حروف عراقية ــ لفرق شاسع بين الصدريين والوهابيين لكن البعض لديه عمى ألوان
حروف عراقية ــ لفرق شاسع بين الصدريين والوهابيين لكن البعض لديه عمى ألوان
امجد حامد جمعة
من البديهيات عند التحليل والمقارنة من مستلزمات المقارنة وهذا معروف لدى ابسط الكتاب أن يكون حيادي في تحليله مقارنته بموضوع ما بعيدا عن الأحقاد والإضغان بعيدنا عن الأهواء النفسية وبعيدا عن إظهار النفس من خلال المقال لان كل مقال يحسب على الكاتب لذا عليه أن يضع ميزانا لكلماته وألا سوف لن تطلق عليه لفظة كاتب وليبيع السكائر أفضل له وهي مهنه شريفة امتهنها أكثر العراقيين .
لذا فالمقارنة من جهة واحدة ألا وهي إن كنت ضد الأمريكان فأنك بعثي وسلفي لامحا ل وأنت مكفر وهذا الطرح موجود عن اغلب الكتاب ؟؟ لذا فلا يستغرب الكاتب عندما يقرأ هذه العبارات (التناغم بين الخطاب المقتدائي والبعثي)؟؟؟ فمثل هذه العبارات الفارغة من محتواها الفكري فضلا عن الطرح الغير موضوعي الذي أكدنا عليه في مقالات سابقة .
إننا حيث نكتب هذه الحروف إنما نكتبها ليس لإبراز عضلاتنا ولا لمعرفة الناس بنا ونصبح مشهورين ونحن في نفس الوقت لانبغى أي عقود مع أي موقع لكي نقبض الدولارات لان الكتابة في هذه الأيام مهنة دولاراتية وليست إنسانية وهذا ما نلاحظه في كتابات بعض الكتاب لذا لنا أن نقارن بين البعثي الصدامي التكفيري الصهيوني الأمريكي وبين المحمدي الحيدري الحسيني المهدوي الصدري المقتدائي فهذه المقارنة البسيطة ستكشف وبشكل بسيط بعيد عن التعقيد مدى التناقض بين الطرفين ومن غير الميول إلى كفه ما
1- الفرق الأيدلوجي :- مما نلاحظه في أدبيات السلفية والبعثية والتكفيرية أنهم يكفرون طائفة بأكملها ويحللون قتل الشيعي أينما كان لأنه حسب ما يعتقدون يخالف كتاب الله وسنة رسوله لذا فمصيره الموت أما التيار المحمدي الحيدري الحسيني المهدوي الصدري المقتدائي فهو بعيد كل البعد عن هذا المجال فهو لا يكفر حتى التكفيريين أنفسهم ولا يحلل قتل أي نفس بشرية بغض النظر عن لونها وجنسها وعقيدتها وأيدلوجيتها لذا فهل يجتمع هذين النقيضين يا ترى .
2- اختلاف الأهداف واختلاف العدو في آن واجد :- إن ما نشاهده من قبل البعثية والتكفيريين هدفهم ليس المحتل كما يدعون لأنه هو الذي صنعهم فكيف يضربهم وان حطمت همر او دبابة امريكية او قتل جندي أمريكي فهذا من اجل التمويه فقط إلا بعض المقاومة الشريفة، أما من ناحية العدو فأنه عدو التكفيريين هو الشعب العراقي وليس غيره لأنه هو المستهدف الوحيد في هذه العمليات ، أما الصدريين وهو واضح في كثير من المناسبات إنهم يسعون إلى طرد المحتل بشتى الوسائل السلمية والحربية وغيرها فالمتابع لخطب السيد مقتدى الصدر في أول خطبة دعا إلى جدولة المحتل والمطالبة بانسحابه ليعيش العراق بأمن وأمان بعيد عن الظلم والجور مع ذلك إن التيار الصدري يحترم المرجعية ويجلها إجلال كبير وأصغى إليها لان السيد مقتدى بيد المرجعية كما عبر في أكثر من خطاب لاسيما وان المرجعية قد اتخذت الطريق السياسي لها فالتيار الصدري يترقب الوضع السياسي والعسكري للقوات الأجنبية المحتل لا السكوت عن المحتل بطبيعة الحال أي ليس كما يتصور البعض أما العدو الأول والأخير فهو المحتل وكل من يستهدف الشعب العراقي ويسعى إلى بث التفرقة في صفوف هذا البلد وهذا ما جاء في اللقاء الصحفي الأخير مع السيد مقتدى الصدر بأنه مستعد للمساعدة لاجتثاث البعث فهل يا ترى التيار الصدري يلتقي ويتناغم مع الفرقة السلفية ؟؟؟؟؟؟
