نداء الى أهلنا أهل السنة في العراق .. اعتقوا رقابكم من البعث...........طاهر الخزاعي
[align=center]
نداء الى أهلنا أهل السنة في العراق .. اعتقوا رقابكم من البعث[/align]
[align=center] أرض السواد - طاهر الخزاعي[/align]
أوجه ندائي هذا وأول مرة أكتب فيها عن شيء يبدو العنوان وكأنه يحمل رائحة طائفية , ولكي أغلق الباب بوجه من يظن كذلك فقد خاطبت أهلي وقومي شركاء الدين والوطن .. أهلنا في العراق شيعة وسنة عرب وأكراد وأقليات أخرى ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم .. والعراقي يعرف صحة ذلك من خلال الواقع الذي تشتبك فيه العلاقات الاجتماعية داخل المكون العراقي , فالتزاوج والتصاهر والتداخل السكني والعلاقاتي في أغلب مناطق العراق . ولم يفكر أحد من العراقيين قبل سقوط النظام أن تكون هناك ثمة فتنة طائفية في العراق , لأن العراق وطوال تاريخه القريب والبعيد لم يكن في يوم من الأيام مسرحا لاحتراب طائفي أو تطهير عرقي على المستوى الشعبي , باستثناء محاولات بعض حكامه وتحديدا حكومة البعث التي مارست الاضطهاد - بشكل مركز - لدوافع سياسية جزء كبير من صورتها الخارجية طائفيا أو عرقيا (الشيعة والأكراد مثالاً) . وللإنصاف أيضا لم يُقتل الشيعي كونه شيعيا أو الكردي كونه كرديا في زمن صدام البعث , بل لأنه يعارض سياسة النظام .. كما أن معارضة الشيعة والأكراد لذاك النظام لم يكن لأن صدام من طائفة معينة ! .. ولم تذكر كل أدبيات وبيانات واعلام المعارضة وقتها أن صداما سني فعارضوه !! .. لأن صدام بالفعل لم يكن يمثل طائفة أو دينا بقدر ما كان يُمثل حزبا ونظاما خاصا له أسسه البعثية التي تعتمد القائد الضرورة , وقائد التحرير القومي , وعز العرب وحارس البوابة الشرقية للوطن العربي الخ .
نعم , ومن خلال سياسة اعتمدها النظام الصدامي , فقد جعل أركان نظامه في غالبيتهم من المذهب السني وهذا الاعتماد يرجع الى عدم ثقة ببقية الطوائف (الأكراد والشيعة) فأغلب المعارضة منهما . مع اعتماده على الأوفياء له من البعثيين وبغض النظر عن مذاهبهم وأعراقهم , فضلاً عن تبعية صدام لنسيج اجتماعي مُحاط بمناطق وعشائر سنية وعلى قاعدة (الأقربون أولى بالمعروف) فقد نال أبناء هذه المناطق القسط الأوفر من القيادات والمناصب في النظام الصدامي . وبهذا أصبح الكثير من الأميين ومن رعاة الأغنام والإبل ضباطا ومراتب في الحرس الخاص واجهزة الدولة الحساسة ونجح صدام في استخدامهم حراسا وحماة لعرشه طيلة ثلاث عقود عجاف مرت على أهل العراق .
كل هذا لا يعني بحال من الأحوال أن أهل السنة في العراق يجب أن يحملوا وزر نظام صدام .. وكل هذا لا يعني أن اهل السنة مسئولون عن جرائم صدام ومقابره الجماعية وحملاته الإجرامية ضد الشيعة والأكراد والتركمان وغيرهم . إنما يتحملها الفاعل المباشر مهما كان مذهبه وأيا كانت ديانته .. يتحملها البعثي ورجل المخابرات والأمن الذين دفنوا العراقيين بمقابر جماعية ليلا في الصحارى ! ويتحملها أولئك المجرمون الذين أوغلوا وسبروا غور الاجرام بحق العراقيين سجنا وشنقا وتشريدا !! ..
