بيان صحفي صادر عن حركة الوفاق الإسلامي في العراق – القيادة الجديدة
بيان صحفي صادر عن حركة الوفاق الإسلامي في العراق – القيادة الجديدة
طالعنا للأسف الشديد بيان المكتب السياسي للأخوة في حركة الوفاق الإسلامي وقد تضمن إتهامات وأكاذيب وشتائم وعبارات بعيدة عن الأدب العام فضلاً عن أدب الإسلام بحق مجموعة من الكوادر والعاملين الإسلاميين الذين أمضوا سنوات طويلة في حركة الوفاق الإسلامي يخدمون قضيتهم المقدسة ويذودون عنها ويرخصون في سبيلها، وقد ارخصوا بالفعل الغالي والنفيس من أجل وصول شعبها إلى الحرية والكرامة ودولة المؤسسات.
إن هؤلاء الذين اتهموا بالإرتزاق وبيع الذمم كانوا بالأمس القريب في مواقع المسؤولية والإشراف على خنادق العمل السياسي والإعلامي والإنساني والثقافي ولو كانوا كما وصفهم السيد عباس الشمري الذي أصبح رئيساً لمكتب الحركة ورئيس المكتب السياسي بالتزكية لا بالانتخاب لعلاقته القريبة من سماحة الشيخ جمال الوكيل، لكانوا سمحوا في حقيقة الأمر لكثير من الأخطاء الفادحة أن تمر والشبهات الشرعية والوطنية أن تتسلل دون موقف، ولا نجد أنفسنا في الوقت الحاضر مضطرين لذكر هذه الشبهات والأخطاء والتجاوزات واستخدام الحركة معبراً لتنفيذ أغراض وأهداف بعيدة عن مصالح الشعب العراقي وقضيته المقدسة.
وإذا استمر الأخوة في حركة الوفاق بهذا المنهج بالتعامل مع من يختلف معهم في الآلية والنهج والإسلوب والأدوات والطريقة في التعبير عن الخطاب الإسلامي والرؤية إزاء مسألة التغيير في العراق عند ذاك سنكون في حلٍ من جميع التزاماتنا وإذا قدر وكشفنا ما في حوزتنا فلن يكون ذلك بصالح هؤلاء الأخوة.
ما نريد قوله في هذا البيان لا يقع إلا في باب الأمانة الشرعية والتاريخية التي تحثنا دائماً إلى تأكيد الحقائق والإقتراب من الحقيقة التي لن يملكها أحد – حقائق ما أقدمت عليه هذه الثلة المؤمنة الخيرة المجاهدة من قرار وتوجه جديدين للعمل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في وسطٍ نتمنى له الإستمرار والديمومة شريطة القيام بمسؤوليات تأدية الأمانة بصدقٍ وواقعية.
وهنا بودنا أن نذكر ما يلي:
1- إن السيد عباس الشمري إدعى بأن ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق المهندس بيان جبر كان وراء ما أقدمت عليه هذه الثلة المجاهدة وللحق نقول والله سبحانه وتعالى شاهد وخبير على موقفنا هذا، بأن ما اقدمت عليه هذه الثلة المجاهدة كان يفترض ان يحصل قبل سنوات عديدة، ولكن الإخلاص للعمل وصدق النية بضرورة الصبر والمصابرة وتحمل ما يجري من شبهات وأخطاء ومرارات هو السبب الذي تكمن خلفه ضرورات عدم اللجوء إلى ما نصفه في قيادتنا اليوم بالقرار الصحيح.
ولو كان الأمر على مذهب السيد الشمري لكنا أعلنا عن هذا التوجه بعد إنفضاض مؤتمر المعارضة العراقية في لندن. لكن ذلك لم يحصل والأخ ممثل المجلس وأثناء لقائه بوفدٍ من حركة الوفاق الإسلامي في العراق – القيادة الجديدة سمع منا أن لا وصاية لأحد على توجهنا وقرارنا وقد أكبر المهندس بيان جبر هذا الموقف، ولم نسمع منه إلا كل التقدير والإحترام، لهذا فإن السيد عباس اشمري في إعتقادنا ارتكب خطأً فادحاً حين لوى عنق الحقيقة بإتهامه هذا ورغم ذلك فنحن في القيادة نعذره على تخبطه وذهابه إلى سبيل بعيد عن الدقة في تشخيص التداعي المريع الذي يمر به وسطه. وما عليه إلا أن يقدم اعتذاراً حقيقياً لكل الذين اتهمهم شريطة يكون الاعتذار واقعياً وليس على طريقة اعتذار صدام للكويت؟!.
