عندما يتفق سفر الحوالي مع بول وولفوفيتز!
[align=center]عندما يتفق سفر الحوالي مع بول وولفوفيتز![/align]
http://64.246.58.163/media/lib/pics/...1115545396.jpg
الأستاذ جمال خاشقجي * - « صحيفة الإتحاد الإماراتية » - 7 / 6 / 2005م
شاركت العام الماضي في المنتدى السنوي لمجلة فورتشن الأميركية الشهيرة وكان أحد نجوم اللقاء يومها مساعد وزير الدفاع الأميركي وقتذاك بول وولفوفيتز والرئيس الجديد للبنك الدولي حاليا المعروف بقدرته الخطابية وتمكنه من فنون الجدل، وكان يعلم وهو عراب الحرب على العراق وأحد صقور المحافظين الجدد، أنه وسط بيئة معادية، فلقاء فورتشن يجمع جيل الشباب من رجال الأعمال الذين صنعوا ثرواتهم من التقنيات الحديثة وتقنية المعلومات والإعلام وهؤلاء في العادة ليبراليون أقرب للحزب الديمقراطي وبالتالي فهم معارضون للحرب، فبدأ حديثه بسؤال جدلي «من منكم يعرف عبدالرحمن ياسين؟» كنت ضمن حفنة من الأشخاص لا يزيدون على قبضة اليد الواحدة ممن رفعوا أيديهم إيجاباً، لم يلتفت إلينا، فلقد حقق هدفه وهو إشعار المستمعين بأنه يعرف ما لا يعرفون وهو ما يضعه في موقف أقوى لتبرير لماذا اتخذت الإدارة الأميركية قرار الحرب، تكتيك ذكي يمارسه باستمرار المحافظون الجدد في أميركا، وعندنا أيضا.
عرض وولفوفيتز بثقة ما يعرفه عن عبدالرحمن ياسين، قال إنه أحد الإرهابيين الذين شاركوا في الاعتداء الأول على مركز التجارة العالمي عام 1992 وفرّ إلى العراق، حيث حصل على حماية نظام صدام حسين ما يدل على أن النظام العراقي الذي أسقطه جيش وولفوفيتز متورط في الإرهاب والعدوان على الولايات المتحدة، رفعت يدي مرة أخرى ولم يلتفت إليها وولفوفيتز واستمر في تبرير الحرب بمعلومات بعضها صحيح وآخر ملفق لا يختلف عن الخدعة الكبرى التي مارستها الإدارة الأميركية بكاملها على الإعلام والأمم المتحدة والكونجرس.
ما ذكره وولفوفيتز عن ياسين ليس كل الحقيقة، لقد قابلت شقيق عبدالرحمن واسمه مصعب ياسين عندما كنت مراسلا لـ«الحياة» أغطي عملية تفجير مركز التجارة العالمي الأولى، وعلمت أن شقيقه حقق معه وبرئت ساحته ولكنه رحل سريعا إلى العراق خوفا من أن يذهب ضحية رخيصة بين أرجل المدعي العام ورجال الإف بي آي. هذه التفاصيل لا تهم وولفوفيتز وإنما يهمه «البناء الجدلي» لتبرير الحرب، وعملية خلق الكوابيس التي يستقوي بها تياره للاستمرار في سيطرته على السلطة بإقناع الشعب الأميركي بحاجته إليه لحمايته من الأخطار المحدقة به.
[align=left]http://64.246.58.163/media/lib/pics/1088576798.jpg[/align]ليس وولفوفيتز وحده من يجيد هذه الممارسة وإنما لدينا محافظون جدد ناجحون في «بناء جدليات» يضعوننا جميعا في حالة حرب واستعداد وتوثب فيتطوع مئات من الشباب في حماسة واستعجال في جهاد «مع العلم أن موقفنا عدم الذهاب إلى العراق» بينما الأصل أن «نشحذ همتهم لمقاومة أوجه العدوان المختلفة من غزو فكري وسلوكي ومن تبعية سياسية واقتصادية، ومن عوامل إفساد تحيط بالشباب المسلم من كل مكان فالعدوان شامل، ومقاومته على كل الجبهات واجبة كلاًّ بحسب طاقته بحكمة وعقل تقطع مطامع العدو في جرّ شباب الأمة إلى ممارسات غير محسوبة العواقب، هذا مع التزامنا جميعاً بما يفرضه علينا ديننا من العدل، وحب الخير لكل الناس وترك العدوان» كما جاء في مقال نشره رئيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان الشيخ سفر الحوالي أستاذ العقيدة السابق بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، في الموقع الإنترنتي المتطرف «الساحة العربية» وما سبق كان قولا متناقضاً يجمع بين الاعتدال والتهديد يشبه ما يقوله وولفوفيتز وهو يشرح أهداف الحرب بنشر الحرية والديمقراطية والرخاء في العراق وما حوله، ولكن مثلما يصعد وولفوفيتز في خطابه ضد الخصم ويضع الشعب الأميركي في حالة هي خليط بين العدوانية والدفاعية، يفعل الأمر نفسه سفر الحوالي إذ جاء جل مقاله بنفس تحريضي ضد شريحة واسعة من أبناء العراق، فيكون كمن صب الزيت على نار فتنة العراق التي أشعلها متطرفون يعرفهم سفر جيدا فلم يعتب عليهم بكلمة واحدة في مقاله الطويل، إلا بجملة مقتضبة يُحمل فيها الأميركيين مسؤولية غلوهم وتطرفهم (مساكين هؤلاء الغلاة الذين يستخدمهم الأميركيون) فيشير إلى «ما صنعته المخابرات الأميركية وغيرها (في أفغانستان) من فرق الغلو، وما زرعته من أسباب الشقاق حتى ذهبت أرواح الملايين وآلاف المليارات عبثاً، بل وظفت في النهاية لخدمة العدوان الأميركي على أفغانستان، ولدينا هنا بهذا الخصوص حقائق لا يتسع المقام لذكرها وقد لا تتسع بعض العقول لقبولها، ويكفي أن نحذر بكل قوة من تكرار ما حصل هناك» فمن يقصد، هل حديثه هنا عن القاعدة وزعمائها؟ هل يسري التحذير أيضا من الزرقاوي مثلا؟
ولكنه بينما يتكتم هناك يوضح هنا باتهام «مجموعات طائفية وشعوبية (استدعتها أميركا) التي كانت تعتبرها إرهابية، وكان العالم الإسلامي يعاني إرهابها في موسم الحج الأعظم وغيره، وتعلم أميركا أن بعضها ينطلق من دولة تعتبرها من دول محور الشر وترفض أميركا مشاريعها النووية ولو كانت سلمية.
