الخفاجي معلقا على المبادرة الاماراتية - نجاح محمد علي
في لقائه مع قناة ابو ظبي الفضائية
الخفاجي معلقا على المبادرة الاماراتية :
مطالبة الشيخ زايد بتنحي صدام عن السلطة
مشروع انقاذ حقيقي للعراق والمنطقة
رفض المبادرة عرض الامن القومي لخطر حقيقي واغلب الزعماء العرب اضاعوا فرصتهم التاريخية الوحيدة لنصرة الشعب العراقي
اتصلت " قناة ابو ظبي الفضائية" بالاستاذ ازهر الخفاجي ممثل الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق في مكتبه في العاصمة الاميركية واشنطن , وسالته عن راي الجبهة بمبادرة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد ال نهيان , بشان مطالبة الرئيس العراقي صدام حسين بالتنحي عن السلطة , فاجاب قائلا :
منذ اجتماعات وزراء الخارجية العرب , للتحضير لقمة شرم الشيخ , كنا نتابع باهتمام , الانباء التي ترشحت عن امكانية طرح مبادرة تطالب صدام حسين بالتنحي عن السلطة , كسبيل وحيد يمكن ان ينزع فتيل الحرب , ويسحب الذرائع لاندلاعها , كما كنا نتابع الاجواء الاعلامية والدبلوماسية التي هيأ لها النظام وبالتعاون مع بعض الاطراف وفي مقدمتها , الجامعة العربية , لمنع طرح مثل هذه المبادرة , والتي كانت بحق تشكل الطابع العام لقمة شرم الشيخ , ولكن دولة الامارات فاجأت الجميع , واذا بها تطرح هذه المبادرة وبقوة في القمة العربية , واذا برئيس دولة الامارات المتحدة , يقدم لهذه القمة من خلال وفد بلاده المشارك فيها , مبادرة شجاعة وجريئة لم يعتد الحكام العرب على سماعها من قبل , وخالفت بحق كل نهج البروتوكل العربي الرسمي الذي اعتادت القمم العربية على الاقتداء والالتزام به , ليعلن وبكل صراحة انه لاخيار ولاحل لمنع وقوع الحرب الا بتنحي صدام حسين عن الحكم .
ولكن وللاسف الشديد , فوت اغلب الزعماء العرب " على انفسهم الفرصة التاريخية الوحيدة التي هيأتها مبادرة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد , لنصرة الشعب العراقي , واعتبرممثل الجبهة, صدور تصريحات من البحرين والكويت والسعودية بتاييد المبادرة في وقت لاحق ,بانه يضاعف من مسؤولية بقية الحكام العرب لاعادة النظر في موقفهم السلبي من المبادرة الاماراتية .
وحول رايه بتبرير القمة عدم مناقشتها للمبادرة بانها " سابقة خطيرة " قال الخفاجي :
ان وصف بعض المشاركين في القمة , المبادرة , بانها " سابقة خطيرة " انما هو تبرير غير منطقي , من شانه ان يعرض الشعب العراقي لحرب مدمرة مروعة , تجر على العراق والمنطقة فواتير سياسية واقتصادية واجتماعية باهضة , غيرقابلة للحصر والتحديد , وكان تصريح وزير الاعلام في دولة الامارات الشيخ عبد الله بن زايد , غاية في الجرأة والصدق في الرد على هذا التبرير الواهي لبعض وفود القمة اذ اشار الى ان " السابقة الخطيرة ليس في طرح هذه المبادرة , بل في النظام العراقي الذي جلب من الويلات على العالم العربي وعلى العراق وعلى جيرانه مالم يجلبه اي قائد عربي " .
واضاف ممثل الجبهة :
حقا ان مبادرة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان , هيأت فرصة تاريخية لقمة شرم الشيخ من اجل ان لاتكون نسخة مكررة للقمم السابقة , وهيأت لهذه القمة ان تقوم باعبائها ومسؤولياتها تجاه الشعب العراقي الممتحن والمبتلى باشرس ديكتاتورية عرفها التاريخ الحديث , وهيأت هذه المبادرة ايضا الفرصة لزعماء القمة الى ان يضطلعوا بمسؤولياتهم التاريخية للحفاظ على الامن القومي وعلى مصلحة الشعب العراقي ويدفعوا عنه نذر حرب مدمرة لاترحم , ليس فيها الا لغة الموت والدمار , ولكنهم وللاسف الشديد , فضلوا مراعاة مراسيم البروتوكل العربي الرسمي الكاذب , الذي لم يصطف الى جانب معاناة الشعوب العربية , وفضلوا مراعاة خواطر حكام العراق واشباع غرورهم , وفاتهم ان الشعب العراقي لن ينسى لهم هذا الخذلان الذي تعود عليه منهم في العقود الماضية حتى في وقت بات فيه نظام صدام حسين محتضرا متداعيا , لاينتظر سقوطه وفنائه الا اسابيع معدودة على ابعد الاحتمالات .
