إلى قائمة الإئتلاف ..... لا بديل عن عقد صفقة مع الأمريكان
حين بدأت تشاورات تشكيل الحكومة العراقية كان من أهم برنامج عمل " الإئتلاف العراقي الموحد " هو الأمن وتطهير المؤسسات الأمنية من البعثيين
ولكن السيد الأمريكي له خططه في العراق وبرنامج عمله المستقل الذي يريد تنفيذه لتحقيق مصالحه فهو يريد أن يشكل جيش قادر على حفظ الأمن وله ولاء مطلق له وليس لذلك افضل من " البعثيين الجدد "
لذلك سارعت إدارة البيت الأسود في واشنطن لإرسال وزير دفاعها الصهيوني "رامسفلد " لإملاء شروطه على حكومة الجعفري المقبلة ومهددا إياها في حالة قامت بتطهير المؤسسات الأمنية في العراق من البعثيين .
ولو كنت مكان رامسفيلد لقمت بنفس العمل ، فلا يمكن للإدارة الأمريكية أن تتصور أن يكون كل تلك الجهود والمليارات والدماء التي صرفوها لإطاحة صدام ونشر الديمقراطية المزعومة ليأتي حلفاء إيران ليمسكوا بزمام السلطة في العراق وتتحقق مقولة " امريكا زرعت وإيران حصدت "
فكيف يا ترى نحقق حل وسط يطمئن الأمريكان ويطمئن شيعة العراق
وبما أننا الان نحن شيعة العراق على مفترق طرق ، ومرحلة تاريخية فاصلة يتم على أثرها تحديد مستقبلنا فإننا يجب علينا التفكير بما يحقق مصلحتنا وتحقيق الأمن والأمان لشعبنا ومحاربة الدكتاتورية والتسلط الصدامي والأمريكي
فعدم عودة البعثيين إلى المؤسسات الأمنية يجب أن يعتبر ..... خط أحمر ، رضي السيد الأمريكي ام لم يرضى
لذلك لإزالة المخاوف الأمريكية يجب على الإئتلاف الموحد عقد صفقة مع الأمريكان تكون شروطها كالآتي :-
1- إلغاء منظمة بدر .
لأن منظمة بدر عمليا ليس لها فائدة ، فمن الناحية العسكرية قد تخلت تلك المنظمة عن صفتها العسكرية وتحولت من " فيلق بدر " إلى " منظمة بدر " وتخلت عن اسلحتها الثقيلة ولا تملك حاليا سوى الأسلحة الخفيفة الشخصية .
كما إن القول بأن منظمة بدر هي منظمة للإعمار هو قول لا يمكن لاي عاقل التصديق به ، فالاعمار هو مسئولية الدولة ووزاراتها وليس لمنظمات غير حكومية
قد يكون هذا الادعاء هو للتغطية عن هدف التنظيم واعطائه الشرعية ، حيث انهم في السابق عندما لم تكن هناك حكومة قوية قادرة على حفظ الأمن ولم يكن هناك جيش او شرطة فإن هذه المنظمة كانت تمارس عملها لحفظ الأمن في بعض المدن العراقية بالإضافة إلى الأماكن المقدسة .
اما حاليا بعد أن اصبحت الحكومة والسلطة قاب قوسين أو ادنى من ايادينا فإننا لا نحتاج إلى وجود تلك المنظمة بل نحتاج إلى ان نسيطر فعليا على الجيش والشرطة .
ولا نريد ان يستغل احد وجود هذه المنظمة للتشنيع على الشيعة ووصفهم بالتبعية الإيرانية والتدخل في الشئون العراقية .
فبعض البعثيين من أزلام النظام السابق أو من الطائفيين أو القوميين في الدول العربية ممن يرتفع عندهم ضغط الدم لمجرد سماع ذكر كلمة " بدر " ما برحوا بإثارة اللغط وتهييج المشاعر العنصرية والطائفية إحساسا منهم أن " بدر " ليس سوى جيش إيراني يتواجد على ارض العراق فتراهم احيانا يصفونهم بـ " التيار الصفوي " أو " الفرس المجوس " أو " فيلق غدر " الذي يقوم بقتل أهل السنة ، او السيطرة الصفوية على عاصمة الرشيد ودار السلام .
