كلمة رئيس الوزراء السيد ابراهيم الجعفري عقب حادثة الكاظمية
[align=center]كلمة رئيس الوزراء السيد ابراهيم الجعفري عقب حادثة الكاظمية[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
(الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا الله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون)
في رحاب ذكرى استشهاد سابع ائمة اهل البيت الامام موسى الكاظم صلوات الله وسلامه عليهما، امام الهدى وامام العلم والزهد والصبر والمحبة. في رحاب هذه الذكرى فوجعنا بنبأ استشهاد عددا كبيرا من ابنائنا وبناتنا وهم يحيون الشعائر ليؤكدوا هويتهم الايمانية انطلاقا من قول الله تبارك وتعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).
نحن في مثل هذه المناسبة وفي الوقت الذي نتلقى خبر هذا القدر الذي شاءته مشيئة الله تبارك وتعالى بالحمد الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه، بمثل هذه المناسبة نوجه لكل ابناء شعبنا ولذوي الشهداء دعائنا وندائنا ان يتحلوا بالصبر والمثابرة وان يتحلوا بحالة من اليقظة لمواصلة المسيرة لكل العراقيين من دون استثناء.
اوجه ندائي لابناء الاسلام كافة لاتباع رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ، لاتباع علي، ولاتباع عمر، ولاتباع المسيح، ولاتباع كافة الديانات انهم يجعلوا هم العراق هماً حاكما على كل الهموم الاخرى وانهم يفكروا بحجم العراق كله من اجل وحدة المسيرة ومن اجل تحقيق المصالح العليا للبلد، الشعب الذي بدأ مسيرته بالانجاز الكبير الذي تحقق في الثلاثين من الشهر الاول من هذا العام وواصل مسيرته محطة بعد اخرى وقطع طريقه شوطا بعد اخر لابد من الحفاظ على وحدة شعبنا ولابد من الحفاظ على هذا التعاطف الرائع الذي يغلق الطريق على اعداء هذا الشعب، لقد وصلتنا اخبار من ان البعض من الاشرار حاولوا ومن خلال قذائف الهاون يسلطوا على بعض الشوارع جم غضبهم على الابرياء الابرار من ابناء شعبنا المؤمنين مما تسبب الى تدافعاً في مناطق اخرى وسبب ومن خلال خلل فنيا في بناء الجسر ان يسقط الكثير من هؤلاء الشهداء، ان مثل هذه المصائب ومثل هذه التحديات لن تزد شعبنا الا المزيد من القوة والمثابرة والاستمرار وانني في الوقت الذي اسجل فيه شكر وتقديري واعجابي لكل ابناء هذا الشعب من انهم رغم كل هذه المسيرة الهائلة التي غطت الشوارع ما تحلوا من انضباط ومعنوية عالية وهم يحيون هذه الشعائر وكذلك اسجل شكري لاجهزة الدولة التي حرصت وما فتئت انها تواصل تقديم الخدمات من اجل تذليل العقبات ومن اجل حفظ الامن على ابناء شعبنا، كما اسجل شكري وتقديري لكافة الاجهزة المرتبطة بالكيانات المختلفة، لهم جميعا كل التقدير والاحترام والشكر من انهم يقفوا الى جانب اجهزة الدول للحفاظ على هذا الشعب، ولا يفوتني كذلك اني اسجل اعجابي بكل الذين ابدوا مشاعرهم ومحبتهم واظهروا انفعالاتهم تعاطفاً مع ابناء الشعب وهو يمر بهذا المصاب الجلل.
ان الشعب العراقي البطل الذي أل على نفسه ان يمضي بهذه المسيرة سيقطع الطريق على كل الذين يحاولوا ان يتلاعبوا ويقفوا في طريقي مسيرته المباركة والمظفرة التي تصر على الوصول الى الاهداف الحقيقية المشروعة. لقد وجهت قبل ايام نداءا قبل هذا النداء الى ابناء شعبنا البطل والحادث المؤلم والمؤسف الذي حصل بالنجف الاشرف وفي هذا الوقت كذلك استنكرت ما تعرض له مكتب اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر استنكرت ذلك وكذلك استنكر كل العمليات التي تستهدف كافة المواقع سواء كانت هذه المواقع مرتبطة بهذا الكيان او ذاك، سواء كانت مرتبطة بالاخوة الصدريين او ابناء بدر او ابناء الحركات الاخرى من دون ان اميز بين احد واحد، كما لا بد لي ان اشير الى الاريحية العالية والاستجابة السريعة الذين تمتعوا به الاخوة المسؤولين، سواء كان المسؤولون في التيار الصدر او مسؤولون في التيار البدري اشكرهم جميعا على هذه الاستجابة وقد برهنوا من انهم على وعي كاف وانهم اكبر من كل جزئية وانهم يتجاوزا كل شئ من اجل تحقيق الاستقرار وحفظ لحمة شعبنا المبارك.
ان شعبنا بكل طيوفه والوانه وبكل خلفياته مصرا ان تبقى كلمته واحد رغم تنوعاته المتعددة وهذا هو سر القوة في هذا الشعب.
بدأ العالم يستمع الى صوت العراق المدوي في كل الارجاء من ان مسيرة هذا الشعب ستخترق كل الحجب الاعلامية وستواصل المسيرة من اجل ان يشهد العالم كله هذه الاغمامة الرائعة من التلوينات المختلفة لابناء الشعب العراقي من انهم مصرون على مواصلة المسير وحفظ وحدة الشعب العراقي وسوف يكون هذا الحدث الجلل ان يكون رافدا جديدا لمزيد من التعاطف ومبرراً قويا وسبباً اضافيا للحفظ على وحدة الصف العراقي وتحقيق الوحدة الاسلامية لان الامام موسى الكاظم عليه السلام ليس رمزا شيعيا وحسب وليس رمزا اسلاميا وحسب وليس رمزا دينيا وحسب انما هو رمزا انسانيا معنيا بكل ابناء البشرية سواء كانت في العراق او في كل مناطق العالم. من وحي هذه الذكرى يواصل شعبنا البطل مسيرته مستلهما مفاهيمه من مفاهيم الامام وأخلاقيته من اخلاقية الامام وثباته من ثبات الامام معززا ومكرما ومشيعا للعدل والانصاف والنأي عن كل طمر من شأنه ان يحدث أي فتنة مرتقبة يحاول ان يخطط لها دعاة الظلم ودعاة الباطل الذين يحكمون على الابرياء بهدر الدم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
