-
تقشمرتوا يا اطراف/2
معلومات رصدتها "إيلاف" من أميركا وبريطانيا
واشنطن سحبت الثقة بمعارضة الخارج العراقية
للجم دور ايراني مدعوم بملايين الدولارات
الاثنين 24 فبراير 2003 13:58
*لماذا الحديث عن زعامة بارزاني واغفال طالباني والجلبي؟
"إيلاف" - تجمعت معلومات عند "إيلاف" وهي تتحدث عن اتساع الهوة في المواقف بين الادارة الاميركية الساعية الى اقامة حكم جديد في العراق بعد حرب محتملة او تنحي الرئيس صدام حسين واقطاب المعارضة في الخارج وخصوصا الذين اجتمعوا في لندن قبل شهرين.
وقالت المعلومات ان هذا الخلاف بين مواقف الطرفين جسده التأجيل المتكرر لمؤتمر اربيل الذي اقره مؤتمر لندن وكان مؤملا ان يعقد في الخامس عشر من الشهر الماضي، لكنه تاجل لمرات عديدة ودأب اطراف المعارضة على ابداء مسوغات وميررات ليس لها اساس من الصدقية وراء التأجيل مرة منها خشونة الطقس وبعضها يتعلق باجراءات امنية.
واضافت ان واشنطن التي تحول دون انعقاد مؤتمر الذي كان عليه اعلان اسماء الادارة الانتقالية تلقت معلومات تفيد بأن بعض اركان المعارضة خضعوا لضغوطات ايرانية و"شراء ذمم باموال تتجاوز ملايين الدولارات لاتخاذ قرارات تحقق لإيران دورا كبيرا في عراق المستقبل".
وتستضيف ايران على اراضيها حركة المعارضة التي تحمل اسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهي بزعامة محسن الحكيم الذي شارك ممثله عبد العزيز الحكيم في مؤتمر لندن كما في اجتماعات كثيرة مع اركان الادارة الاميركية.
في اطار معلومات تلقتها خزنة "إيلاف" فإن الادارة الاميركية لم تعد تراهن على دور لجماعة لندن في العراق، بل انها صارت تتحدث علنا عن دور لوطنيين آخرين بما في ذلك بعض اركان حزب البعث الحاكم حاليا وجنرالات حاليين وسابقين من الجيش العراقي.
وقالت المعلومات ان الموقف الاميركي المتجدد ربما يفوز بموافقة من دول عربية كانت تقدمت بطروحات الى واشنطن حول الصورة التي ينبغى ان يدار بها العراق اثر سقوط الحكم الراهن ممثلا بشخص الرئيس صدام حسين.
والمواقف العربية ، حسب المصادر، تخشى مثلها مثل الموقف الاميركي ان تتمدد ايران من خلال الحركة الاسلامية المعارضة التي تستضيفها الى دور سياسي فاعل في العراق، وخصوصا ان عراقيين وعرب شعروا بالخشية من الخطاب السياسي الذي يردده المعارضون الذين اجتمعوا في لندن عن التقسيم الطائفي والعرقي للمشاركة في حكم عراق المستقبل.
وهذا التقسيم (الفرز) يشير الى الشيعة ثم الى السنة والعرب والاكراد والتركمان والاشوريين والاقليات الاخرى، أي ان العرب اشيعة والعرب السنة الغي دورهم او تم تقسيمه، وهذا امر خطير يخل بالمعادلة كلها ويعطي ايران دورا مؤثرا في الخريطة السياسية المقبلة للعراق.
وقالت المصادر ان تصريحات الحرس الثوري الايراني الذي يمثل صفوة المقاتلين الايرانيين الذين يؤيدون القيادة المتشددة في طهران تشير الى نية ايران في دور محتمل في العراق وقال قائد الحرس الثوري رحيم صفوي امس انه تم وضع ما يقارب نصف المليون مقاتل على اهبة الاستعداد تحوطا لأي طارىء اذا ما بدأت العمليات العسكرية ضد العراق.
وكانت معلومات ذكرت ان حشودا عسكرية ايرانية رصدت في مناطق مقابلة لكردستان العراق الأمر الذي حدا بمسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الى التنديد بالدور الايراني وداعميه في شمال العراق، كما انه من اشد مناهضي عقد مؤتمر اربيل تحت هذه الظروف والضغوط.
يذكر ان بارزاني على عكس جلال طالباني زعيم الحزب الوطني الكردستاني لا يؤيد أي دور لإيران او تركيا جارتي العراق وتدخلهما في توجيه اعمال المعارضة العراقية او نشاطاتها. وشارك بارزاني في مؤتمر لندن، لكن جميع الاطراف اثنت على ادائه المتميز حيث برز زعيما لكل العراقيين لوضوح نهجه وخطابه السياسي المحافظ على وحدة العراق الديموقراطي الحر.
وأخيرا، اشارت معلومات "إيلاف" الى ان التصريحات التي ادلى بها رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي ومقالاته في صحف بريطانية واميركية في الايام الاخيرة والتي انتقد فيه الخطط الاميركية في شأن العراق "ما كانت الا رد فعل على سحب الادارة الاميركية الثقة منه ومن جماعته واغفال دورهم المستقبلي في ترتيب الحكم الآتي في العراق، حيث لواشنطن تحفظات كثيرة عليهم".