بصمت يثبت فكر محمد باقر الصدر قوته من جديد
بصمت يثبت فكر محمد باقر الصدر قوته من جديد
"وهذا الارتباط المنطقي بين مناهج الاستدلال العلمي، والمنهج الذي يتخذه الاستدلال على إثبات الصانع بمظاهر الحكمة، قد يكون
هو السبب لذي أدى بالقرآن الكريم إلى التركيز على هذا الاستدلال من بين ألوان الاستدلال المتنوعة على إثبات الصانع، تأكيداً للطابع التجريبي الإستقرائي للدليل على إثبات الصانع. فإن القرآن بوصفه الصيغة الخاتمة لأديان السماء، قد قُدِّرَ له أن يبدأ بممارسة دوره الديني مع تطلع الإنسان نحو العلم، وأن يتعامل مع البشرية التي أخذت تبني معرفتها على أساس العلم والتجربة، وتحدد بهذه المعرفة موقفها في كل المجالات، فكان من الطبيعي على هذا الأساس أن يتجه القرآن الكريم إلى دليل القصد والحكمة -بوصفه الدليل الذي يمثل المنهج الحقيقي للاستدلال العلمي، ويقوم على نفس أسسه المنطقية – ويفضله على سائر الصيغ الفلسفية للاستدلال على وجود الله تعالى. هذا بالإضافة إلى أن الدليل التجريبي على وجود الله –الذي يضع هذا الكتاب أساسه المنطقي –أقرب إلى الفهم البشري العام، وأقدر على ملأ وجدان الإنسان –أي إنسان- وعقله بالإيمان، من البراهين الفلسفية ذات الصيغ النظرية المجردة التي يقتصر معظم تأثيرها على عقول الفلاسفة وأفكارهم ".
السيد الشهيد محمد باقر الصدر – الأسس المنطقية للإستقراء
مقالات متعددة نشرتها جريدة نيويرك تايمز تتعلق بتحول رصدته في أسلوب تعاطي العلماء الأميركان مع مسألة أثارت جدلاً كبيراً وشغلت الأوساط العلمية الأميركية. الأوساط العلمية التي تتعامل مع العلوم الطبيعية على وجه الدقة، مسألة إيمان العلماء بالله. تتحدث المقالة الأخيرة من سلسلة مقالات تتعلق بموضوع يتركز على الله والعلم عن موضوع كان يعتبر من المحرمات في الأوساط العلمية والأكاديمية، مسألة إيمان العلماء بالله، وخروج الكثيرين من صمتهم وإعلانهم صراحة أنهم يؤمنون بالله نتيجة النتائج العلمية والبراهين التي يكتشفونها في مختبراتهم أو عن طريق إكتشافهم للطبيعة. وتقول المقالة التي كتبتها كورنيلا دين أنه على الرغم من وجود تيار قوي يفصل بين الدين والإيمان بالله وبين القيم العلمية المجردة، إلا أن التحدي الذي باتت تواجهه الكثير من القضايا العلمية المطروحة على بساط البحث من قبل الدين، وخاصة في مجالات نظرية التطور، والأيدز، وبحوث الإستنساخ وقضايا أخلاقية أخرى باتت تترك تأثيرها بشكل أوضح على العلماء والباحثين في مجالات البحث العلمي، وبدأ الكثيرون منهم يتحدث علانية عن إيمانه بقوة غيبية عظمى تحكم الكون، وعلى وجه الخصوص الإيمان بالله.
يقول فرانسيس كولينس مدير المعهد الوطني الأميركي لبحوث الجينوم البشري "لقد كان الإيمان بالله إلى موضوع يحرم التحدث به في الدوائر العلمية" ، وهو يتحدث بصراحة عن غيمانه بالله وعقيدته الدينية المسيحية.
يقول المقال أن رغم إيمان الكثيرين من العلماء بالدين وبالله إلا أنهم يتبنون الفهم التقليدي للعلم والذي ساد خلال قرون، ألا و هو ملاحظة االطبيعة للحصول على فهم أو توضيح لما حدث في الطبيعة، ويوضح هؤلاء العلماء أن الأفكار العلمية قابلة للإثبات عن طريق التجربة والملاحظة. هذه العقيدة العلمية تجعلهم على طرف نقيض مع أولئك الذين يجعلون مفهوم الخلق أو المفهوم الملامس له، بما يسمى التصميم الذكي، ويعتمد هذان المفهومان على أن قوة خارقة للطبيعة هي التي خلقت هذا الكون.
يضيف المقال أن مجاهرة هؤلاء العلماء بعقيدتهم الدينية علناً أصبحت تمثل تحدياً للعلماء الذين يعتبرون الإعتقاد الديني مجرد سحر وشعوذة. وتمثل عقيدة هؤلاء العلماء الدينية أيضاً تحجياً للتقليد الذي سيطر على امحافل العلمية ومراكز البحوث العلمية من أن العلم هو مؤسسة لا إلهية، ويسود إعتقاد أن العلماء ما هم إلا نخبة من العلمانيين يقفون في مواجهة الأتقياء. ويقول الكثير من العلماء ببساطة أن العلم والدين يعيشان في عالمين لا يلتقيان. يقول عالم الأحياء المتخصص بالتطور الدكتور ستيفن جولد في كتابه "صخور الأزمنة" "العلم يناقش في مكونات الكون (حقائق) ، وفي لماذا يعمل بهذه الطريقة (نظرية)، بينما يتعامل الدين مع المعنى المطلق والقيم الأخلاقية".
