين على استمرار النهج الأموي القديم دون ان تؤثر كل هذه السنين في تغير العقل العربي الى رؤية صحيحة وعقيدة سليمة ..