الفتنة المذهبية آتية..رسالة مفتوحة إلى السيد فضل الله....................سعد محيو...
[align=center]
الفتنة المذهبية آتية
رسالة مفتوحة إلى السيد فضل الله..............سعد محيو [/align]
سماحة العلامة السّيد محمد حسين فضل الله المحترم
تحية طيبة
نعرف أنكم تعاطيتم بكثير من الترفّع الحضاري والحكمة العقلانية مع التهديد التكفيري الذي تلقيتموه من منظمة تدعّي الاسلام وتتمسح بالسنّة. ونعرف أيضاً أنكم أجريتم بعدها أوسع الاتصالات لوأد مشروع الفتنة الذي أراده هذا التهديد في مهده.
لكن هذا يا فضيلة السيّد غير كاف. فسواء كانت هذه المنظمة وهمية أم لا، فإن تحركها على هذا النحو المفاجىء في “بلاد الشام” تحت اسم “جند الشام”، يعني شيئاً واحداً: ثمة قوى إقليمية ودولية قوية تعمل على دمج الدين بالاستخبار، ودنيا السلام الأهلي بآخرة الحروب الاهلية في العالم الإسلامي.
وإذا ما كان هذا الافتراض صحيحاً (والأرجح أنه كذلك)، فإنه يتطلب ما هو أكثر من الترفع وأهم من الحكمة. يتطلب إطلاق مبادرة تاريخية كبرى في كل العالم الاسلامي لمواجهة “الفوضى البناءة” في دوله ب”نظام بناء” حضاري جديد، ولإبرام ميثاق شرف بين كل القوى السياسية الفكرية الاسلامية الفاعلة بالتصدي لمحاولات تفجير الحروب المذهبية والطائفية.
مثل هذه المبادرة لن تنطلق من فراغ. فمنذ عهد جمال عبد الناصر، ثمة حوار رفيع المستوى بين الازهر وبين العديد من المراجع الشيعية، أسفر في بداياته الأولى عن اعتراف الازهر بالشيعة كمذهب خامس في الاسلام. كما ان للمجلس الشيعي الاعلى في لبنان بعض الصولات والكثير من الجولات في القاهرة على هذا الصعيد.
هذه نقطة بداية جيدة يمكن البناء عليها لعقد قمة عاجلة بينكم وبين شيخ الازهر، تنبثق منها الدعوة لتحضير مؤتمر إسلامي عام على جدول أعماله بند وحيد: وحدة الأمة والسلام الأهلي.
سماحة السيد
مياه كثيرة بدأت تتسرب من تحت أرجل المنطقة، خاصة في الهلال الخصيب. وما لم توضع سدود سريعة، ستتحول هذه المياه إلى السيل الجارف الذي تريده وتسعى إليه القوى الاقليمية والدولية التي تعرفون.
لطالما ركزتم في كتبكم العديدة وأحاديثكم وخطبكم على عوامل القوة وموازين القوى والفضاء الاستراتيجي الذي يجب أن تتحرك في إطاره الأمة. الآن جاء وقت الانتقال من التركيز اللغوي إلى الممارسة العملية. الآن جاء وقت العمل من أجل التأثير في موازين القوى الجديدة التي بدأت تتشكّل لمنعها من التحول إلى “تسونامي” يجتاح كل أسس البيت الاسلامي بمنازله الكثيرة.
باختصار يا سماحة العلاّمة: ثمة دور تاريخي يبحث عن شخصية تاريخية. وهذه مهمة أنتم قادرون على إطلاق ديناميتها، وتزييت عجلاتها، وتوفير سبل التفتح أمامها.
فهل تفعلون؟
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=189275