كيف لا يكون قاتل المائة ونيف مجرما !! ..
مجرم الحلة الأردني رائد منصور البنا قتل في لحظة واحدة مائة وأكثر من العراقيين الأبرياء .. هل هناك شك في ان من يقتل هذا العدد مجرما .. او ان صفة المجرم يمكن ان تسقط حتى لو كان الضحية واحدا وحسب .. ثم هل يمكن لأي سبب ان يبرر اي جريمة قتل ويطوي صفحتها .. سألت محدثي فقال لي بالتأكيد كلا .. وأردف كيف والجريمة واضحة ولم تجر في الخفاء .. وقد ارتكبت على رؤوس الأشهاد .. ثم انها ارتكبت ضد عراقيين أبرياء لا ذنب لهم .. سوى ان هذا المجرم يراهم مختلفين عنه .. وسألت صاحبي هل هناك جريمة ذات لون أحمر وأخرى ذات لون بنفسجي .. فأجاب بأن الجريمة هي الجريمة .. ولا يمكن وصفها بغير هذا الوصف .. قلت إذا فيم السكوت عن المجرم فلان الفلاني المرشح لمنصب مهم في الدولة العراقية الجديدة .. وقد قام بنفس الجريمة .. جريمة القتل .. وبحق نفس العدد من العراقيين مع فارق لا يكاد يذكر .. حينما اراد ان يثبت ولاءه لسيده يومذاك صدام .. فأصدر أمره بإعدام مائة وسبعة من العراقيين السجناء لديه .. بدون ذنب سوى انهم يراهم مختلفين عنه وبدون محاكمة .. فقال لي محدثي : مصلحة الوطن تقتضي عدم النبش في كل الدفاتر القديمة .. وليس كل من يبنون العراق الجديد ملائكة .. فأجبته ان الجريمة هي الجريمة .. ولا فرق بين مجرم ومجرم الا بحجم جرائمه .. لكن الأمر قديم والجرائم تسقط بالتقادم وقد مضى على هذه الجريمة عشرين عاما وأكثر من هذا انه قد التحق بمعارضة صدام بعد ذلك بوقت قصير وبقي على معارضته حتى سقوط صدام .. وقد حدثت ايام الحرب العراقية الإيرانية .. فتساءلت سبحان الله وهل تسقط جريمة مثل جريمة إغتيال السيد الشهيد محمد باقر الصدر وقد مضت عليها نفس المدة .. فإستدرك صاحبي لكن ضحاياه كانوا من الشيوعيين .. فسألته لو ان كل ضحايا صدام كانوا من الشيوعيين ولا غيرهم .. هل سيكون محقا ولا يكون مجرما وطاغية وديكتاتوريا .. قال لي : لا امر صدام مختلف .. فسارعته بالسؤال كيف نطالب بمحاكمة صدام ونغض الطرف عن جرائم واحد من أدواته .. فأجابني صدام يتحمل المسؤولية الأولى اما ادوات التنفيذ فقد تكون لديها بعض اسباب الدفاع والتبرير .. فقلت له إذا ليست الجريمة هي الجريمة .. وإن هناك جريمة حمراء وأخرى برتقالية .. وهناك ضحايا وشهداء .. لأننا نريدهم كذلك .. وهناك أرقام يجب ان تطوى وتتم لفلفتها لأننا ايضا نريد ذلك .. او لأن لنا مصلحة في ذلك .. أن تفتح ملفات الجرائم التي إرتكبت في عهد الطاغية صدام .. فيجب ان تفتح كلها دون محاباة وأنتقاء .. او تغلق كل الملفات ونقول عفا الله عما سلف .. فليس هناك مجرم ابن ست وآخر ابن جارية .. والدم العراقي كله يجب ان يكون مقدسا .. سواء اختلفنا او اتفقنا مع من سفك منهم .. وملف الجريمة يجب ان يبقى مفتوحا الى ان ينال كل مجرم جزاءه وعقابه .. وليس لأحد أن يسقط جريمة أحد او ان يتنازل عن دم عراقي مسفوح ..