هل أنت وزير للدفاع ..استراتيجية هدر الطاقة..افتتاحية الحوزة الناطفة

هل أنت وزير للدفاع
استراتيجية هدر الطاقة
افتتاحية الحوزة الناطفة

من النظرة الاولى التي رأيت فيها وزير الدفاع الجديد وانا اعرف انه ليس من الذين يريدون ان يبغونها عوجا... ونظرتي الاولى لم تخدعني ابدا الا ما شاء الله .. وانا على وفقها بنيت الكثير وهدمت الكثير...
وليس هذا الاعتراف في سياق المجاملة او الحاجة.. فلست محتاجا هذه الايام الى دبابة او مدرعة او رتبة عسكرية.... ولكنها الحقيقة التي اتبناها ..
وإذا كان الرجل كذلك... فاني لن استطيع دفع نفسي عن سؤال اختنقت به وتردد في زوايا ذهني ولن استطيع له دفعا..
هل انت وزير للدفاع حقاًً....
وإن كان الامر كذلك … فاستمع مني لبضع خواطر ثم أحكم... كل تكوين على الارض وفي الكون يركز طاقاته ليلبي احتياجاته ، لا يخالف في ذلك الا المخربين او المجانين... والجيش العراقي ـ والذي لا زال معظم افراده مصرّين على تسمية انفسهم بالحرس الوطني مذكرينا بالحرس القومي او الحرس الجمهوري او الحرس الوطني الامريكي ـ من اكثر التكوينات التي هي في حاجة الان الى تركيز الطاقة لتحقيق الهدف.
لا اعتقد يا ايها الوزير انك تختلف معي في هذه النقطة قط .. اليس كذلك..
اذاً ماذا يفعل لواء كامل عندما يحاصر قطاعا في مدينة الصدر -الاكثرهدوءا في بغداد كلها- ويطوقه لثلاث ساعات مع اطلاق النار على المارة والصراخ العنيف والشتائم البذيئة على كل من اخرج رأسه من الباب يريد ان يعرف سبب هذه الجلبة التي يسمعها.
ودعنا ننقح المناط كما يقول اهل الحوزة.
افترض ان مجموعة من الجواسيس قد قدمت لائحة بارهابيين مفترضين !! وتضم القائمة ما لايقل عن عشرين مطلوبا (والافما من معنى لان يأتي لواء كامل من اجل ثلاثة او اربعة مطلوبين) .
لكننا شهدنا انسحاب لواء (العربيد) الظافر!!!! دون ان يقبض على نملة، لكنه روّع الاهالي وحطّم ابواب العديد من دور الفقراء التي يعج بها هذا القطاع واخوته من قطاعات هذه المدينة الشجاعة.
واذا عرف سيادتكم ان اخراج لواء في واجب لمدة ثلاث ساعات يكلف ميزانية العراق اكثر من مليوني دينار عراقي … فهل يمكنك الان اجابتي عن الاسئلة التالية:..
هل هذه الكفاءة المتوقعة من لواء يخرج في مهمة فلا يحققها بعد ان كلف العراق كل هذا النزف الاقتصادي (طبعا هذا بعد افتراض ان اللواء جاء للقبض على ارهابيين مفخخيين للسيارات وحاملين للاحزمة الناسفة.).. لكني واياك نعرف ان لا ارهابيين في هذه المدينة ولا احزمة ناسفة ولا سيارات مفخخة وانه لم تنقصه الكفاءة ليقبض على احد بل لانه لم يكن هناك احدا ليقبض عليه...!!
والان خلصنا الى ما نريد قوله لك ..
من الذي امر بتحريك لواء كامل على حي من احياء تلك المدينة الفقيرة الشجاعة والمسالمة ..!!
ولمصلحة من تم هدر مليوني دينار وثلا ث ساعات كافية لتحقيق انتصارات مهمة مع كل جيوش العالم.. .. في حين ان قلب مراكز التطوع مخترق؛ ففجر مرتين، وقواتكم عاجزة عن حماية سفراء الدول التي تقيم معكم علاقات دبلوماسية ، ففي نفس اليوم الذي طوق فيه (العربيد) المدينة كان السفير الجزائري يقبع في صندوق سيارة خطفته من قلب العاصمة وانتم لا تعلمون...
لا يمكن وصف قيادة اركانكم بالغباء حتى ترسل العربيد المناسب الى المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ..
لكني اظن ان جهات او سلطات تسيطر على وزارة الدفاع او نافذة فيه تمارس سياسة ضغط وابتزاز على من تريده ان يرضخ لابتزازها ويجلس معها على طاولة واحدة لتحقق نصرا سياسيا بعد ان هزمت عسكرياً، في حين ان من محرمات الشريعة عندنا الجلوس على مائدة فيها الخمر .... فكيف بك لو كان انجس من ذلك..
سيادة الوزير لست ساذجا.. لاني اظنك من اذكى وزراء هذه الحكومة .. ولست شريرا لتحرّض على مواطنيك واخوتك الآمنين.. ولست عميلا لتهدر طاقة الجيش (الذي لا زال يسمي نفسه حرسا) فيما لا ينفع بل يضر... لذا لا اتصور ان يكون مثل هذا الهدر المتحرك قد مر من تحت ناظريك دون ان تلتفت لخطورته … لذا ـ وهي نتيجة لا مفر منها ـ استطيع الزعم ان ما حصل ، وما قد يحصل مشابها له ، قد حصل بغير علمك او انك قد وافقت عليه مكرها ..
لذا فهل يحق لي ـ وإن عتبت ـ ان أسال:
هل انت حقا وزير للدفاع ...
أو هل انت وزير للدفاع حقا!!

http://momehhidonne.temp.powweb.com/.../aftita7ia.htm