2- الأخطر من ذلك أن السيد الشمري ذهب في بيانه العتيد إلى أبعد مما هو متداول في لغة البيانات عميقاً في كتابة الملاحم الشعرية حيث تطاول هذه المرة على سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد باقر الحكيم واتهمه بتمزيق الساحة ومحاولة السيطرة على التيار الإسلامي في وقت لم يعرف الإمام الحكيم بقرار القيادة الجديدة إلا من خلال قيام أخوتنا في الإعلام بإرسال نسخة من البيان إلى مكتب سماحته عبر الأنترنيت
إن السيد عباس الشمري ارتكب خطأ آخر بهذا التطاول والإتهام غير المبرر داعين أمينه العام وما تبقى من الشورى المركزية إلى فرملة تصريحات الشمري وإلا فإن السيد (رئيس المكتب السياسي) لو استمر بهذا الأداء المنفعل – الفاقد لشروط الإثبات والحجة فإن حركة الوفاق الإسلامي في العراق ستقع في كارثة محققة في وقت لا نتمنى فيه لإخوتنا اية كوارث.
3- لقد ذكر السيد عباس الشمري أن الأمين العام والشورى المركزية منتخبون إنتخاباً سرياً في مؤتمر الحركة ولذا فهم يمثلون القيادة الشرعية وهنا نسأل – لو كان كلام السيد الشمري صحيحاً وليس صادقاً، فلماذا ابتعد أغلب أعضاء الحركة عن العمل؟ ولماذا تداعى أهل الغيرة والأخلاص والكفاءة والسابقية إلى تقرير مصير حركة آلت إلى الإنهيار لم يبق فيها إلا القادم بالتزكية أو القديم الذي يخشى على (راتبه المتهالك) من أن يبتره بلحظة إنزعاج رئيس المكتب ومدير القاصة.
يا سيد عباس الشمري إن الذي دمر العمل وحول الوفاق الإسلامي على ما هي عليه اليوم من جمود وضعف وإن تغنيتم بإرجوزة دخولكم (نادي قانون تحرير العراق) هو العقلية الدكتاتورية واللهاث وراء الكرسي، وإن على حساب جهود الخيرين الأكفاء أصحاب السابقية هؤلاء الذين كان لهم شرف تأسيس مجال حيوي وحقيقي للوفاق الإسلامي قبل إنهيارها في وقت كنتم تخشون من أن يرد إسم الوفاق الإسلامي بينكم قبل أن تحظوا (بشرف) التسلط على مقدراتها، ولا أجدني مضطراً لذكر اسم الشاهد الذي ذكرنا ببطولاتكم حين كانت الحركة تعمل تحت اسم مؤسسة الإمام الحسين (ع) في طهران قبل أن تفتح مكتبها في قم لقد كنتم ممتلئين بالخوف من أن يعرف أحد بأنكم على صلة بالوفاق الإسلامي وتهربون من أي مكان يذكر فيه اسم الوفاق، وإذا أردت أسم الشاهد فسأبعث إليك إسمه بالفاكس شريطة عدم قطع راتبه، أو خلعه من حركتك ولأننا نعرف نهجكم في التعامل مع الناس فسنحجم عن ذكر المصدر ونسجل الدعوى ضد مجهول!.
4- إن الأخوة في حركة الوفاق الإسلامي في العراق القيادة الجديدة لا يرون في رسالة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي أيده الله أيَّ إشارة من قريب أو بعيد تدلل على كونها (تمثيلاً) للقيادة السابقة للمرجعية في المؤتمرات واللقاءات السياسية للمعارضة العراقية. بل هي وكما أشار العديد من العقلاء والفقهاء الذين قرأوها – تأييد وحث بضرورة العمل لإسقاط النظام والمرجع الشيرازي (دام ظله) لا يخجل أحداً حين يستفتيه وقد فعل ذلك وبنفس الروحية الأبوية مع الأخوة أزهر الخفاجي والشيخ الحاتمي هنا ودفاعاً عن مرجعية العبد الصالح الفقيه آية الله العظمى السيد صادق الشرازي نقول: لن تسقط الأمة وعقلها المستنير ووعيها الإسلامي بفخ تدوير وتبرير وامتطاء الرسائل الملغمة لحيازة الفتوى الشرعية.
