لأول مرة في تاريخ العراق عراقيون يحتجون على إخراجهم من مبنى المخابرات
عراقيون لا يريدون إخراجهم من مبنى المخابرات!
مظاهرة من نوع آخر في بغداد
بغداد: غزوان جبار
انها المرة الأولى التي يحتج فيها اشخاص على قرار بإخراجهم من مبنى تابع لجهاز المخابرات. فقد تظاهرت عشرات العوائل العراقية أمس في بغداد احتجاجاً على محاولة طردها من المبنى الذي كان يشغله جهاز المخابرات المرعب في عهد الرئيس السابق صدام حسين، وهو المبنى المعروف الآن باسم مجمع السلام السكني الكائن في حي الحارثية الراقي. المتظاهرون طالبوا الحكومة العراقية بالوقوف الى جانبهم ومنحهم فترة أطول للبقاء في هذا المبنى لحين الحصول على مأوى مناسب، فهذه العوائل لا مساكن لديها تأوي اليها غير هذا المبنى الذي كان المرور بجواره قبل ثلاث سنوات فقط مرعبا وربما مطلفا للحياة. المظاهرة التي ضمت نساء وأطفالا ورجالا انطلقت من المجمع الذي سكنته أكثر من 150 عائلة منذ سقوط النظام السابق، واتجهت الى مبنى وزارة المهجرين والمهاجرين.
وقال ابراهيم سوادي جبر الكعبي رئيس لجنة السكان المكونة من 14 شخصا لـ«الشرق الأوسط» اثناء المظاهرة «طرقنا أبواب الأحزاب والوزارات، إلا أنها لم تستجب لنا باستثناء وزارة المهجرين والمهاجرين التي كررت مساعدتها لنا»، موضحا انه رب أُسرة مكونة من 40 شخصا، بينهم 28 حفيدا. من جانبها أصدرت باسكال وردة وزيرة المهجرين والمهاجرين بياناً تضامنا مع المتظاهرين جاء فيه «لا يمكن التعرض لأي عراقي أينما كان بإجباره على النزوح القسري طالما لا يوجد مكان بديل عن الذي يشغله»، مؤكدة «أن الإخلاء لا يحدث إلا في إطار قانوني من جهة مخولة فقط». وأشار عدد من المتظاهرين الى ان «جهة مجهولة» أنذرتهم صباح امس بإخلاء المجمع في مدة أقصاها 48 ساعة وإلا سيرمون أغراضهم في الشارع، وأوضحوا ان هذه المجموعة «المجهولة» مسلحة ومكونة من ستة أشخاص يرتدون زياً مدنياً ويستقلون سيارة بيك آب بيضاء اللون، وذكروا رقمها. وقالت المتظاهرة حمدية مظلوم، وهي أُم لأربعة أطفال، «زوجي معاق ووضعنا الاقتصادي لا يسمح بدفع اي مبلغ للايجار». اما فضيلة عباس، وهي الاخرى أم لأربعة اطفال، فقالت ان زوجها من معوقي الحرب العراقية ـ الايرانية، وطالبت بحل سريع حتى يتسنى لها ولغيرها من سكنة المجمع إيجاد الملجأ المناسب لكي يعيشوا بسلام. وقالت امرأة أخرى «اننا عراقيون بلا سكن منذ فترة طويلة»، ووجهت كلماتها الاخيرة الى الحكومة المنتخبة قائلة «منحناكم اصواتنا فامنحونا مواقفكم».