وكذلك السيد الأمريكي فعند سماعه لكلمة " بدر " فإنه يشعر بالتدخل الإيراني وهو ليس بغبي لكي يسمح لمنظمة مرتبطة بإيران لتمسك بالأمن وأيضا ليس بنزيه ليترك الديمقراطية تأخذ مجراها
إنما هو يخطط لكي يشكل حكومة تنفذ مطالبه وتحقق مساعيه
2-تشكيل جيش من كافة اطياف الشعب العراقي عدى البعثيين الصداميين :
ولطمأنه الأمريكان لعدم التدخل الإيراني في الجيش والشرطة العراقية الجديدة على حكومة السيد الجعفري بعد ان تتسلم الملف الأمني الإعلان عن حل كافة الميليشيات في العراق وفتح المجال امام الشعب العراقي للإنخراط في الجيش والشرطة وخاصة في مدن الجنوب وتقوم بدعوة الجنود الذين كانوا في الجيش العراقي السابق ممن ثبت أنهم لم يشاركوا في العلميات الإجرامية الصدامية ضد الشعب العراقي ، وليس لهم ولاء للبعث والبعثيين ، وايضا فتح المجال للشباب الذين لم ينخرطوا سابقا في الجيش وتدريبهم التدريب المناسب وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من اسلحة وعتاد .
كما أن الجيش الجديد يجب أن يطعم باعداد كبيرة من السنة العرب والأكراد حتى لا يقال بأن الجيش الجديد هو للشيعة فقط . ولكن مع الحرص أن اولئك الافراد ليس لهم علاقة بالبعث أو بأزلام صدام .
3-تأجيل عرض الجدول الزمني لإنسحاب القوات المتعددة الجنسيات :
يتخوف الأمريكان من الشيعة لأنهم يعتقدون أن الشيعة هم الوطنيون الوحيدون في العراق ( ومعهم حق في ذلك )
فالشيعة لا يمكنهم القبول بتواجد القوات الأجنبية في العراق مهما طال الزمن .
وإحدى الإستراتيجات الأساسية للقوات الأمريكية في العراق هو وجود قواعد دائمة لهم في العراق تضمن لهم المحافظة على أن لا تخرج العراق عن سيطرتهم .
فلو حصل التصادم بين الشيعة وبين الأمريكان في الوقت الحالي سيتخلى كافة ادعياء المقاومة من السلفية والبعثية عن مقاومتهم ، وستبدأ مساومتهم مع الأمريكان لتمكينهم ليكونوا ذراعهم اليمنى لقمع الشيعة وعودة المعادلة الظالمة مرة أخرى .
لذلك إلغاء الجدول الزمني لإنسحاب القوات المتعددة الجنسيات في الوقت الحالي هو أمر مطلوب وملح للحفاظ على حقوق الشيعة .
بذلك سنقول للأمريكان هذا هو مشروعنا الأمني في العراق ، نضمن لكم عدم تدخل الإيرانيين في العراق وعدم المطالبة بجدول زمني لخروج الإحتلال وتضمنون لنا عدم عودة البعثيين للمؤسسات الأمنية .
فإن اردتم عقد هذه الصفقة معنا فأهلا وسهلا وإلا سنفرض الجدول الزمني لإنسحاب القوات المحتلة من العراق ، وقد تبدأ معها مرحلة المقاومة المسلحة .
قد يقول بعض الأخوة ان التراجع عن الجدول الزمني هو تراجع عن المبادئ التي اعتمدها الإئتلاف في برنامجه
ساقول أن المبدأ الوحيد الذي يجب عدم التراجع عنه هو مبدأ حفظ امن شيعة العراق وعدم ارجاع الدكتاتورية اليهم مرة أخرى
فازالة الغدة الصدامية هي اولى مطالبنا واعتماد دستور ونظام حكم ديمقراطي يكون الشعب هو مصدر السلطات فيه ودستور يضمن حقوق كافة اطياف الشعب اهم من خروج المحتل الأجنبي في الوقت الحالي .
فما دام العراقييون الشيعة يريدون دولة عراقية واحدة " من زاخو إلى الفاو " فهذا معناه وجوه خنجران في خاصرة الشيعة ، الأكراد والسنة العرب .
وإن أردتم طرد الإحتلال من العراق فهذا لن يتحقق إلا بإعلان استقلال " جمهورية العراق الجنوبية " وتبدأ معها عملية مقاومة الإحتلال وغير ذلك فلا سبيل لخروج الإحتلال .
وسيكون لي موضوع آخر إنشالله عن استراتيجية المقاومة الشيعية وطرقها وأهدافها
اخيرا إن لم يستطع الإئتلاف ضمان عودة البعثيين فإن الإنتخابات ستحدث بعد ستة أشهر
وسنقوم بترشيح اي قائمة يدعمها التيار الصدري لنرى ماذا سيفعل التيار الصدري مع الأمريكان وكيف سيتصرف