آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .... الفدرالية: تمزيق للعراق
آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .... الفدرالية: تمزيق للعراق
ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الثانية :
العراق: موطن المجازر المتنقّلة:
أما العراق، فقد أُريد لـه أن يكون مشهداً دموياً مستمراً أمام المنطقة كلها، ليُهدر دمه في كل الاتجاهات، ولتنتهك فيه الحرمات، وتستباح فيه الأنفس لحساب الاحتلال، الذي يسعى إلى مصادرة العراق، والذي يسرق، من خلال شركاته وعملائه ومسؤوليه، ثروته بأكثر من مشروع وهمي ولعبة اقتصادية، هذا إضافةً إلى الجماعات التكفيرية التي تدمن قتل المدنيين من المسلمين، ولا تفرّق بين شيخ وعجوز وطفل وموقع مدني وآخر غير مدني، حتى أضحى العراق موطن المجازر اليومية المتنقّلة، ولن تكون مجزرة بغداد الأخيرة هي آخر المطاف، لأن الذين يمتصون دماء الأبرياء، لا يزالون في حالة ظمأ حاقد محرق لهذا الشراب.
لقد ذكرت إحدى الصحف البريطانية أن مشرحة بغداد استقبلت خلال شهر تموز الفائت 1100 جثة، كما أن المستشفيات استقبلت آلاف الجرحى، وهو الرقم الذي يتكرر تقريباً كل شهر، وليس هناك في العالم من يصرخ في وجه الاحتلال ليقول لـه: إنك المسؤول عن كل أنهار الدماء هذه.
الفدرالية: تمزيق للعراق:
إننا في الوقت الذي يستعدُّ العراقيون لكتابة الدستور، نريد لهم أن يبقى هذا البلد الإسلامي إسلامياً في دستوره وعنوانه، لأن ذلك هو الذي يصل حاضر العراق بماضيه كقاعدة تاريخية للعالم الإسلامي كلّه، وكمنطلق لمستقبل الإسلام. كما نريده منفتحاً على وحدته التاريخية، التي إذا أُريد لها أن تمنح بعض التوازن في ممارسة كل منطقة لأوضاعها وحقوقها، فإن عليها أن تأخذ باللامركزية الإدارية مع بعض التوسعة في هذا المشروع، لأننا نخشى من أن تؤدي الفدرالية التي يتحدث بعض الداعين إليها عن تقرير المصير بالانفصال المستقبلي، إلى تمزيق العراق إلى دويلات عرقية وطائفية لا تملك أيّة قوة في أي موقع من مواقعها.
كما نريد للعراقيين، ولا سيما السنّة والشيعة، أن يلجأوا إلى الحوار الإسلامي الموضوعي العقلاني، ليجدوا أساس الوحدة التي تحفظ للجميع حقوقهم، بعيداً عن حركة اللعبة الدولية التي تدير الصراع لمصالحها لا لمصالح الشعب العراقي، وندعو الجميع إلى الدفاع عن بعضهم البعض، لأنه لن يربح أحد من كلِّ هذه المجازر التي قد تلبس لبوساً طائفياً، إلا الاحتلال وربيبته الصهيونية.
http://bayynat.org/www/arabic/Khotbat/kh19082005.htm