-
من سوالف جدتي ..
أبو المثل يقول : المجالس مدارس .. ولهذا نحن نعتبر كل تراثنا العربي هو عبارة عن حكم ومواعظ ودروس لا ولن تفنى ولن يعتق لها ماضي وأبدا وجميعها مدلولات . وهي تعلمناها في دواويننا ومجالسنا العربية من شيّابنا وعجائزنا الطيبين . والذي ما له اول ما له تالي .
ونحن لم نخفيها على الجميع ان ثورتنا ونضالنا هو يستمد – أغلبيته – من هذه الحكم والمواعظ ، ونقص عليكم الليلة قصة
(( جـــبيدة)) .
اسم جبيدة مصغر للجبدة .. ( أي الكبد أو الكبدة ).
كان يا ما كان ، كان في احد مضارب العرب ( حمولة ) وهم من البدو عائلة عندها ولد واحد وبنت واحدة . فكان اسم الولد
(( حــمــد )) واسم البنت (( جبيــدة )) وسموها أهلها جبيدة لكونها كانت قزمة وتنام وهي مكمطة ( قماط ) وفي الكاروك ايضا . فكان عند أهلها الكثير من الطرش واغلبها من الاباعير وكالعادة كانت بيوتهم من الفليان ( الصهاوي السود ) . ولكن كل ليلة ويصبح واحد من الجمال ناقص ويحصلون على ما تبقى منه بعض العظام والجلد فقط !!.
فقرروا ان كل ليلة يختص واحد من شباب الحمولة ينطر المضارب للتعرف على هذه المشكلة وكشف هذا الحيوان المفترس الذي كان كل ليلة يأكل له جمل !!. فينطر الشاب وهو سيفه لن يفارج كرابة و لكن من شدة السهر وعذوبة نسيم الصحراء فيأخذه النوم توالي الليل وعند الصباح يتفاجأ القوم بخسران جمل من الجمال أيضا . فقال حـمـد و أخذ عهد على نفسه أمام الجميع وأقسم بمن خضر العود ويبسه ان لايهدء له بال حتى يصطاد هذا الحيوان المفترس ويريح الفريج منه .
فتحزم على سيفه ثم جوأ ( كوأ - كوي ) أيده حتى تبقى توجعه وتمنعه من النوم !!. وختل في الظلام ، مرة يتمشى ومرة يكعد على جماميزه وعيونه كعيون الشاهين ترصد كل صهوة وكل مربط من الخيل والجمال حتى فات الليل كله و لن يبقى منه شيئا . وفجأة ويشوف حمد كاروك "جبيدة " اخذ يتحرك ، فتقرب عن الكاروك بهداي ويشوف جبيدة تفك بكماطها ، ثم نزلت من كاروكها وانسابت بين مراح الجمال ثم شبت ( صعدت ) على رقبت أحد الجمال وهو كان ضاوي وعظته بحنيوره ومطلت الجمل على الأرض . فركض حمد وصرخ فيها و حط السيف على رقبتها . فصرخت جبيدة الملعونة , – خويه حمد دخيلك – أنا اختك جبيدة .
فأخذها وشبكها ( شد وثاقها ) محكم ثم ربطها على الثبات وقال لها : (( ضلي يا ملعونة حتى يصير الصبح ويفتون القوم بحقك ، وأنا واهلك بريئين منك يا مفترسة ويا خائنة بأهلك وقومك )) .
فعند الصباح وحين أفاق والد حمد الشيخ حـمـود من النوم للصلاة ، فأخبر حمد ابوه بالقضية ، ولكن أبو حمد لاكان يصدق ما يقوله له ابنه حمد وأخذ تارة يفرك عيونه وأخرى اذنيه ، وكأنه في حلم وليسته واعي. لأن السالفة لن تتصدق ، أن بنت قزمة مازالت ترضع وهي في مكمطة وفي الكاروك و تأكل الجمل !!؟؟.
