هل كان معهم محمود أحمدي نجاد أم لم يكن؟؟
http://www.middle-east-online.com/pi...d-1-7-2005.jpg
احمدي نجاد: هل كان ضالعا في احتجاز الرهائن الاميركيين؟
رهائن سابقون يؤكدون ان الرئيس المنتخب خطط وشارك في احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.
واشنطن - ادلى الرئيس الاميركي جورج بوش بتصريحات ليل الخميس الجمعة قبيل قمة مجموعة الثماني اكد فيها على ضرورة الاجابة على التساؤلات بشان الاتهامات الموجة للرئيس الايراني المنتخب محمود احمدي نجاد.
وقال بوش في تصريحاته ان الاتهامات التي تفيد بان الرئيس الايراني المنتخب لعب دورا رئيسيا في عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران عام 1979 "تثير العديد من التساؤلات".
واضاف بوش "ليست لدي معلومات" لتاكيد او نفي ذلك الادعاء (...) "ولكن من الواضح ان ضلوعه (في تلك العملية) يثير العديد من التساؤلات".
وقال بوش "رسالتي هي انه من المهم جدا في هذه المرحلة ان ترسل الدول الاوروبية الثلاث (التي تجري محادثات مع ايران حول برنامجها النووي) رسالة قوية الى الشخص الجديد في ايران بان العالم متحد".
وكان البيت الابيض اعلن امس ان السلطات الاميركية بدأت التحقيق في اتهامات اطلقها رهائن اميركيون سابقون في السفارة الاميركية في طهران بان احمدي نجاد كان من ابرز المشرفين على العملية التي دامت 444 يوما بين 1979 و1981.
وصرح المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين ان "التقارير والتصريحات اثارت العديد من الاسئلة حول ماضي (احمدي نجاد). ننظر في الامر لمعرفة المزيد من التفاصيل".
الا ان المتحدث اكد ان التحقيق ليس رسميا وقال "افضل ان اقول اننا ندرس الحقائق".
وقد فاز محمود احمدي نجاد (49 سنة) بالانتخابات الرئاسية الايرانية في 24 حزيران/يونيو في مواجهة منافسه اكبر هاشمي رفسنجاني واعتبرت واشنطن عملية الاقتراع غير شرعية.
وافادت صحيفة "واشنطن تايمز" ان رهائن سابقين احتجزوا في السفارة الاميركية بطهران اكدوا ان احمدي نجاد كان من بين ابرز المشرفين على عملية احتجاز الرهائن. ويعتبر احمدي نجاد من الاعضاء السابقين في الحرس الثوري الايراني واحد الاعضاء المؤسسين لحركة "الطلاب على نهج الامام" التي نظمت اقتحام السفارة الاميركية في طهران، طبقا للواشنطن بوست.
اما في طهران فقد نفى العديد ممن شاركوا في احتجاز الرهائن اليوم الخميس ان يكون احمدي نجاد من بينهم لدى وقوع العملية.
وصرح محسن مردمادي البرلماني السابق الذي يعد من الشخصيات الاصلاحية المهمة ان "احمدي نجاد لم يكن ابدا من بين 'الطلاب على نهج الامام' الذين هاجموا بؤرة الجواسيس (السفارة). لم يكن ابدا هناك".
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 هاجم طلاب اسلاميون يطلقون على انفسهم اسم "الطلبة على نهج الامام" السفارة الاميركية معتبرين انها "بؤرة جواسيس".
اطار: احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران
في ما يلي تذكير باهم مراحل العملية التي استمرت 444 يوما بين عامي 1979 و1981.
- يوم الاحد في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، تسلق 300 الى 400 طالب ايراني اسوار السفارة الاميركية في وسط طهران. وبعد ان تمكنوا من تجاوز مقاومة "المارينز" المكلفين حماية السفارة قرروا البقاء داخل السفارة وعدم السماح لاي من العاملين فيها بمغادرتها، ثم قاموا بانزال العلم الاميركي ورفعوا راية الجمهورية الاسلامية.
عصب الطلاب عيون الرهائن الذين كانوا قرابة الستين واوثقوا ايديهم ثم وزعوهم في مبان مختلفة في حرم السفارة.
كان الطلاب يطالبون بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يعالج في الولايات المتحدة واستعادة ثروته التي كانت خارج البلاد.
وظل الطلاب على موقفهم هذا طوال فترة الاحتجاز التي استمرت اربعة عشر شهرا وانتهت في 20 كانون الثاني/يناير 1981.
في هذا اليوم تسلم الرئيس الاميركي المنتخب في حينه رونالد ريغان مهامه رسميا في البيت الابيض خلفا لجيمي كارتر الذي رفضت السلطات الايرانية تقديم اي تنازل في عهده.
وقد عرف النظام الاسلامي كيف يستفيد من عملية الاحتجاز التي جاءت على ما يبدو مرتجلة ومن دون اي تخطيط مسبق. وكانت العملية مناسبة لرجال الدين الذين تسلموا السلطة لكي يعودوا بالثورة الى اصولها ويتخلصوا من حكومة مهدي بازركان التي راوا انها تميل الى التفاهم مع "الشيطان الاكبر" او الولايات المتحدة.
وقد اتجهت الازمة الى مزيد من التصعيد بعد استقالة بازركان في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر وتسلم "مجلس الثورة" مقاليد البلاد.
واستخدمت الجمهورية الاسلامية سلاح النفط فرفضت بيع نفطها الى الولايات المتحدة التي ردت بفرض حظر تجاري على ايران وتجميد الاموال الايرانية في مصارفها.
ولم تتخذ واشنطن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران الا بعد مرور خمسة اشهر على احتجاز الرهائن وبعد ان فشلت في التعامل مع النظام الاسلامي الثوري فاعلنت قطع هذه العلاقات في 7 نيسان/ابريل 1980.
وبلغت الازمة ذروتها مع نشر الاساطيل الحربية الاميركية في مياه الخليج اعتبارا من كانون الاول/ديسمبر ثم مع محاولة تحرير الرهائن بالقوة في نيسان/ابريل 1980 وهي محاولة انتهت بكارثة على الاميركيين. ورد الايرانيون بتوزيع الرهائن على العديد من المدن في انحاء الجمهورية الاسلامية.
وكان الحظر الذي فرضته واشنطن قد ادى الى عزلة شبه كلية للنظام الايراني عندما اندلعت الحرب بين العراق وايران في ايلول/سبتمبر 1980 وعبر الجيش العراقي الذي شن هجوما كبيرا نهر الغارون على الحدود الايرانية الى داخل الحدود الايرانية.
واعتبارا من نهاية 1980 راحت السياسة الخارجية الاميركية تتجه الى شيء من الاعتدال. وتم اطلاق سراح الرهائن في 20 كانون الثاني/يناير بعد اتفاق تم التوصل اليه بين واشنطن وطهران بوساطة جزائرية.