واكد الخفاجي على ان الزعماء العرب سيتذكرون هذه المبادرة الجريئة والنادرة وهي الاولى من نوعها في العمل السياسي العربي, ولكن للاسف سيتذكرونها كما قال وزير الاعلام الشيخ عبد الله بن زايد " بعد ان يستباح العراق وبعد ان تدخل القوات الامريكية للعراق وبعد ان نري حاكما امريكيا في العراق".
وحول رد فعل النظام العراقي على المبادرة والذي جاء على لسان وزير خارجيته قال ممثل الجبهة :
اننا لانستغرب صدور عبارات مستقاة من قاموس حزب البعث الحاكم في العراق , والتي دهش لها المراقبون والصحفيون , عندما اخذ ناجي صبري الحديثي وزير خارجية نظام صدام , يكررها ليطعن في مبادرة الشيخ زايد , حيث راعه طرح هذه المبادرة فنزع وجهه الدبلوماسي وامتشق لسانه الحقيقي الذي هو لسان حال النظام مع شعبه ومع جيرانه ومع اية دولة لاتوافقه الراي وتختلف معه في المنهج والسلوك, فساق عبارات تتصف بسوء الادب ولايحفظها ولايكررها الا المتعودون على البذاء والفحش وحرص على توجيهها لوزير الاعلام الامارتي الشاب الشيخ عبد الله بن زايد , الذي كان في تصريحاته الجريئة والشجاعة والتي تتسم بالمسؤولية في ادانته لصدام شخصيا وتحميله مسؤولية الكوارث التي سببها لشعبه وللمنطقة , انما يتحدث بحكمة الكبار, وبدلالة على تراكم التجربة , وكان يعبربحق عن معاناة الشعب العراقي ويفرغ بصدق عن تعاطف دولة الامارات رئيسا وحكومة وشعبا تجاه هذا الشعب .
واضاف :
ان هذه المبادرة الشجاعة والجريئة حاولت ان تهيئ الفرصة لمشروع انقاذ عربي موحد , يؤمن تحقيق مكاسب السلم والاستقرار ويدرأ عن العراقيين ووطنهم وعن المنطقة , مخاطر حرب ضروس لاترحم , بثمن بخس وهو الطلب من صدام بالتنحي عن السلطة وترك العراق للعراقيين, ولكن ابى اكثر الزعماء العرب , انتهاز هذه الفرصة التاريخية التي خجلوا وخافوا ان يتحملوا اثار غضب نظام صدام واجهزته الدبلوماسية والاعلامية وحتى الامنية , ولكن تحملها رئيس الامارات الشيخ زايد بشجاعة ووفر عليهم عبء " تعليـق الجرس " , وكلهم كانوا يتهامسون مع وفد الامارات ومع بعضهم البعض بضرورة ان يرحل صدام ويتنحى عن الحكم ويترك العراق للعراقيين , ولكن وللاسف لم تسعفهم الشجاعة للاعلان صراحة عن تاييد مبادرة دولة الامارات . وتلفعوا بعباءة مايسمى " بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية " للتهرب من المسؤولية واتخاذ القرار المناسب والشجاع في الوقوف الى جانب الشعب العراقي , وهم يعلمون جيدا ان الازمة الحالية لاتخص العراق وشعبه فقط وانما كل الامة وشعوبها.
وردا على سؤال بشان طريقة تعامل الجامعة العربية وامينها العام مع مبادرة دولة الامارات قال الخفاجي:
لقد بدا واضحا وجليا من خلال تصريحات امين عام الجامعة العربية عمرو موسى , ان الجامعة سخرت . كما هو شانها دائما , لخدمة النظام الرسمي العربي وتجاهلها للاخطار المحدقة بامن وسلامة الشعب العراقي وسيادته , اذ وضح انه مازال مصطفا الى جانب نظام صدام , بل ذهب الى ابعد من رفض مناقشة المبادرة , فعمل ضدها واطلق اكثر من تصريح صحفي , للتقليل من شانها , متناسيا ان هذا الرفض للمبادرة , ستتحول في القريب العاجل الى تهالك لتحقيقها ولكن بعد فوات الاوان , اي بعدما تبدأ الحرب ويرفع صدام الراية البيضاء باحثا عن النجاة بنفسه , وعندها سيكون عمرو موسى وغيره من هم على غراره , من الساعين لتامين سلامة صديقه الحميم صدام واعوانه والبحث عن الوسائل الدبلوماسية للحصول على لجوء سياسي لاركان هذا النظام المتهاوي .
وفي ختام تصريحاته لقناة ابو ظبي قال الاستاذ ازهر الخفاجي ممثل الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق :
اننا اذ نكبر في الشيخ زايد ال نهيان , روح المسؤولية وشجاعة الموقف التاريخي , ودفاعه عن مظلومية الشعب العراقي من خلال تشخيصه الدقيق لاصل البلاء والمحن التي تعصف بالعراق والمنطقه منذ اكثر من ثلاثة عقود , نتمنى على بقية الزعماء العرب , الاسراع في اعادة النظر بموقفهم السلبي من المبادرة قبل فوات الاوان وحلول الكارثة , خاصة وان البحرين والكويت والسعودية اعلنت تاييدها للمبادرة.