عندما عقدت ندوة في الجمعية الأميركية للتقدم العلمي لمناقشة هذه الأفكار، تحشد جمع غفير من العلماء ليطرحوا آراءهم بهذا الأمر. وقد إعترض بعضهم على هذه الفكرة لأنهم يعتقدون أن القيم الأخلاقية للعلماء تؤثر على طريقة عملهم بشكل مباشر، كما أشار آخرون إلى أن لبحوثهم وأعمالهم التخصصية العلمية تبعات أخلاقية في العالم. وقد ذكر أحد العلماء وهو يقوم حالياً بكتابة كتاب عن العقيدة الدينية، أن العلماء لا يجب عليهم أن يفصلوا بين عقائدهم الدينية وبين النظريات العلمية. ويضيف الدكتور كولينس " لا أجد أن هذا أمر مرض أو حتى ضروري"، كما اشار أنه لاحظ أن أغلب العلماء كانوا معتقدين دينياً، وقد كتب إسحاق نيوتن عن الإنجيل أكثر مما كتبه عن قوانين الطبيعة. لكن كولينس يعترف ببعض نقاط القوة في نظرية داروين للتطور.
الدكتور كولينس لم يكن معتقداً دينياً حتى سن السابعة والعشرين، ويقول عن نفسه أنه كان ملحداً. لكنه يقول عن نفسه أن كل ذلك تغير عندما حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء وكان يعمل كي يحصل على درجة جامعية في الطب. يقول أنه كان واحداً من بين آخرين كانوا يحاولون علاج إمرأة كانت تحتضر بسبب مرض في القلب، "لقد كانت قوية في إيمانها، لقد صدمتني عندما قالت لي لماذا لا تؤمن؟" ، يقول كولينس لقد أصبت بحالة من الذهول، لست متأكداً. لكنه بدأ بعدها يعيد قراءة نفسه من جديد، محاولاً إكتشافها. وقد وجد أخيراً قناعته من خلال كتاب ديني كان يناقش في موضوع الخير والشر، وكان الكتاب يقول أن التمييز بين الخير والشر عند البشر هو شيئ كوني، غير نسبي، أشبه ما يكون بقانون أخلاقي، لم يصنعه البشر، هذا الشعور الكوني بالخير والشر هو دليل على وجود الله. يضيف كولينس أنه إكتشف أن الذي كان يذكره الكتاب كان هو نفسه الذي يفكر به.
هنالك نتائج إستطلاع للرأي أجرته صحيفة Nature بين علماء الأحياء والطب، والرياضيات ونشرته عام 1997 أن ما يقارب 40 في المائة من هؤلاء العلماء يؤمنون بالله، وكانت النتيجة كالتالي "إنهم يؤمنون برب يصلون من أجله أملاً منهم للحصول على إجابة". لكن هنالك إعتراضات على نتائج هذا الإستطلاع، إذ يقول أحد أعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم، إن 10 في المائة من العلماء في الأكاديمية يؤمنون بالله. كما يضيف عالم الفيزياء ستيفن وانبرغ "إن أهم مساهمة تاريخية قام بها العلم هو تقليص دور الدين في الحياة، وهذا شيئ جيد".
الآراء تتضارب طبعاًُ بين من يتعصبون للفكر العلمي التقليدي الذي يفصل بين الدين والإيمان وبين من يأخذون الإيمان كطريق يفهمون من خلاله العلم. لكن الدكتور كولينس يقول بأن العلماء يحاولون تجنب الإجابة على هذه التساؤلات، أنك لن تفهم كيف تكون إنساناً من خلال ملاحظة الظواهر الطبيعية، كما انك لن تفهم لماذا وجدت في هذا الكون وما هو معنى وجودك فيه. العلم لا يمتلك القدرة على الإجابة على هذا التساؤلات".
المقالة تشير طبعاً إلى حدة النقاش في هذا الشأن على أعلى المستويات الأكاديمية، وبروزه إلى العلن في تلك الأوساط، وفي منطقة يمكن أن يقال عنها أنها موطن الفكر التجريبي والمادي. هذا النقاش يثبت بلا أدنى شك أن فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر الإنساني-الإسلامي يثبت وبصمت جدارة ووضوحاً وقوة وعالمية في مواقع تجربة الفكر البشري سواء على مستوى الإقتصاد أو على مستوى الفكر والعقيدة.
Scientists Speak Up on Mix of God and Science
By CORNELIA DEAN
لقراءة المقالة بالنص الإنجليزي
http://www.nytimes.com/2005/08/23/na...gewanted=print
http://graphics8.nytimes.com/images/...gn.graphic.gif
رسم توضيحي نشرته الصحيفة على موقعها على الإنترت كتكملة للموضوع ، الفكرة يمكن إختصارها بأن الخلية أكثر تعقيداً من نحت جبل رشمور. هل يمكننا أن نصدق أحداً يقول بأن نحت جبل نشمور حصل صدفة بفعل عوامل الطبيعة.