الصفويون حرام! والعثمانيون حلال حسب منطق المنبوذين!!؟
كتابات - رشاد علي
بعد الإنتخابات التي جرت في العراق وشارك فيها أبناء الشعب العراقي الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن... وبعد فوز قائمة الإئتلاف الوطني بجدارة ووضوح دون تزييف أو تزوير.. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة.. إنبرى المفلسون وذوي التاريخ القذر في خدمة الطاغية صدام والذين تسللوا إلى العراق وشاركوا في النشاط السياسي لخدمة دول كانت قد "لفتهم" وتعطفت عليهم بالإقامة والطعام والشراب !! فكان عليهم الوفاء لهذه الدولة التي رعتهم سنين معدودة على حساب الوطن الذي ولدوا فيه هم وآباؤهم وأجدادهم من "العثمانيين" .. وعندما لفظهم الشعب لماضيهم الملطخ بدماء الأبرياء بدأوا يعزفون على أوتارهم المقطعة الموتورة ويصفون الحكومة وأعضائها بأنهم من الصفويين أو أن التيار الصفوي قد نجح في إستلام الحكم دون الآخرين.
الجدير ذكره أن "العثمانيين" أو التركمان الذين استوطنوا العراق وهم في الحقيقة بقايا العهد العثماني أو الإستعمار العثماني للمنطقة العربية وليس لهم أصول أو جذور عراقية يعملون في المجال السياسي بشكل منظم وعلني تحت إسم "أتراك العراق" أو التركمان.. لا شك أن الأخوة التركمان يعتبرون اليوم شريحة مهمة من الشعب العراقي فمنهم من خدم العراق وأخلص في خدمته ومنهم من تنكر له وتآمر عليه وتعصب لقوميته والبلد الأم تركيا.. والتركمان في العراق عكس ما يدعى بالصفويين على لسان المهاجمين الجُدد من البعثيين القدامي والمجرمين الندامى!! فللتركمان أطماع معلنة في أجزاء من العراق ولا يخفون ولائهم للوطن الأم تركيا ولهم تنظيمات حزبية وإجتماعية تحمل إسم التركمان علنا ودون خفية أو خوف من أحد.. في الوقت الذي لا تجد أي أثر للوجود السياسي أو الإجتماعي المنظم لما يدعى بالصفويين في العراق إلا عوائل قد جاءت للزيارة واستوطنت العراق حبا بالأئمة الأطهار والذين تعرضوا لأبشع إرهاب دولة هي دولة عصابة المافيا الصدامية .. الفرس و الصفويين احتلوا العراق فترات من الزمن كما أن الأتراك احتلوا العراق ضمن إمبراطوريتهم المعروفة بالأمبراطورية العثمانية التي خلفت لنا التبعية العثمانية في العراق الذين يتمتعون بكافة حقوق المواطن العراقي إضافة إلى العراقيين الأصلاء.. "شمعنه"! التبعية العثمانية وخاصة الأتراك منهم -بقايا المحتل العثماني- يتمتعون بالتقدير والإحترام ولهم تنظيمات وأحزاب ويلوحون بين الحين والآخر تدعمهم الأم تركيا بتبعية كركوك والموصل لها ولا يشار إليهم بأنهم أجانب أو أنهم أتراك أو أنهم عثمانيون ولهم أطماع في العراق!!؟ بينما الأمر يختلف تماما بالنسبة إلى التبعية الإيرانية المقيمة في العراق.. فما هو السبب ولماذا هذا التحيز والإنحياز؟؟ وأين تلك الأصوات المنكرة التي تدعي بأن الصفويين قد تمركزوا بالحكم بمساعدة إيران؟ أليس الأتراك أو التركمان قد شاركوا في الحكم بصفة وزراء أو مسؤولين في الدولة وفي المراكز الحساسة وشاركوا في عملية الإنتخابات بإسم "التركمان" وليس بإسم آخر ولكن "تركمان العراق"!! فأين هم "عجمان العراق"!!؟ أنها النزعة العنصرية الطائفية المتطرفة المقيتة هي التي تحرك ألسنة هؤلاء الزعانف المنبوذة للإعلان عن حقدهم الدفين للمنتصرين في الإنتخابات.. إنتخابات التحدي .. التي نرجو أن تكون إنتخابات التصدي لمثل هؤلاء الجرذان.. الذين قاطعوها ويأتوا اليوم للمطالبة بالوزارات "على الحاضر" .. فإذا اشتركوا فيها فالحكومة وطنية قومية بعثية!!؟.. وإذا لم يشتركوا فيها فالحكومة صفوية إيرانية.. تبا وسحقا لتلك النماذج البشعة الكريهة العميلة وإلى الجحيم وبئس المقام والمقيم .