فالإمام الشيرازي أذكى وأوعى وأركز وأعمق وأوسع مداراً من أن تحوزوا على كلمة إعتراف منه بتمثيلكم لمكانة مرجعيته.فالبون شاسع، فقهياً ومعرفياً وسياسياً والمرجعية التي يقف الشيرازي لتمثيلها بحاجة إلى وعاء واعي وعقلية رشيدة ولغة متسامحة ووطنية واضحة وتنظيم حديدي وجماهيرية واسعة وثقل موضوعي في دائرة الأطراف العراقية.
ووالله لو كنتم بالمواصفات الآنفة التي يجادل فيها إثنان لما تردد هذا الفقيه الصادق لحظة واحدة من أن يعطيكم التمثيل ولكن كيف تمثل المرجعية الواعية وإمامها (حالة) غير متجانسة وتنظيم لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
إن أحد الأسباب التي دفعتنا إلى اختيار نهج التصحيح والتغيير العلاقة بالمرجعية الدينية، لقد قاتلتم (والقصة طويلة) من أجل أن تكونوا ممثلي المرجعية وأن تكون المرجعية عمقكم فتحوزون على مقاعد لجنة المتابعة والتنسيق على أساس تمثيلكم لمرجعية الإمام الشيرازي أيده الله لأنكم تدركون سلفاً قيمة وجودكم بدون المرجعية في إطار المعارضة العراقية وحين وضعتكم الاطراف الأساسية في (حجمكم الحقيقي) وأكدت لكم بأنكم لا تمثلون المرجعية وليس هناك من سند أو موقف أو قرار أو فتوى صريحة منها بذلك اتهمتم الناس بالديكتاتورية وحذرتم (الأمة والشعب العراقي).
ونقولها لكم بصراحة وشفقة على ما آل إليه الوضع الداخلي.
إستقيلوا من العمل أفضل لكم وللعمل فلا أحد في خط الإمام الشيرازي أيده الله يقبلكم وإذا صادفتم أناساً يضحكون بوجوهكم ويمتدحون وضعكم فهم يجاملونكم لا أكثر، وأود أن أقول لكم بأن مسؤول إحدى مواقع الإمام الشيرازي أكد لي بالحرف الواحد بأنه حذف من الموقع رسالة التأييد التي بعثها الإمام السيد صادق الشيرازي لكم لأنها حسب اعتقاده مسيئة للإمام وللمرجعية بسبب تخبطكم وضعف أدائكم وتكالبكم على الفيز وغياب الصدقية والإسلام في عملكم كما ذكر لي أحد مشايخ خط الإمام أن ما يسمى بممثلي الوفاق الإسلامي في الخارج ما هو إلا أكذوبة فقد ذهبت (والكلام للشيخ) إلى الدنمارك والسويد وألمانيا وسألت عن ممثلي الحركة في هذه الدول فتبين لي أن ليس هناك ممثلون بل وجد أشخاصاً يتحدثون بغلظة شديدة على الأسماء (الحكومية الحالية) ومنغمسون في أعمالهم الاجتماعية والسياسية العامة.
5- إن حركة الوفاق الإسلامي القيادة الجديدة متمسكة بثوابت الإمام الشيرازي في العمل ضد النظام الفاشي والسعي لإقامة دولة المؤسسات الوطنية وإشاعة الديمقراطية والتعددية مع الأخذ بنظر الاعتبار الاجتهاد في تطبيق نظام الشورى والأمة الواحدة وتعميق الحريات في المجتمع العراقي، وسنعمل بهذه المفاهيم والقواعد مستعينين في ذلك بمفاهيمهم وطروحات بقية علمائنا الأعلام وفقهائنا المجاهدين ونعتبر ما صدر ويصدر عنهم من رسائل وفتاوى وتعاليم وإرشادات قواعد أساسية لن نتخلى عنها.
6- نحن حركة إسلامية وطنية تسعى لبناء عراقٍ تعددي – ديمقراطي منفتحة على كل قوى الخير وتناضل لاستعادة عزة الإنسان وحريته ومثلما نتعامل بهذه الأسس والمفاهيم مع محيطنا الديني والسياسي نتمنى أن يتم التعاطي مع طروحاتنا وفهمنا للحياة والإسلام والقضية المقدسة في العراق بروحية تعكس أشواقنا السياسية وعقيدتنا الوطنية في العلاقة بهذا المحيط.
(: