جريمة أخرى نسأل عنها حارث الضارط وهيئته وحلفائه ووسطائه

سنقول أن هيئة علماء السفاحين مسؤولة عن هذه الجريمة البشعة الجديدة.

بغداد، العراق (CNN) -- أكدت الشرطة العراقية السبت في مدينة الحلة مصرع عشرة رجال من شيعة العراق، خُطفوا قبل أسبوع غرب البلاد أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد زيارة ضريح مقدس لدى الشيعة في سوريا.

وعُثر على الجثث العشر في بلدة بالقرب من الحدود السورية، وتم نقلها إلى المستشفى العام بمدينة الحلة. وتقع المدينة الأخيرة في محافظة بابل، جنوب بغداد.

وقالت أسر الرهائن في وقت سابق إن مسلحين استوقفوهم أثناء عودتهم من الحدود السورية، واحتجزوا الرجال العشر، وقالوا إنهم يمدون القوات الأمريكية بمعلومات عن المسلحين، وتعهدوا لعائلاتهم بإطلاق سراحهم.

وتقول مصادر أخرى غير CNN نقلاً عن الشرطة أن الضحايا كانوا في طريقهم للعودة الى العراق بعد زيارتهم لمرقد السيدة زينب عليها السلام في دمشق في سورية، وقد تم اختطافهم في طريق العودة ثم تعرضوا للتعذيب وتم قتلهم صبرا. وتترواح أعمار الذين إستشهدوا بين 16 و25.

ماذا بقول شيخهم المجاهد حارث الضارط وحزب كركوكي وهادي دراجي والطائفة المقتدائية وخالصي بهذا الشأن ؟؟

الجريمة حدثت في القائم .. والجواب معروف .. السني تقتله قوات بدر وإيران والشيعة .. بإمكانك إختيار الإجابة .. والشيعي تقتله امريكا واسرائيل .. وأيضا إيران .. النتيجة ان السنة يتعرضون لتطهير طائفي يقوم به الشيعة .. وان الشيعة يُقتلون على يد الأمريكان او الإيرانيين لتشويه سمعة السنة او المقاومة او الجهاد او هيئة موظفي وزارة أوقاف صدام .. قد يصمت الضاري وهيئته على هذه الجرائم .. او يستنكرها بسطرين .. او يجد لها مخرجا برميها على أعداء العراق .. لا لوم عليه في ذلك .. لكن التواطؤ والتستر على الجرائم الذي يقوم به بعض متصدري الشيعة والذي يصل الى حد النفاق هو المصيبة .. هذا ما جرى في المدائن وقبلها في اللطيفية وغيرها من جرائم التطهير الطائفي الذي يقوم به التحالف الوهابي البعثي .. مصلحة العراق ووحدة العراق تقتضيان رفع الصوت ضد هذه الجرائم وتسمية الأشياء بأسمائها بل ومطالبة الضاري وهيئته بموقف صريح وواضح مقرون بالعمل .. او قطع علاقات الأطراف التي لها علاقه به .. وما عدا هذا فهم شركاء في هذه الجرائم مهما كانت المبررات التي يسوقونها ..

لا يا سيدنا العزيز سيأتيك هادي دراجي لينفي حدوث هذه المجزرة. من قال أن شيئاً كهذا حدث، فالخبر مغلوط، ولا يخص بشراً تتراوح أعمارهم بين 16 و25 بل هي نباتات صحراوية أتت بها الريح من بلاد ماوراء المادة.

أكرر قولكم سيدنا الكريم:

مصلحة العراق ووحدة العراق تقتضيان رفع الصوت ضد هذه الجرائم وتسمية الأشياء بأسمائها بل ومطالبة الضاري وهيئته بموقف صريح وواضح مقرون بالعمل .. او قطع علاقات الأطراف التي لها علاقه به .. وما عدا هذا فهم شركاء في هذه الجرائم مهما كانت المبررات التي يسوقونها ..

