الجعفري فشل في اقناع البرزاني بتغيير وزير الخارجية المتغيب عن عمله
الجعفري فشل في اقناع البرزاني بتغيير وزير الخارجية المتغيب عن عمله
2005/07/20
اعتبارات عائلية وحزبية وطائفية تتحكم في عمل الحكومة
السليمانية (اربيل) ـ القدس العربي :
رفض مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردي مناشدات رئيس الجمهورية والحكومة الانتقاليين جلال طالباني وابراهيم الجعفري بترشيح شخصيتين من حزبه ليشغلا منصبي وزيري الخارجية هوشيار زيباري، والبلديات والاشغال نسرين برواري، بسبب فشلهما في أداء مهامهما، وتزايد مستوي الفساد في وزارتيهما، في الوقت الذي اتهمت أوساط الحزب الكردي، نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي بانه يقود حملة ضد الوزير والوزيرة، لتصفية حسابات قديمة، والتغطية علي ما يجري في الوزارات الاقتصادية (المالية والنفط والبنك المركزي) من تبديد للمال العام والموارد والثروات النفطية.
ويشكو وكلاء الوزارات الاربع الشيعي حامد البياتي والشيوعي عباوي والقانوني محمد الحاج حمود والاداري سعد الحيالي والمدراء العامون فيها من تكدس البريد الرسمي والدبلوماسي الذي يحتاج الي توقيع الوزير مما أدي الي شلل في اعمال الوزارة والسفارات العراقية في الخارج، وينقل عن احد وكلاء الوزارة ان المعاملات الخاصة بالوزارة وتقارير السفارات في الخارج ملأت غرفة جانبية ملحقة بمكتب زيباري دون ان يبت فيها حسب الصلاحيات الممنوحة له، مما عرض اعمال وانشطة وزارة الخارجية الي التوقف تماما، ويضيف الوكيل في مذكرة رسمية رفعها الي رئاسة الحكومة ان المشكلة التي تعاني منها الوزارة لا تتمثل في غياب وزيرها الطويل عنها فحسب، وانما حصر كل الصلاحيات وجمعها في يديه، بل انه يرفض تنفيذ قرارات يتخذها مجلس الوزراء وخصوصاً في ما يتعلق بتعيين سفراء وقناصل ودبلوماسيين في السفارات العراقية بالخارج. وينسب الي وكيل ثان للوزارة وصفه لعمله بانه (باش كاتب) وليس وكيل وزارة، وابلغ دبلوماسياً سابقاً راجعه لترتيب اجراءات احالته علي التقاعد، بان عليه الانتظار لامد غير محدود حتي يأتي الوزير الي بغداد ليعرض الامر عليه.
ويضطر وكلاء الوزارة والمدراء العامون فيها الي التهرب من مقابلة اصحاب المعاملات والاشغال في الوزارة خشية الاحراج، لانهم لا يستطيعون البت في ابسط القضايا، في الوقت الذي ينتظر ثلاثون موظفاً انهوا دورة تدريبية في المعهد الدبلوماسي التابع للوزارة قرارات بتعيينهم في السفارات والهيئات الدبلوماسية والقنصلية في خارج العراق منذ شهر آيار (مايو) الماضي دون امل، فيما يقول عدد من السفراء والمستشارين والملحقين الذين التحقوا بمواقعهم الوظيفية في ديوان الوزارة تمهيداً لنقلهم الي الخارج ان الوزير يرفض توقيع قرارات نقلهم لاسباب غير معروفة، الامر الذي تسبب في ارتباك اوضاعهم خصوصاً وان بعضهم باع اثاث بيته او عرضه للايجار استعداداً للمغادرة.
ويقول مدير عام في وزارة الخارجية، ان الوزير زيباري عندما يكون موجوداً في بغداد فانه ينزل في قصر بالمنطقة الخضراء كان يعود الي قصي صدام حسين، وخصص قبل عامين للسيد مسعود بارزاني، ويضيف انه في احدي المرات طلب الوزير من وكيل الوزارة حامد بياتي ارسال البريد المستعجل اليه في مقر اقامته بالمنطقة الخضراء لتوقيعه فما كان من الوكيل الا جمع ما تيسر له من ملفات ووثائق ومكاتبات ومراسلات وارسالها اليه بسيارة رسمية يقودها قائد حرس زيباري الخاص وكبير مرافقيه الكاكة دلشاد كما يطلق عليه، ويشير المدير العام الي ان البريد المذكور لم يعد الي الوزارة الا بعد مرور شهرين علي ارساله، وبعد مئات الاتصالات الهاتفية بين مرافقي الوزير وموظفي الوزارة.
وينسب الي احد مستشاري ابراهيم جعفري ان رئيس الحكومة الانتقالية اختلي مع مسعود بازراني خلال زيارته لبغداد في نهاية الشهر الماضي وعرض عليه المشكلات التي تواجهها وزارة الخارجية بسبب عدم دوام وزيرها وادائه البطيء فيها، وناشده تغييره واستبداله بوزير آخر، الامر الذي رفضه بارزاني مصراً علي ان الخارجية هي وزارة من حصة حزبه ولا يحق لاحد التدخل فيها، ولما اقترح الجعفري ان ينتقل زيباري الي منصب نائب رئيس الوزراء الذي يشغله روش نوري شاويس عضو قيادة الحزب الديمقراطي وتحول الاخير الي الخارجية بمعني ان يتبادل القياديان في حزب بارزاني موقعهيما الوزاريين، كان رد مسعود ان الامر متروك لخاله الوزير ولا يريد (كسر خاطره) لانه يعرف ان منصب نائب رئيس الوزراء المخصص لشاويس لا صلاحيات له في ظل وجود نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي الذي يهيمن علي الوزارات الاقتصادية.
وكان البارزاني قد رفض في وقت سابق في بداية المشاورات لتشكيل حكومة الجعفري الانتقالية اقتراحا بان يتولي برهم صالح عضو قيادة حزب الاتحاد الكردي وزارة الخارجية وانتقال زيباري الي احدي الوزارات المخصصة للاكراد، وكانت حجته بان صالح له مواقف متشددة ضد الحزب الديمقراطي ويخضع مباشرة لطالباني.