منظمة العفو الدولية:المسلحين أظهروا استخفافاً كاملاً بالمبادئ الإنسانية الأساسية
العراق: الجماعات المسلحة تظهر استخفافاً كاملاً بالمبادئ الإنسانية الأساسية
قالت منظمة العفو الدولية، في تقرير جديد نُشر اليوم، إن الجماعات المسلحة المعارضة للقوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة وللحكومة العراقية تظهر استخفافاً مطلقاً بأرواح المدنيين العراقيين وغيرهم، وتواصل نمطاً من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وفي ختام واحد من أسوأ الشهور، حيث شهد بعضاً من أعلى معدلات أعمال القتل على أيدي الجماعات المسلحة منذ بداية الحرب في العراق في مارس/آذار 2003، نددت منظمة العفو الدولية بتقاعس الجماعات المسلحة عن التقيِّد بأبسط معايير القانون الإنساني، وقالت المنظمة إنه لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير معقول لأعمال قتل المدنيين بصورة متعمدة، واحتجاز الرهائن، وتعذيب وقتل السجناء العزل.
وأشار التقرير إلى "إن الانتهاكات التي يرتكبها أحد الأطراف لا تبرر ولا يمكن أن تبرر الانتهاكات التي يرتكبها طرف آخر، وخاصة عندما يكون أغلب الضحايا من عامة العراقيين، من الرجال والنساء والأطفال، الذين يسعون في سلام إلى مواصلة حياتهم اليومية.
وأكد التقرير على أن جميع أطراف النزاع الدائر الالتزام باحترام حقوق المدنيين وغيرهم ممن أصبحوا عزلاً لا حول لهم. أما أولئك الذين ينتهكون هذا الالتزام، مهما كان الطرف الذي ينتمون إليه، فينبغي حملهم على الكف عن ذلك، كما ينبغي محاسبتهم".
وأوردت منظمة العفو الدولية في تقريرها تصريحاً لوزير في الحكومة العراقية، أدلى به في إبريل/نيسان 2005، وقال فيه إن ستة آلاف مدني قد قُتلوا كما أُصيب 16 ألفاً في هجمات شنتها الجماعات المسلحة خلال فترة 24 شهراً حتى مارس/آذار 2005.
وتعتقد منظمة العفو الدولية أنه من المستحيل إحصاء العدد الحقيقي للضحايا في صفوف المدنيين بأي قدر من الثقة بسبب تواتر الهجمات وخطورتها.
ويفصل التقرير الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة خلال العامين السابقين في العراق كالأتي:
· الهجمات المباشرة على المدنيين بقصد إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف المدنيين؛
· الهجمات العشوائية دون تمييز التي تسفر عن سقوط قتلى من المدنيين، بما في ذلك الأطفال والكهول؛
· استهداف مقار الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وغيرهما من المنظمات الإنسانية؛
· اختطاف الرهائن، واحتجازهم، وتعذيبهم وقتلهم؛
· الاعتداءات على النساء والفتيات، بما في ذلك الاعتداءات العشوائية أو المباشرة على النشيطات؛
· قتل الأسرى من أفراد الشرطة والجيش، حيث قُبض على عشرات منهم وجُردوا من أسلحتهم ثم أُردوا بالرصاص بعدما أصبحوا عزلاً لا حول لهم.
وحث التقرير الجماعات المسلحة على الكف فوراً عن شن أية هجمات على المدنيين، وكذلك الكف عن جميع الانتهاكات الأخرى. ويتعين على الجماعات المسلحة، شأنها شأن الأطراف الأخرى في الصراع الدائر في العراق، أن تلتزم التزاماً صارماً بالقانون الدولي في جميع أعمالها، وأن تظل خاضعةً للمحاسبة عن أفعالها".
كما أهابت منظمة العفو الدولية بالزعماء الدينيين البارزين وبغيرهم من الشخصيات ذات النفوذ في العراق وخارجه أن يجاهروا بشجب هذه الأفعال التي لا يمكن الدفاع عنها، وأن يوضحوا بجلاء أنه لا يمكن لأية ظروف على الإطلاق أن تجيز أو تبرر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
واختتمت المنظمة قائلة "إن منظمة العفو الدولية تأمل بإخلاص أن يتمكن هؤلاء الزعماء، من خلال مجاهرتهم بهذا الموقف علناً أو التعبير عنه بوسائل أخرى، من تغيير الصورة القاتمة. أما إذا أخفقت مساعيهم ومساعي المنظمة، فسوف يكون المدنيون العراقيون أولاً وأخيراً هم الذين يتكبدون الثمن المروِّع لتلك الأفعال".