فقال له حمد : يا والدي تعال وشوف بعينك ، شوف زردوم الجمل ثم شوف المفترسة الآفة جبيدة وهي مشبكة ومربوطة بالثبات
فتقرب منها أبو حمد وشافها ، نعم هي جبيدة القزمة لاغيرها وتعترف بجريمتها .
بعد طلوع الشمس آمر أبو حمد الشيخ حـمـود على سعيد ( الخادم ) ان يدك الأكهوة ويرن الهاون ، وكان في زمان اهلنا الأولين أن الهاون هو بمثابه بث خبر بواسطة محطة فضائية او اذاعة حكومية رسمية لأعلان وقعا ما في زمننا المنحط الآن .
فانجمعت العشيرة صغيرها وكبيرها في مضيف أبو حمد . قال لهم أبو حمد يا أهلنا وعشيرتنا : اننا وعندما ترافقنا وشكلنا هذا الفريج قد اخذنا على أنفسنا عهدا لنكون امناء على العشيرة وننطرها من كل غازي وغدار ، حيوان كان ذلك أما إنسان واني ما اريد أقوله لكم أن ابنكم البار حمد قد أوفى بوعده وانه تمكن من صيد الحيوان المفترس الذي كان كل ليلة يأكل جمل من الفريج ، وأن ذلك الحيوان الآن مربوط في مراح الجمال . ثم آمر على حمد ليأتي بذلك الحيوان . فراح حمد و جلب جبيدة الملعونة الخائنه و حطها في وسط المجلس وقال لهم ابو حمـد : هذا هو الحيوان وما هو إلا ابنتي (( جبيدة )) وأنا برئيا منها واطلب منكم أن تتخذون أقصى العقاب بحقها لتكون عبرة للجبيدات الأخريات . فأحتراما لأبوحمد فالبعض أشار الى العفو عنها ، ولكن ابوحمد أحس ان هذا الرأي هو بمثابه خيانة واهانة عليه وقال : أن العفو لمن يغدر بأهله وقومه فهي خيانة أخرى ، وما علينا إلا بمعاقبتها .
فالمنهم من قال ، لنذبحها والآخر قال , لنحرقها . ولكن تقدم حمد وقال : (( لا ذبح ولا حرق ومن الأفضل ان نقتص منها بالموت البطيء )) واني عازم أن اخذها الى الشلوة حيث لايوجد ماء ولا كلاء ولا بشر ، غير العقارب والأفاعي والنمل . فأردفها وراءه على ظهر الكحيلة ومشى يوم كامل حتى وصل لتلك الصحراء ثم رماها من على ظهر الكحيلة بين تلك المخلوقات الوحشية والسامة ورجع لمضاربهم ، وارتاحت العشيرة بعد من كل غادر مفترس وهم ينامون ليلهم مرتاحين … و آنه خليتهم واجيت.
منقول..
أبو داري .
-
مشكورة أختي خادمة الزهراء على هذه القصة الخيالية والتي تنم عن بعض المغزى في هذه أو تلك العشيرة ..
وحقيقا ً لقد تذكرت أيام زمان عندما كانت جداتنا يحكين ويقصن :tuschel: لنا بعض تلك القصص الخرافية من شاكلة ( السعلوة ) ( والرفش ) الذين سيخرجن من ( الشط ) في وقت المغرب وكنا نخاف :heul: من هذه المخلوقات التي نبنيها في مخيلتنا البريئة وكنا عندما يأتي وقت الغروب نترك ( الشط ) خوفا ً من ( السعلوة ) و ( الرفش ) حتى لا تأكلنا .. :eek:
-
ماكو احلى من سوالف الجدات، تسلمي خيتي على هالقصة.
خيتي أقول حرامات يقتلو جبيدة . ماكو وسيلة عقاب غيرها؟؟؟:p
اخي الحسيني قبل لمن كنا صغار نخاف من القصص اللي يحجوهم النا ونصدقهم مثل ما قلت من تغرب الشمس بعد نخاف نطلع لوحدنا
بس هسه بهالزمن لو تقول اي قصة خيالية للطفل ما يصدق يظل يسالك الف سؤال لي تلعن اليوم الي فكرت فيه تالف قصة وتقولها اله. :D::