العراقيون باتوا يتحدثون الآن علنا عن احتمالات نشوب الحرب الأهلية
يتحدثون الان في العراق عن .. الحرب الاهلية
http://www.asharqalawsat.com/2005/04...ews.296170.jpg
[align=left]Wed April 27, 2005 12:23 PM GMT+03:00[/align]
بغداد (رويترز) - حرب أهلية.. طوال عامين ظل العراقيون يتجنبون تماما هاتين الكلمتين.
لكن الان مع عدم تشكيل حكومة بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات فيما التوتر يتصاعد بين الشيعة والسنة المسلمين والجماعات الاخرى تتردد الكلمتان في أذهان كثيرين.
لقد ألقى العديد من الاشتباكات بين السنة والشيعة في مواجهات ليس لها أي علاقة فيما يبدو بالتمرد الناشب منذ عامين ضد الولايات المتحدة الضوء في الاشهر الاخيرة على مدى الخطر المتصاعد.
ولم تعد الحرب الاهلية التي كان السياسيون يخشون أن ترد على ألسنتهم حتى لا يضفون هالة عليها فكرة محرمة يحظر تداولها.
قال صباح كاظم المستشار بوزارة الداخلية الذي أمضى سنوات في المنفى قبل أن يعود بعد اسقاط نظام صدام حسين "لا أريد أن أقول حربا أهلية الا أننا نمضي على الدرب اللبناني. ونحن نعرف الى أين يفضي."
وتابع "اننا بصدد أن ينتهي بنا الامر الى ظهور مناطق محددة يسيطر عليها قادة ميليشيات... السنة ضد الشيعة هذه هي القضية التي تتصاعد الان ولم يكن الامر كذلك بعد الانتخابات."
وفي المدائن وبلدات أخرى يعيش فيها الشيعة والسنة معا على ضفاف الانهار جنوبي بغداد تقوم جماعات متناحرة بتنفيذ العديد من الهجمات الانتقامية من قبل انتخابات يناير كانون الثاني حسبما قالت الشرطة. وهذا الشهر جرى انتشال أكثر من 50 جثة من نهر دجلة.
وفي حي الشعلة الشيعي الفقير بغرب بغداد وقعت سلسلة تفجيرات سيارات وقتل في اطار توترات فيما يبدو مع العناصر المسلحة من السنة في منطقة أبو غريب أحد أشد المناطق عنفا.
ووقعت أعمال عنف مماثلة شمالي بغداد في بعقوبة على سبيل المثال حيث تم تفجير مساجد للسنة والشيعة.
وفي جزء منها تعد التوترات نتيجة نوايا معلنة منذ زمن من جانب مسلحين سنة مثل الاردني أبو مصعب الزرقاوي لزرع بذور الشقاق واثارة حرب أهلية.
الا أنها تعكس ايضا تزايدا طبيعيا في العداء بين الطائفتين منذ انتخابات يوم 30 يناير كانون الثاني التي سلمت السلطة للاغلبية الشيعية بعد عقود من هيمنة السنة.
والفشل في تشكيل حكومة فور ظهور نتيجة الانتخابات التي تحدى فيها ثمانية ملايين ناخب التهديدات وأدلوا بأصواتهم سمح بتصاعد حدة أجواء انعدام الثقة فيما تتدافع الاطراف كلها لضمان الفوز بحصة من السلطة.
وقال توبي دودج خبير الشؤون العراقية في جامعة كوين ماري بلندن "الفرصة الكبيرة التي نتجت عن نجاح الانتخابات ضاعت في خضم السعي وراء المكاسب السياسية الشخصية والمشاحنات القاتلة."
وهو يرى أن السياسيين يستخدمون القضية الطائفية الان للفوز بمزيد من السلطة في مسلك قد يؤدي لنتائج عكسية.
وتابع "استخدام الطائفية كورقة مساومة ومن أجل الفوز بمكاسب سياسية هو مسلك غير مسؤول تماما... انها مسألة قد تؤذن بالانزلاق الى حرب أهلية."
وفي الوقت نفسه قال ان الظروف في العراق لا تشبه السيناريو التقليدي للحرب الاهلية التي تخوض فيها ميليشيا طوائف حربا ضد بعضها بعضا كما حدث في لبنان خلال السبعينات والثمانينات.
لكن ثمة ما يقلق.
فالعديد من الوحدات العسكرية بقيادة السنة التي تعمل تحت راية وزارة الداخلية والتي تشكلت بدعم من القوات الامريكية تقود المعركة ضد المسلحين.
الا أنه اذا ما تولى الشيعة أمر وزارة الداخلية كما هو متوقع على نطاق واسع عند تشكيل الحكومة الجديدة فان تلك الوحدات قد يتم تطهيرها وهو ما حذر منه وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد خلال زيارة للعراق في وقت سابق هذا الشهر.
وقد يتم استبدال جنود من منظمة بدر وهي ميليشيا موالية للحزب الشيعي الرئيسي بالوحدات السنية.
ويخشى مسؤولو وزارة الداخلية من أن القادة السنة بما في حوزتهم من تسليح جيد ورجال مدربين قد ينشقون ليشكلوا ميليشيا منافسة.
وقال كاظم مستشار وزارة الداخلية "كل من الطرفين يشحذ سكينه. انهم يقولون (لابد أن نحمي أنفسنا). الموقف غير جيد."
ولا تقتصر التوترات على السنة والشيعة. فالاكراد الذين جاءوا في المرتبة الثانية بعد التحالف الشيعي في الانتخابات مصممون أيضا على تعزيز سلطاتهم.
والرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي يريد دورا أمنيا للبشمركة أو الميليشيا الكردية لحماية مناطق الاكراد في الشمال. الا أنه أستبعد اندلاع حرب أهلية.
وقال لصحيفة الحياة الصادرة باللغة العربية في لندن يوم الثلاثاء ان حكمة قيادات السنة والشيعة هي ما يمكن أن يمنع احتمال تفجر الحرب الاهلية التي هي أمر غير مرجح على حد قوله.
من لوك بيكر