وثيقة سرية بريطانية تكشف نية أمريكية مسبقة لغزو العراق
[align=center]تقرير اخباري ... وثيقة سرية بريطانية تكشف نية أمريكية مسبقة لغزو العراق [/align]
واشنطن - ستيفن هيدجز، مارك سيلفا:
أثار تقرير لمسؤول بريطاني كشف النقاب عنه أخيراً عن موقف الإدارة الأمريكية وتصميمها الثابت ونيتها المسبقة منذ وقت طويل على غزو العراق قبل سعيها للحصول على موافقة الكونجرس جدلاً واضطراباً في الأوساط السياسية في بريطانيا. ووضع التقرير مساعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للأمن القومي ماثيورايسكروفت استناداً الى مذكرة تضمنت محضر ما دار في اجتماع عقد في يوليو/ تموز 2002 بين بلير وكبار مستشاريه ومساعديه، بمن فيهم ريتشارد ديرلف رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (إم.آي-6) الذي كان قد التقى قبل ذلك بوقت قصير مسؤولين من الإدارة الأمريكية.
ومنذ تسرب مضمون هذا التقرير الى الصحافة البريطانية أثير كثير من التساؤلات الجديدة حول سوء تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مع المعلومات الاستخبارية التي كانت تتوافر عن الوضع في العراق قبل غزوه، خصوصاً تلك المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة التي تأكد لاحقاً خلوه منها، واستخدام تلك المعلومات لتبرير عمل عسكري لإسقاط نظام صدام حسين.
وجاء في المذكرة التي استند اليها التقرير “ان بوش أراد الإطاحة بصدام حسين باللجوء الى عمل عسكري من خلال الربط بينه وبين الارهاب وأسلحة الدمار الشامل وإيجاد تبرير لهذا الربط، لكن معلومات الاستخبارات وحقائق الموقف كانت مناقضة لسياسة ثابتة لبوش، وهي التصميم على إزاحة صدام بالقوة. ويبدو ان القرار باللجوء الى القوة كان جاهزاً وموجوداً سلفاً في ذهن الرئيس الأمريكي منذ وقت طويل، رغم عدم اتخاذ قرار بشأن التوقيت والموعد لذلك، ورغم ان صدام لم يكن يمثل تهديداً لجيرانه، وان ما لديه من أسلحة الدمار الشامل كان أقل بكثير مما لدى ليبيا أو كوريا الشمالية أو إيران”.
ولم ينكر مكتب بلير مسؤوليته عن المذكرة، لكن البيت الأبيض نفى أي تأكيد لمضمونها. ووصفها مسؤولون في الكونجرس بأنها مملوءة بالأخطاء، ومحاولة لإعادة فتح الباب للجدل حول الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الى غزو العراق.
وقال فيليب ستيفنز واضع السيرة الذاتية لبلير المحرر في صحيفة “فايننشال تايمز” انه لا يشعر بالمفاجأة للكشف عن فحوى المذكرة، لأن كل شخص كان يعرف جيداً ان بوش قرر منذ دخوله البيت الأبيض التخلص من صدام حسين وإيجاد المبررات لذلك وان ظهور خلافات في الجدل في كل من أمريكا وبريطانيا حول غزو العراق كان طبيعياً. وأضاف انه لم يكن وارداً في الولايات المتحدة الحديث جدياً حول وجود أو عدم وجود مبررات للإطاحة بنظام صدام حسين لأن هذا الأمر كان هدفاً محدداً ومسلماً به لدى إدارة بوش.
* “شيكاجو تربيون”