جواد الخالصي وقوميته العربية؟؟؟؟
يتمتع جواد الخالصي بخاصية فريدة وهي القدرة على تمييز نفسه والإنفراد بآراء غريبة وعجيبة بعض الأحيان.شاهدته وهو يطل على قناة الجزيرة في برنامج يناقش مستقبل القومية العربية ووضعية هذه القومية المزعومة في الوقت الحالي وكعادته يحاول هذا الشيخ المعمم أن يوحي بأنه قومي الهم والتوجه
غسان بن جدو: أعذرني فقط سيد جورج حاوي على مقاطعتك فقط، أود أن يتحدث الشيخ جواد الخالصي لسبب بسيط جدا لأن صوتك لا يسمع بشكل نقي، شيخ جواد حتى نصلحه بطبيعة الحال، شيخ جواد هل بعد كل هذه التجربة بصراحة هل أن ارتباط ما يوصف بالاستبداد مع الحكم القومي العربي هو ارتباط عضوي أم تراه شيئا آخر؟
جواد الخالصي - الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي الوطني: ليس ارتباطا عضويا، إذا كان الصوت يصلكم بشكل جيد..
غسان بن جدو: جدا نعم.
جواد الخالصي: ليس ارتباطا عضويا وإنما هي محاولة من أنظمة استبدادية قد يكون بعض أفرادها نشؤوا في ظل نظرية قومية ولكنهم أرادوا أن يستغلوها لرؤاهم الشخصية ولرغبتهم في التسلط والحكم..
غسان بن جدو: أعطنا أمثلة.. يعني حتى الآن ندخل في الموضوع بشكل عملي وميداني حتى يفهم السادة المشاهدين أعطنا أمثلة عن هذه المسألة.
جواد الخالصي: يعني أنا أعتقد قبل الأمثلة هناك شيء مهم، في النظرة أو النظرية القومية العربية التي بدأت ملامحها السياسية تظهر قبيل ومع الحرب العالمية الأولى هنالك خطأ نظري كبير وقع فيه بعض دعاة القومية العربية من ذلك الوقت حين قبلوا بالتحالف مع قوى خارجية لتصحيح أوضاع داخلية كانت تعانيها الأمة وقد اعترض على هذا الخطأ الكبير بعض دعاة القومية العربية أيضا فالخطأ بدأ من هناك ثم بدأ يتفاقم ووصل إلى هذه الأنظمة التي رأينها وعشناها في منطقتنا والعراق كنموذج واضح من هذه الممارسات..
غسان بن جدو: بس عفوا، قبِلوا بالتحالف مع القوى الخارجية على حساب من تقصد؟
جواد الخالصي: على حساب وحدة الأمة في الداخل..
غسان بن جدو: أي؟ يعني القوميون العرب هم دعاة وحدة أمة في الداخل ليس دعاة انفصال.
جواد الخالصي: لا القوميون العرب حين نشؤوا في ذلك الوقت كان هنالك تياران، تيار يدعو إلى تصحيح الوضع الداخلي في الأمة الإسلامية عموما وفي الأمة العربية بالذات وبعض القوميين العرب قبلوا بالتحالف مع قوى خارجية لتصحيح هذا الأمر على ما يظنون أو ما يعتقدون..
غسان بن جدو: مَن؟ أعطنا مثالا.. أعطنا أمثلة..
جواد الخالصي: يعني الثورة العربية الكبرى..
عبد الإله بلقزيز: في نهاية العهد العثماني..
جواد الخالصي: ونهاية العهد العثماني، الثورة العربية الكبرى هي منطلق مهم لدراسة الواقع القومي والنظرية القومية وفكرة العروبة ودورها في المجتمع والأمة..
غسان بن جدو: يعني القوميين العرب الآن الذين ينتقدون استنجاد إذا صح التعبير بعض القوى التي تصف نفسها بالوطنية الآن والديمقراطية بالخارج هم أنفسهم كانوا استنجدوا في وقت من الأوقات بالخارج من أجل ضرب الدولة العثمانية هل هذا الأمر تعتبره خطأً استراتيجيا؟
جواد الخالصي: خطأ خطير وبداية خطيرة ولكن ليس كل القوميين العرب فبعض قادة القومية العربية اعترضوا على هذه الممارسة من أناس قالوا نحن أيضا..
الملاحظ من كلام الخالصي أنه يحاول أن يبدد فكرة التلازم العضوي بين القومية العربية والإستبداد مع أنه نظريا القومية العربية تلازم الإستبداد لان القومية المؤدلجة هي قائمة على فكرة اللاتعددية القومية والفكرية. فجوهر القومية ينافي التعددية التي هي من صميم الديموقراطية وتعدد الأحزاب.ثانيا القول بأن الخلل في القومية العربية قد بدأ بعد أن تعاون القوميون العرب مع الخارج الغربي على حساب وحدة الأمة هذا القول في صميمه هو قول مراهق لاسباب عدة أهمها هو القاء الأخطاء على الخارج الغربي وثانيا محاولة الفصل بين فكرة القومية تطبيقها وهي أطروحة قديمة من غير معنى
غسان بن جدو: ربما للسيد محمود أباظة رأي آخر ولكن أسمع رأيه بعد الموجز، أعود إليك شيخ جواد الخالصي في هذه النقطة بالتحديد هل أنت ترى بأن عدم وجود حكم ديمقراطي في نظام يرفع الشاعر القومي مرده إلى أن البنية الفكرية للقوميين العرب لا تتقبل ديمقراطية ورأيا آخر وهي بالفعل إقصائية أم بالعكس هذه الفكرة القومية.. المشروع القومي مشروع وطني يريد مواجهة كما يقول إسرائيل والهيمنة وبالتالي كان مضطرا للانطواء على نفسه والسلطة بقبضة من حديد؟
جواد الخالصي: أتصور أن المشروع الوطني ينبغي أن يستند إلى شعبه في مواجهة مشروع الهيمنة المُعادي الذي وقع فيه الحكام في البلاد العربية من القوميين ومن غيرهم أنهم حذفوا واستندوا إلى تحالفات لا تمت إلى داخل شعوبهم وهذا هو السبب الرئيسي لهزيمتنا وهزيمتهم في كل المواجهات التي حصلت، من يريد أن يستند إلى شعبه في مقارعة الهيمنة سيتمكن من ممارسة دور كبير من خلال احترام الشعب واحترام رأيه والاستناد إليه وأعتقد أن الحكام القوميون.. أن الحكام القوميين الذين وقعوا في هذا المطب إنما وقعوا فيه لا لأن القومية تدفعهم إلى نزعة استبدادية وإنما لتخوفات مبالغ فيها أو لأسباب ذاتية في شخصياتهم وفي تصوراتهم.
هنا يكرر الخالصي الخطأ ذاته وهو نفي ملازمة القومية للإستبداد و لا أعلم ماهو السبب الذي يدفع الشيخ للدفاع عن الفكر القومي الأيديولوجي مع أنه لا أشكال في أن يفتخر الإنسان بقوميته كإنتماء أنساني ولكن الفكر القومي المؤدلج هو فكر رخيص وتافه ولا قيمة له معرفيا لانه يقوم بالأساس على مقدمات غير واضحة وغير منطقية.أستطيع بأن أقول بأن هذا الشيخ مع احترامي لاتباعه يواجه معضلة كبيرة في تفكيره الا وهي محاولة تمييز نفسه عن بقية رجال الدين الشيعة فإذا اختار الشيعة طريقا أختار الخالصي الطريق المضاد له وهذه عقدة الدونية وعقدة اللاانتماء.