لابد من موازنة دقيقة وصارمة في الوقت نفسه بين حرمة دم الإنسان .. أي إنسان .. وبين الدفاع الغريزي أصلا عن الذات تجاه قوة متوحشة ضارية .. في كفة وبين ما يذهب اليه البعض من الهدف الوطني العام المتمثل في الوحدة الوطنية ورفض الإحتلال وما الى ذلك من أهداف أو غايات لا شك أنها نبيلة في ذاتها وجوهرها ..
السكوت على أي جريمة يعني في الحد الأدنى إعطاء إشارة خاطئة للمجرم مفادها ان عمله هذا لا غبار عليه .. مما يعني حكما انه سيمعن في جرائمه ويزيد من كمها ونوعها .. هذه هي سمة لكل المجرمين والقتلة والمستبدين والطغاة في التأريخ ..
لا يحتاج المرء الى بيان قيمة حياة الإنسان في الشريعة .. لا يهم هنا من يقتل الإنسان وانما الإنسان في ذاته .. كثيرون ينظرون الى أهمية وعظم جريمة قتل الإنسان من زاوية من قتله .. على سبيل المثال على عهد صدام حسين كان قتل صدام للإنسان العراقي مسكوتا عنه .. ولكن ضجيج الإستنكار يرتفع لأن الإنسان العراقي كان يموت تحت وطأة الحصار الأمريكي مثلا .. بعد صدام يحدث الأمر نفسه .. مقتل العراقي على يد الأمريكان جريمة لا تغتفر .. لكن قتل العراقي نفسه على يد عصابات الإرهاب او أي جهة أخرى مسكوت عنه .. وفي كثير من الأحيان مبرر إن لم يكن بشكل صريح وواضح فعلى الأقل من زاوية تناول الأمر بإستخفاف او بالإيحاء ضمنا أنه يستحق القتل كما هو الحال في وسائل الإعلام العربية حيث من العنوان يمكن فهم ان قتل هذا العراقي أمر مرضي عنه ..
الأمر الآخر هو ان غريزة الإنسان هي الدفاع عن ذاته .. وحينما يكون الإستهداف بهذا الشكل فإن كل إنسان عراقي تتطابق فيه المواصفات .. وهي هنا " شيعي " حصرا .. ولا شئ غير ذلك .. يمكن ان يكون هو الضحية .. وأن المصادفات وحدها هي التي تلعب دورا في أن يكون الضحية فلانا ولا اكون أنا او أنت او اي شخص آخر .. وفي حالة كهذه فإن الدفاع عن النفس هو حالة يشترك فيها الإنسان مع الحيوان .. وحينما يكون الإستهداف على الهوية مثلما هو واضح ومثبت اليوم .. فإن نجاة الدراجي او الخالصي او غيرهما من طوق هذه الحالة في مرة لأن القتلة يميزونهما عن غيرهما مع علمي اليقين ان اطرافا عديدة لا ترى فيهما الا رافضة كفارا .. فإنهما قد لا يحظيان بمثل هذه المعاملة في مرة لاحقة حينما يضعهمها حظهما في ايدي عصابة من هذه العصابات لا تعرفهما او لا تقيم لهما وزنا وترى فيهما من خلال عمتهما انهما مجرد رجال دين شيعة .. فالمسألة إذا لا علاقة لها بطائفية او ما شابهها .. ولن ينتقص من أحد ومن توجهاته التوحيدية ان يحدد الجريمة ويشير بإصبعه الى منفذيها .. لأن هذه الجريمة قد تطاله هو واي من افراد أسرته او عشيرته او أصدقائه .. ولا تنال من وطنيته لأن هذا الذي يقتل ابن الوطن حتى بدون ذنب او جريرة سوى عقله المريض بالحقد الطائفي الأهوج هو عدو الوطن ..
كما ان الأمر لا يعني الاصطفاف في خانة الإحتلال وفق الثنائية اما أن تكون مع الاحتلال فتكون مع كل من يقف ضده حتى لو كانت يداه ملطختين بدماء الشعب .. بل على العكس فلا شئ خدم الاحتلال أكثر من هذه الأعمال الإجرامية ومنفذيها .. وعلى أيديهم اصبحت تلوثت قضية مقاومة الإحتلال بالعار والشنار بدلا من أن تكون قضية عادلة تبعث على الفخر .. وقد تعقدت مسألة المقاومة بأصعب العقد .. وحتى لو تهيأ ظرف في المستقبل لمقاومة المحتلين .. فسيكون على اي مقاومة حقيقية ان تبذل جهودا جبارة وخارقة لتنزيه نفسها عما علق بقضية المقاومة من جرائم .
وبعض الذين يتغاضون عن هذه الجرائم او يسمحون لأنفسهم بتأويلها بطريقة ملتوية يخدعون أنفسهم .. وكل ما يقال في هذا الصدد من نفاق أو إثبات الاخلاص للطرف الآخر لن يجدي في جعل هذا الآخر يغير من سلوكيته ويدينها .. بل على العكس وحسب ما أثبتت التجربة فإنه يتمادى في جريمته ..
لقد حاول بعض المتصدرين للعمل السياسي او الكتبة ان يبرروا ما حصل من جرائم .. الى الحد الذي تعاطوا فيه مع دماء الضحايا تعاطي الاستخفاف والتنكيت .. فلم يؤد موقفهم هذا الا الى زيادة هذه الجرائم وإتساع رقعتها .. وتزايد بشاعتها .. وبهذا فهم حتى إن لم يقصدوا الأمر فقد شاركوا فيه ..