بحث في صلاة الجمعة آية الله الشيخ علي المطيري
آية الله الشيخ علي المطيري
بحث في صلاة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم .......السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثلا لو أردنا ان نسوق بهذا الإتجاه , صلاة الجمعة , فهي شعيرة عبادية محضة , لكنها تتأرجح مابين التخيير والوجوب , كيف ذلك , نعم أقول: لوتوفرت كل الشرائط الموجبة لها أصبح لزاما على الإمام إقامتها ,وعلى المسلمين حظورها , لذا نرى أن هناك الكثير من الروايات تحث المسلمين وأإمتهم العدول أن يقيموا الجمعة ويهيؤوا لها كل الأسباب والعوامل المساعدة من أجل إقامتها , هنا يبقى تكليف المسلم هل هو ( فرض ,أم تخيير ) ...هنا لابد من وضع اليد على هذه الإشكالية التي أحيطت بها , ( ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ........الخ ) هنا يتبين لنا أن الحضور مشروط , وبنفس الوقت يستعرض الله الثواب الذي سيناله المسلم من جراء الحظور , وكل عبادة فرعية تتوفر على أشكال الحث والترغيب فهي ليست واجبة , لوأخذنا على سبيل الفرض ( الصلاة اليومية ) ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) , وكذا الحال بالنسبة للصيام ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) فلا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال , ولا يجوز ترك الصيام إلا في بعض الموارد التي فصلت , ولهذا وجب فيهما القضاء أو النيابة بعد المماة , لذا فإن مبدأ الثواب والعقاب قائم على كل الواجبات المحضة بلحاظ مكانها وزمانها , أما ماكان ملازما للحث والتشجيع والوعود بالأجر المضاعف فللمسلم الحرية فيه , فإذا أراد أن يفوز بمقعد صدق مع الرسول عند مليك مقتدر فعل كل ماهو مستحب ويجلب له رضى الله وسعة رحمته , كما هو الحال بالنسبة الى صلوات النوافل , وهي من علامات المؤمن , فإن أنت أتيت بها كان لك فيها ماوعد الله الفاعلين لها , وإنت أنت أعرضت عنها خسرت شيئا من حب الله لك ....إذن إذا أردنا أن ننهض بواقعنا الى المستوى الذي يحقق طموحنا فلابد من الإعداد لكافة العوامل التي تساعدنا على بلوغنا الهدف , بل العمل بكل ما أو تينا من قوة وعلى كافة الأصعدة على توفير هذه العوامل والمستلزمات التي من شأنها أن توصلنا الى مانبتغي . لذا علينا ومن الآن أن ننتبه الى الواقع الحالي ونقرأ كل مافيه من صغائر الأمور , ونقوم على الإسترشاد بكتاب الله وسنة نبيه الأكرم ومنهج الأإمة الأطهار , كي لايقع علينا الإثم ونبؤ بغضب من عند الله وبالتالي نخسر الرحمة الإلهية ......الإسلام وكما هو معروف من خلال السيرة التأريخية الناصعة للرسول الأكرم وبداية التوفر على عناصر القوة التي هيأها الله لنبيه وجعلها من الخطوات الإستباقية للدعوة الإسلامية , ,ومن ضمن البنى التحتية المهمة ,فكان ولادة إمام المتقين ويعسوب الدين وناصر الحق المبين وليد الكعبة المشرفة الإمام علي بن أبي طالب عليه صلوات الله وسلامه , ثم بعد ذلك إقتران الرسول بأم المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام , فهنا تلاقحت القوتين ( السيف والمال ) ....وهما سلاحا المعركة التي دارت رحاها بين الحق والباطل لاحقا , والحديث يقول ( ماقام الإسلام إلا بإثنين , أموال خديجة , وسيف علي ) ..وهذا دليل على أن المال له البعد الأساسي في التهيئة الى كل أنواع الجهاد في هذه الدنيا , ( المال قوة , والقوة مجتمع , والمجتمع دولة ) ...