لكنها استدعت هذه المجموعات وجعلتها حرسا على حدود الدول المجاورة وبعضها صديق لأميركا، بل أدمجت هذه المجموعات الطائفية والشعوبية في الحرس الوطني والشرطة المواليين لها، وذلك يهدف من جملة ما يهدف إليه إلى إشعال حرب طائفية وقومية تستر عورة هزيمتها، ومع ذلك تقول وتريد أن تجبرنا أن نقول معها إن كل من يُقتَل من هؤلاء هم أبرياء أو مدنيون أو من المارة، أما من تقتلهم قواتها في أي مكان فهم إرهابيون وإن كانوا من الشيوخ الركع أو الأطفال الرضع»، والحديث هنا عن الشيعة العراقيين الذين أدمجوا في الحرس الوطني والشرطة المواليين للولايات المتحدة حسب تعبيره، والعبارة واضح فيها رفضه إدانة استهداف هؤلاء بالقتل، فهل في هذا القتل ما يفيد العراقي ومستقبله؟ لا أتوقع أن يجيب فهو يتفادى الإجابات الواضحة حول سؤال محدد من نوع «هل تجيز استهداف الشرطة في العراق بعملية انتحارية أو سيارة مفخخة؟».
أتمنى على الزملاء في الصحافة أن ينشروا مقالات الشيخ سفر في صحفهم حتى لا نضطره إلى هذا العالم التحتي، فنكون كمن يعين الشيطان على أخينا، فموقع كالساحات يعج بالمكفراتية والمبتدعة والمتطرفين، كما أتمنى على فضيلته شيئا من التواضع فيحتمل مثلما أن نحتمل نحن الكتاب مقص رئيس التحرير الذي لا يكون دوما لأسباب رقابية وإنما لأسباب فنية وأن يحتمل النقد العلني الذي يأتيه بعدها، فلا يتترس خلف عبارات من نوع «ابن تيمية عصره» أو «الشيخ العلامة»، ولا يتهم كل من خالفه بأنه من «العملاء والمنافقين الموالين للأميركان في كل مكان» فهو لم ينفرد في انتقاد الغزو الأميركي للعراق، وإنما شاركه في ذلك كل من يسميهم ليبراليين أو علمانيين، والفرق الوحيد بينه وبينهم هو أن الآخرين يبحثون عن حل وتوافق حتى مع الأميركيين وهو يريد مواجهة، والفرق هائل بين الاثنين.
http://64.246.58.163/artc.php?id=6292
-----------------------------------------------------
*باحث ومستشار إعلامي سعودي
سفر الحوالي في «غيبوبة» بعد جلطة في الدماغ
جدة: ماجد الكناني
دخل الداعية السعودي الدكتور سفر الحوالي في غيبوبة منذ ظهر أمس الجمعة على اثر تعرضه لنزيف حاد في المخ شخصه الأطباء بأنه نزيف في الفص الأيسر من المخ أدى إلى جلطة. وجرى إسعافه في مستشفى النور في مكة المكرمة، حيث بدأ الأطباء بإجراء جراحة عاجلة لسحب النزيف الذي تعرض له المخ.
وكان الحوالي حسب شهود عيان قد سقط بين ضيوفه بعد ظهر أمس في مكة المكرمة ونقل للمستشفى مباشرة. وكشف سعد الغامدي مدير مكتب الشيخ سفر الحوالي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» عن أن الحوالي تعرض لوعكة مفاجئة بعد ظهر أمس وتبين انه يعاني من نزيف في المخ على اثر ارتفاع حاد في ضغط الدم، حيث ادخل لغرفة العمليات فور وصوله للمستشفى وسارع الأطباء إلى التدخل الجراحي لإنقاذ حياته.
ويعد الحوالي من ابرز دعاة ما يسمون بالصحويين في السعودية، ولعب في وقت سابق دورا في التوسط لتسليم مطلوبين أمنيين لسلطات الأمن متهمين بالقيام بعمليات إرهابية في السعودية خلال العامين المنصرمين، إلا أن تلك الوساطة لم تنجح في اغلب محاولاتها.
http://www.asharqalawsat.com/details...030&issue=9692
تعليق:اللهم أنتقم من هذا الوهابي السحت