تصريحــات غيـر مسـؤولــة!!
تصريحــات غيـر مسـؤولــة!!
بقلم:علـي البصـري
albasry2003@yahoo.com
ان النظر الى التصريحات الرسمية التي تصدر من هذا الطرف أو ذاك ، وتحليلها باسلوب سطحي او عاطفي يجعلنا ندور في حلقات مفرغة ، متبتعدين كل البعد عن المغزى الحقيقي وراء تلك التصريحات والدوافع السياسية المغذية لها ،للاسف الشديد الكثير من الكتاب والمحللين ينظرون الى تصريحات زيد او عمر نظرة عامة دون الغور في العمق واكتشاف ماهو الجوهر!!،، من خلال هذه المقدمة البسيطة سادخل في صلب الموضوع وهو التصريحات غير المسؤولة ، ولا يخفى على كل ذي لب ، ان المقال يتناول تصريحات الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين السنة في العراق قبل يومين ، تلك التصريحات الخطيرة جدا والمسمومة في بعض جوانبها ، وعند وقفة متأنية واستذكار للماضي القريب وما تناوله من تصريحات للضاري وغيره سنجد ان هناك تبدلا في نغمة تلك التصريحات وهذا التبدل او الاختلاف الموسيقي , ان صح التعبير ، جاء مباشرة بعد زيارة وزيرة الخارجية الامريكية الآنسة رايس للعراق مؤخرا ، واطلاقها قولتها في مشاركة كافة اطياف الشعب العراقي في العملية السياسية والتي سارع السيد الجعفري بتلبيتها من خلال تصريحاته الداعية والمؤيدة الى اشراك جميع القوى السياسية في السلطة او في صياغة الدستور ،، فعجبا هل سيشترك المدعو الزرقاوي في هذه العمليـة التصالحية ؟؟ وهل تشترك عصابات البعث والتكفيرية السلفية بها ايضا ؟؟ علما بان بعض البعثيين يشغلون مناصب وزارية الان ، وكل هذا لم يرضي الاخوة السنة وهيئة علمائهم ، ان تصريحات حارث الضاري لن تخرج ابدا عن النهج المتبع في هذه المرحلة والمقرر له ، فتصريحاته متناغمة مع الخط الامريكي وتوصيات الانسة رايس ان لم تكن بايعاز مباشر او غير مباشر منها ، فالادارة الامريكية لايمكن لها ان تتعامل مع جهة واحدة او جهتين في العراق ، بل انها تتعامل مع كافة الاطياف العراقية بما فيهم البعثيون القتلة وكذلك مع هيئة علماء السنة وهذا التعامل اما مباشرا او عن طريق وسيط اخر واعتقد ان الساحة العراقية مليئة بالوسطاء فالسيد مسعود البرزاني علاقته اخوية جدا مع مشعان الجبوري وغيره ، علما باني لا استبعد جدا من ان تصريحات حارث الضاري الاخيرة هي بامر امريكي نقلته رايس الى البرزاني ثم الى الضاري ، وذلك لاثارة الفتن الطائفية ، والا اين كان حارث الضاري قبل هذا الموعد ؟؟ الم يكن في العراق وحدثت جرائم كثيرة ، فقد تم تصفية مئات من علماء الشيعة في الحسينيات والجوامع وفي الطرق والمدن من قبل عصابات تكفيرية سلفية مرتبطة مع المحتل وتعمل لصالحه ، كذلك اغتيل عدد من السنة ايضا ، ولم تثار مثل التصريحات الغير مسؤولة، ان اتهام حارث الضاري لفيلق بدر او غيره من المليشيات الشيعية بانهم وراء هذه الاغتيالات لهو أمر مريب جدا هدفه تاجيج الوضع في العراق والسماح لعصابات القتل الاجرامية من وهابية تكفيرية الى بعثية عفلقية بان تزداد عنفا وصلافة وبطشا
بالشيعة واعتقد انه اشارة مباشرة او غير مباشرة الى تلك العصابات لتزداد قتلا بالابرياء من الناس ومن الرموز الدينية الشيعية وهذا ما حصل فعلا بعد التصريح حيث تم اغتيال السيد العلاف وغيره ، فهل ستستمر مثل هذه التصريحات والاتهامات الغير مسؤولة مستقبلا ؟