من الصفات التي كان يتصف بها الرسول الأكرم , والتي كانت من أقوى الدعامات التي إستند إليها في نشر الإسلام ومن خلالها صدقه الناس هي ( الصادق الأمين ) وهذه أتت بعد أن تاجر الرسول باموال خديجة حتى إندفع المشركون من أن يضعوا اموالهم عنده كأمانه , فهل يعقل أنك تأتمن إمرء على شئ زائل بأي لحظة ولا تأتمنه على وعد صادق من الخالق , ؟! لعمري هذا عين الإجحاف بحق النفس , لاحظ ان الحياة ودوامها مرهونة بالعديد من الطاقات , فمثلا الشمس والقمر, والليل والنهار , والثلوج والأمطار , لكل مهمته التي أوجده الله من اجلها , وكل يسير بحسبان , وكل له ميزان , وكل له تضادات , وهذه التضادات افرزت صراعات , أراد الله من خلالها ان تتعلم المخلوقات كافة على التوفر على عناصر القوة من اجل الصراع لأجل البقاء والإستمرا ر , فكما الله أودع الحياة هذه الطاقات فلابد للإنسان ان يقوم بدوره كي يتوفر على كل الطاقات التي تضمن له البقاء والقيام بتكليفه الذي اوجده الله من اجله , أمرنا الله أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر , ومن اجل ذلك سمانا خير الأمم , وهذا الأمر من ضمن دواعيه هو الجهاد والجهاد نوعين , الأكبر والأصغر , ولكل منهما أقسام , ولكل قسم حيثيات زمانية ومكانية , وهنا لابد لك أن تتوفر على عنصر القوة كي تتمكن من فرض عملية الإصلاح , سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعة أو القوم أو الدول , وعندما ننظر الآن الى عالم اليوم نراه يتصارع من أجل الحصول على تلك القوة ,ويمنع نفسة الأكل والشرب لحين, كي يحصل على القوة التي تضمن له البقاء , أنظر الى الكيان الصهيوني , الى أمريكا , الى روسيا , الى الهند , الى الباكستان , الى الصين , الى كوريا الشماليه , الى البرازيل , الى ألمانيا , الى الجمهورية الإسلامية , وهذه الأخيرة وعت الدرس وعرفت كيف تتعامل مع التوازن الدولي للقوة الأكثر إخافة للعدو , وأغلب الواردات النفطية هي مخصصة لهذا البرنامج ذات الصلة بنوع وشكل القوة المطلوبة , من هنا أؤأكد على موضوع المال في هذه المرحلة حصرا وتحديدا غير مبال بكل مايقال من خزعبلات و ترهات وإتهامات , نحن نعرف تكليفنا الشرعي وقد من الله علينا بالآلية التي من خلالها نؤدي الأمانة التي حملها الله لنا , لذا من كان يريد أن يقوم بذات التكليف عليه أن يبدأ من الآن كي يتوفر على أهم عناصر القوة , وهو المال , ....تذكروا ان الحركة الصهيونية قامت بشراء أرض فلسطين من الدولة العثمانية بالمال ودفعت الملايين من الروبيات الذهبية آنذاك, كي تجعل لنفسها موطئ قدم ,على أساسه طالبت أن يكون هناك وطن مستقل لليهود , وواقع الحال أمامنا الآن ....واليهود الآن هم على نفس الخطى في العراق, خصوصا في الشمال, بعد أن هيئا لهم الأكراد, الأرضية القوية التي إستندوا عليها في شرائهم للأراضي والعقارات , وإذا لم نع مايجري على بلدنا, وما لم نعد القوة كي نتصدى لهذا المشروع الإستيطاني الكبير والخطير, فنحن من الخونة والمنافقين الذين خانوا الأمانة ونافقوا في العقيدة , وجزاء نا معروف , نستعيذ بالله
من شرور أنفسنا ونستجير بالله مما أعده للكافرين والخونة والمنافقين ..والفاسقين والمارقين ..( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) ...الحج / 39 و40 ....