هذا ماجنينــــــــا!!

هذا ماجنينــــــــا!!

بقلم: علــــي البصــــري
albasry@yahoo.com

اكتب هذه المقـالة وينتابني الألم والحسرة لما آلت إليه الامور في عراقنا الجريح ، ولما وصل إليه حال بعض المتاجرين من الاذلال والخنوع والرضوخ لمطالب المحتل ولمطالب البعض ممن فرض املائاتـه عليهم ،اكتب هذه المقالة وانا ارى بألم وحسرة كيف حال وموقف رئيس الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة ،وهو يؤدي اليمين القانونية مرة ثانية وبالقسر استجابة للمطالب المفروضة عليه من قبل السيد مسعود البرزاني ! ، لقد ادى السيد ابو احمد الجعفري هوووزارته يمينهم القانوني الاول امام الجمعية الوطنية والمفروض انها منتخبة من قبل الشعب ، وانها تمثل رأي الشعب وبالتالي فان مايتم من خلالها من مناقشات وايمان قانونية هو الذي لايمكن تجاوزه ، فكيف رضي السيد الجعفري
لنفسه ان يأتي بحكومته (والتي لاتخلو من بعض الاخوة المجاهدين الخيرين) ويعيد اليمين القانوني مرة ثانية ؟؟، نحن نعلم جيدا بان كل حزب او احزاب متحدة عندما تفوز في انتخابات ما ، فان لها القرار الاول والاخير وان لاتفرض عليها مواقف معينة وشروط خاصة وظالمة من قبل البعض ؟ ، وهي تمثل رأي الشعب الذي انتخبها ،، ماذا حصل وماذا جرى ؟؟ ولماذا هذا التفريط ولماذا الاستخفاف بحق الشعب ورأيه ؟؟ لماذا أصبح التوافق هو قانون الحكومة وهو مقياسها الاول والاخير ؟؟ اذن أين هي الانتخابات الديمقراطية كما يقال ؟؟!! أين ذهبت اصوات الناس واين ذهبت أصوات الملايين التي خرجت لانتخابكم كما تدعون!؟ ،، نعم لقد فاز بعض الاشخاص بجهودهم وبمواقفهم وبمعرفة الشعب بهم من تواجدهم في الساحة العراقية ومن خلال اعمالهم المتميزة، ولقد نزلوا للساحة بقوائم مستقلة ففازوا بذراعهم ،كما يقال ، والبعض الاخر فاز ايضا وهو متحد مع بعض القوائم ، وكان بامكانهم ان يفوزوا وهم خارج هذه القوائم ، أما اولائك الذين انضموا تحت قائمة واحدة ، واتخذوا من المرجعية واسم المرجعية هدفا للوصول الى السلطة ، هم يعلمون جيدا بانهم سيخسرون الانتخابات لو نزلوا الى الساحة باسمائهم وباسماء احزابهم ،لذلك اتخذوا من عباءة المرجعية ، ان صح التعبير ، طريقا سهلا وسلسا للوصول الى الجمعية الوطنية والى السلطة ؟؟ ،، فالشعب لايعرف من هو عبد الكريم العنزي ، ومن هو باقر صولاغ ، ومن هو ضياء الشكرجي ، ومن هو سعد قنديل ، ومن هوفلان وفلان وفلان وفلان .. وهذا ليس التجريح فيهم ابدا ، إنما هذه حقيقة ناصعة وواضحة وليس كلامي فقط ، انما كلام الشعب العراقي في الداخل ،، نعم هذه الاسماء المذكورة اعلاه معروفة في الخارج وعند البعض من المثقفين في الخارج ، أما في الداخل فرصيدهم شبه معدوم ان لم نقول معدوما تماما ،، وهذا الكلام ليس موجها لقائمة الائتلاف ورموزها فقط ، انما موجه الى القوائم الاخرى كقائمة عراقيون ، والقائمة العراقية وغيرها ، فلا أحد في الداخل يعرف من هو علاوي ،ومن هو الصميدعي ، ومن هو الباجه جي ومن هو الياور وووو لان هؤلاء عاشوا في الخارج ، وحتى علاقاتهم ببعض المقربين في الداخل محدودة جدا ؟ وبعضهم وصل الى ماهو عليه الان متاجرا بدماء الشهداء الدعاة، ليبيض صفحته في الداخل ،، وهناك أمرغريب جدا استوقفني وانا اقرأ السيرة الذاتية لبعض الوزراء ارى ان هناك نوعا من عدم الدقة فيما هو منشور لبعضهم، واكرر كلمة بعضهم ،، لكي لا اعمم لان فيهم من هو تاريخه النضالي معروف ، لاسيما في الانتفاضة الشعبانية المباركة ومواقفهم الشريفة والنضالية ضد الزمرة الحاكمة المقبورة يشهد لها الجميع ، وهذا الكلام ينطبق على اعضاء الجمعية الوطنية أيضا ، ففيهم الصالح الطيب ، وفيهم الطالح الخبيث ،، .... اذن ارجع الى الموضوع الاصلي وهو ان حكومة الدكتور الجعفري كانت ناقصة في ادائها اليمين القانوني (وليس الدستوري لانه لايوجد دستور في العراق ، الا اللهم مازالوا متبنين الى الان الدستور الصدامي أو دستور بريمر) الاول ، وناقصة لخلوها من حقائب وزارية اخرى، والتي فرضت عليهم فرضا، واقصد هنا الحقائب الوزارية السنية ، والتي اصحابها لم يشتركوا في الانتخابات المباركة!! وانما جائوا نتيجة التوافق الرهيب والذي اعتبره اهانة واستخفاف بتلك الاصوات التي انتخبت، فلم يأخذ رأيهم في الموضوع ، والغالبية العظمى منهم متذمرون لما يحصل من انقلاب عليهم ،، وحتى في اداء اليمين الثاني فان حكومة الجعفري ايضا ناقصة لرفض وزير حقوق الانسان منصبه وكذلك بقاء منصب نائب رئيس الوزراء شاغرا وهو النائب الرابع ولم يبقى سوى اشهر معدودات من عمر الحكومة ، فهل تبقى الحكومة ناقصة ، أم حكومة تادية أيمان قانونيـة !! ؟؟ ثم لماذا وصل الحال بالدكتور الجعفري الى ماهو عليه الآن من الاذلال والرضوخ للمطالب المفروضة من قبل فلان وفلان وفلان ، وقد نبهنا الجعفري عن ذلك مرارا وتكرارا وقلنا له هذه المرحلة ليست لك الان ،، وهذا ليس تسقيطا له ، انما لصالحه ،، قلنا له بان المؤامرة والمؤامرات ستحاك ضدكم وسيتم تسقيطكم شئتم أم أبيتم ، وبدأت أولى خيوطها في الظهور ومنها إملاءات السيد البرازاني والاملاءات الامريكية قبلها ومازالت مستمرة ، ومنها آخرا وليس أخيرا ، هو تعيين السيد ليث كبة مستشارا أمريكيا للسيد الجعفري ، وهنا اذكر السيد الجعفري بمقولة ليث كبة المشهورة وفرحته السعيدة عندما سئل عن موقفه من الحرب على العراق والطائرت الامريكية تدك العاصمة بغداد بآلاف الاطنان من القنابل والمتفجرات فقال ليث كبة وبالحرف الواحد( هذه أجمل موسيقى سمعتها)!!! ، فهل يأمل الجعفري من رجل هذه أفكاره وهذا كلامه أن يخدم شعبه ؟؟ وكلام السيد كبة موثق صورتا وصوتا وليس ضربا من الخيال ، وهو يعلم جيدا بان هذه لم تضرب صداما وزمرته ، إنما ضربت الشعب العراقي ودمرت مدينة السلام ، وبما تحويه من مؤسسات وبنية تحتية وهي ملكا للشعب ، وليس ملكا للمقبور صدام ،،ثم أذكر السيد الجعفري بما قاله أحد اعضاء الجمعية الوطنية بتأريخ 9 ـ 5 ـ 2005 وعلى الهواء مباشرة( لم يستحضرني اسمه الان) حيث قال وبالحرف الواحد ، لقد تنازلت قائمة الائتلاف الموحدة وقائمة التحالف الكردية واعطينا السنة مناصب ..... اذن اين هي الانتخابات ، ولماذا أجريت ؟؟ ولماذا التوافق ، ولماذا يفرض البرازاني شروطه ؟؟ ألم يكن بامكان الجعفري وقائمة الائتلاف ان يتحالفا مع القائمة العراقية وباسلوب التفاهم المشترك ويشكلوا حكومة باغلبية الاصوات في الجمعية الوطنية ، لاسيما وهم يملكون أغلبية الاصوات في الجمعية الوطنية ،ولهم أكثر من ثلثي الاصوات ،، وبهذه الحالة فانه لايترك مجالا للمتصيدين في المياه العكرة بفرض شروطهم ! والوصول الى هذه الحالة من الاذلال والخنوع ،، ثم هل ان الجمعية الوطنية تبقى على حالها ، في الانتخابات القادمة ؟ ام سيتم حلها ؟ فاذا بقيت فهذا يعني انه لاجدوى في الانتخابات القادمة ، لان ذلك يعني ان اعضاء الجمعية سيصوتون بتكتلات واتحادات على حكومة على مزاجهم ووفق اهوائهم ، وعندها ستتكون كتلة رباعية او خماسية ابطالها أمريكا ـ علاوي ـ برزاني ـ دول الجوار وغيرها ،، وسيصبحون كالبنيان المرصوص ضد خطي الجعفري ـ والمجلس الاعلى لحرقهم ،، واستدرك هنا واقول ،،ولكن على الجعفري وعلى الحكيم ان يضعوا أيديهم بيدي اخوانهم الاخرين ، وأقصد هنا بالتحديد التيار الصدري ذو الشعبية الواسعة والذي يضم الطبقات الفقيرة والكادحة في الساحة العراقية ، اضافة الى الاحزاب الاسلامية والعلمانية الاخرى ، وان يطالبوا علنا باطلاق صراح المعتقلين من رموزهم واتباعهم والذين لم يرتكبوا ذنبا لكي يسجنوا ويعاقبوا باعتى انواع القسوة والاجرام بيد المارد الامريكي ،، لا لذنب ارتكبوا سوى أنهم رفضوا الاحتلال ،،، ثم أخيرا وليس آخرا اقول للجعفري هل بامكانك ان تفك الحصار عن مدينة القائم؟ وهل مدينة القائم سورية أم عراقية ؟ بغض النظر عما تأويه من ارهابيين ومجرمين وسفاحين ، الا ان الطائرات الامريكية لاتفرق بين ارهابي ومسالم ، ولا تفرق بين امراة وملثم ،، وهل تتكرر ايضا مآسي النجف الاشرف ، ومدينة الصدر ، والفلوجة ، وتلعفر ووووو ... واذا تكررت فماذا أنتم فاعلون ؟؟ هذه أسئلة مشروعــة واجاباتها موجودة في عنوان المقال هذا ماجنينــــــــا!!