3- الصدريين قاتلوا الظلم في العهد الصدامي وقاتلوه في العهد الأمريكي التكفيري السلفي أما الفرقة الوهابية فهي مساندة لحزب البعث وتقول اننا مقاومة كما تدعي للاحتلال :- ربما هنالك سؤال يطرح نفسه وهو هل وقف هؤلاء بوجه صدام وزمرته كما وقفها الشهيدين الصدرين وأتباعهم فأتحدى كثير من الأحزاب رغم أني احترم تاريخها النضالي أن تأتيني بدليل واحد أنها كانت تقول في المنابر أو في المحاضرات نداء اخرج المعتقلين فورا أو إصدار فتوى تحرم الانتظام إلى الحزب العفلقي الكافر فأتباع الشهيدين الصدرين يقفون بوجه الظلم أينما كان وايا كان لذا وإن هذا من الصعب إنكاره فمن ينكره فليأتي ألي بدليل ، أما الجانب التكفيري الوهابي فلقد ظهروا بظهور المحتل وليس قبله فلم تجدهم في زمن الهدام بل على العكس من ذلك فكان يبني لهم الجوامع الفخمة التي يصرف عليها المليارات من الدنانير وكأنها 7 نجوم رغم الاختلاف الأيدلوجي بين أدبيات البعث والسلفية فذاك علماني وهذا إسلامي لكن الاثنين لا يطبقون أفكارهم لكن مصلحة البعث كانت تقتضي التوافق والترابط بين الاثنين فهل هنالك وجه مقارنة بين التيار الصدري وبين الفرقة الوهابية أو البعثية .
4- المقاومة الظاهرة والمقاومة المستترة :- إن التيار الصدري وجيش الإمام المهدي له قياداته المعروفة التي هزت عروش الطغاة أبان النظام البعثي وهاهي تقاوم المحتل في المقابل فهي الان أي القيادات قابعة في سجون المحتل، والبرنامج السياسي واضح وصريح بينما ترى الفرقة الوهابية أو التكفيرية فأنها مستترة ويصعب عليك تمييزها فلا يمكن ان تفصل بين من هو يقاوم المحتل بصورة صحيحة وشريفة وبين من يستهدف الشعب العراقي لذا هذه الضبابية والهلامية هي التي أوقعت بمثل هؤلاء بإطلاق التهم جزافا على التيار الصدري بأنه يساند الذي يقتل العراقي وهذا القول جريمة بحد ذاته فليس عندهم تدرج لوني فأنكم أما أن تكون مع العملية السياسية ومع المحتل او تكون خارج عنها أو أنت في عداد السلفية والبعثية وغيرها ؟!
الآن تنبين جليا كم الفرق واضح بين الاتجاهين الذين لا يجتمعان على أي شيء مهما أراد البعض من تزييف الحقيقة هو في كوكب المريخ لا يسمع عن العراق إلا في نشرات الأخبار ومقالات الصحف وهو يفطر القيمر والصمون الفرنسي ويأكل اللحوم بأنواعها إن الصدري ألان يفدي نفسه من اجل إنقاذ حياة إنسان ويحمي المدن بأجمعها من أي معتدي يريد أن يعكر صفو العراقي فتراه يقبض على ثلاث سيارات مفخخة في مدينة الصدر ويلاحق مجاميع في منطقة الشعب بسبب قتلهم للحلاقين الأبرياء ويتصدى إلى عصابات الخطف والاغتصاب التي لا اعرف ما طينتها فهي ليست من غيرة العراقي الذي يخرج من طلوع الشمس وحتى غروبها لكي يحظر الطماطة والفلافل والبتيتة (الوجبة اليومية للعراقيين الفقراء) إلى عائلته التي تنطر رجوعه سالما إلى بيته فهلا تركتم الشعب ياكتاب البطون المتخمة فالعراقي الأصيل هو الذي يعيش بين شعبه لا الذي تركه يواجه الموت وأقصى أنواع العذاب فيكفيكم هذا لان الشعب قد سأم من مقالاتكم التي لا توصله إلى بر الأمان وإنما تزرع الطائفية والعنصرية والمذهبية فهذا يربط البعث بالسنة وذاك يربط الوهابي بالصدري ليس إلا كونه حاقد على هذا التيار المجاهد الذي يدافع ألان عن عرضه وأهله وجيرانه وأصحابه لكي ينعموا بالسلام لكن ماذا نصنع إلى من باع وطنيته لا نقول دينه فهم باعوه بأرخص ألاثمان منذ فترة طويلة لذا فشعبنا سينتصر بأذنه تعالى لأنه شعب قوي قادر على تخطي الصعاب ولن يؤثر عليه كتاب اسطر والذين يثردون الفردات النفاخية .
لان الشعب إذا أراد يوما الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
جامعة بغداد – كلية العلوم السياسية
مدينة الصدر المجاهدة 1983
amjedmms@yahoo.com
http://www.mumehhidon.net/mumehhidon6/moqarena.htm