نعم , أهل السنة لا يتحملون الجرائم البعثية - الصدامية في تلك الحقبة . لكن الأمر الغريب أن أهلنا أهل السنة احتضنوا البعثيين والمجرمين بعد سقوط صدام ! .. ولابد من التأكيد على أن التعميم غير مقصود .. إنما نسبة لا بأس بها منهم وبحكم مناطقهم احتضنت البعثيين والمجرمين من العراقيين والعرب ! .. وتحصل حالات متكررة من القتل على الهوية , وخلايا اجرامية كثيرة اتخذت من مناطقهم وكراً .. والمجرمين العرب حطت بهم النوى في المناطق التي ينتمي أهلها الى المذهب السني .. وبعض قيادات سنية صرحت أكثر من مرة على أن العمليات الاجرامية (التي يسمونها مقاومة) يمكن تنتهي اذا ما قُبلت شروطهم ! .. ولعل ما حصل ويحصل في الاسابيع الأخيرة من قتل وتفخيخ بالجملة مصحوبا بتحشيد سياسي سني ضاغط على الوضع العراقي , حتى أن أعلى نسبة تفخيخية اجرامية سجلتها الساحة العراقية جاءت في أيام تسمية الوزارة ونسبة أهل السنة فيها !! .. فهل هي المصادفة المحضة أم أن وراء الاكمه ما وراءها ؟ .
إن ما يجري من إجرام في العراق تنفذه أيادي كثيرة عراقية وغير عراقية ولكني أجزم بأن اليد الأكثر إجراما والأشد وطأة هي اليد البعثية الآثمة متحالفة مع اليد الطائفية الوافدة للعراق من وراء الحدود .. ولكن الطامة الكبرى أنهم تترسوا في المناطق التي يقطنها سنة العراق وينطلقون منها لاعتبارات عديدة : منها العزف على الوتر الطائفي , ومنها العزف على التهميش السياسي , ومنها غنى هذه المناطق بالكوادر المتقدمة في حزب البعث , ومنها قرب هذه المناطق للحدود السورية والاردنية والسعودية , ومنها انتساب كبار قيادات حرس صدام الخاص والجمهوري وفدائييه وجيش قدسه التضليلي وأمنه واستخباراته المدنية والعسكرية لهذه المناطق .. وبهذا وقع أهلنا أهل السنة في العراق في الفخ البعثي من جديد , فقد صور البعثيون لهم أن حقوقهم ضاعت بعد السقوط ولابد من استرجاعها - عن طريق المفخخات وسط المناطق السكنية والمحال التجارية وتجمعات التطوع للشرطة والجيش !! .. والضريبة تدفعها المناطق السكنية وهي تتعرض للهجمات تلو الهجمات من قوات الاحتلال بحجة البحث عن هؤلاء المجرمين العراقيين والعرب .. مما يزيد من عمق الهوة والفجوة بين العراقيين أنفسهم وتأخذ أبناء هذه المناطق العزة بالإثم ! فيصبح التحرك البعثي الاجرامي أكثر تأثيرا عليهم ليتخذ البعث الصدامي منهم قاعدة ينطلق منها للإفساد في الأرض لقتل العباد وتدمير البلاد , وبهذا ينجح البعث في فصل أبناء هذه المناطق عن الجسد العراقي ملتحفا عباءتهم ليحقق مآربه هو لا مصالحهم ! .
فما زال الأوان لم يفت .. وما زال في الوقت متسع .. با أهلنا أهل السنة في العراق فوتوا الفرصة على البعثيين من أن يتترسوا في مناطقكم .. واغلقوا الأبواب بوجه المجرمين العرب .. فليس فيهم مقاوم نزيه ولا انتحاري شريف وهو يفجر نفسه وسط العراقيين ! .. اعتقوا رقابكم من البعثيين , واسمعوها من مخلص مصلحتكم عنده من مصلحة العراق .. انتفضوا بوجوههم ليعود الأمن للعراق وعندها نقطع الطريق على من يريد للإحتلال بقاءً .