احمد غصيب أثناء دفن زوجته: اي شخص يقول لكم ان اهل الأعظمية ساعدونا كاذب
بغداد (رويترز) - دفن العراقيون يوم الجمعة بعضا من نحو الف شخص قتلوا خلال تدافع محاولين تقبل المأساة فيما فشلت مساعي لتنظيم مسيرة للوحدة لمحاولة التقريب بين الطائفتين.
وكان السنة والشيعة يخططون لتنظيم مسيرة مشتركة في بغداد اظهارا للوحدة في علامة على ان هذه الكارثة قد تصبح حافزا للمصالحة بين اكبر طائفتين دينيتين في العراق.
ولكن رغم توافد اعداد من ابناء الطائفتين على مسجد ام القرى لاداء صلاة الجمعة معا كان السنة يفوقون الشيعة عددا بكثير ورغم دعوات زعماء الجانبين لم تفلح محاولات تنظيم المسيرة.
في الوقت نفسه ذكرت مصادر بالشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت مما اسفر عن مقتل شخص واحد على الاقل في بغداد يوم الجمعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الجسر الذي قتل عليه ما يقرب من الف شخص في التدافع قبل يومين.
و نجم هذا التدافع عن مخاوف من تواجد مفجر انتحاري بين حشد ضخم كان متوجها الى احتفال ديني مما تسبب في اكبر خسائر بشرية في حادث واحد منذ الغزو الامريكي للعراق في مارس اذار عام 2003.
وكان معظم القتلى من النساء والاطفال الذين اختنقوا او سحقوا تحت الاقدام بينما ألقى آلاف الاشخاص أنفسهم من فوق جسر الائمة في مياه نهر دجلة قرب مسجد الكاظمية في شمال بغداد.
وفي مسجد ام القرى الكبير ببغداد اتهم خطيب الجمعة الشيعة بخطف وقتل 36 سنيا بينما قال خطيب احد المساجد في ضاحية مدينة الصدر الفقيرة التي يغلب الشيعة على سكانها في بغداد ان اهمال وعدم كفاءة السلطات هما المسؤولان عن الكارثة.
وقال الخطيب سيد عبد الزهراء السويدي ان الحكومة يجب ان تبذل قصارى جهدها لمعاقبة المهملين واقالة الوزراء الذي يستغلون سلطاتهم لخدمة مصالحهم واحزابهم. كما طالب باستقالة وزيري الدفاع والداخلية.
ويتولى سني منصب وزير الدفاع بينما يتولى منصب وزير الداخلية شيعي ينتمي لجماعة منافسة للحركة التي ينتمي اليها السويدي.
وفي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد استمرت الجنازات اليوم الجمعة رغم ان معظم الضحايا دفنوا يوم الخميس.
ومع مواراة جثامين آلاف الاشخاص الثرى استوعب معظم الناس بهدوء الحجم الهائل للكارثة لكن البعض كان غاضبا وانحى باللائمة على السنة فيما يعكس مستوى التوترات بين الطائفتين.
وانهار احمد غصيب (31 عاما) باكيا لدى انزال جثمان زوجته الى لحد بجوار شقيقته التي قتلت ايضا في التدافع.
وتزوج غصيب منذ عام فقط نادية التي كان عمرها 29 عاما وقال ان تقارير الاحداث على جسر الائمة كاذبة وان متطرفين من الاعظمية التي يقطنها السنة الواقعة على الجهة الاخرى من النهر قبالة الكاظمية هاجموا الشيعة.
وقال "كنا مسافرين معا ولكن عندما اقتربنا من الجسر اصيبت النساء اللائي كن امامنا بمواد كيماوية جاءت من الاعظمية."
واضاف "اي شخص يقول لكم انهم ساعدونا كاذب" طاعنا في روايات قالت ان العرب السنة انقذوا الشيعة الذين كانوا يصارعون الغرق في نهر دجلة.
ووعد رئيس الوزراء باجراء تحقيق قضائي كامل وقلل من اهمية الحديث عن مسؤولية أحد.
وفي البصرة التي تقطنها اغلبية من الشيعة وتقع على بعد 550 كيلومترا جنوب شرقي بغداد تظاهر حشد ضم عدة مئات احتجاجا على الحادث وموت الشيعة ولكن تظاهروا ايضا تأييدا لدستور جديد مقترح للعراق.
وقال رجال دين ان مسلحين في سيارة اطلقوا النار على مصلين عند مسجدين للسنة في البصرة مما ادى الى مقتل شخص واصابة خمسة.
وينص مشروع الدستور الذي اقره البرلمان يوم الاحد الماضي على قيام نظام اتحادي في العراق لكنه لا ينص بوضوح على حصول الشيعة في جنوب العراق الثري بالنفط على قدر كبير من الحكم الذاتي كالذي يتمتع به الاكراد في الشمال.
ويرفض معظم العرب السنة الذين كانوا يسيطرون على مقاليد الامور في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين مشروع الدستور الجديد.
ومن المقرر اجراء استفتاء على مشروع الدستور في 15 اكتوبر تشرين الاول القادم لكن السنة تعهدوا ببذل اقصى الجهد لضمان رفض الدستور في الاستفتاء.
وفي الرمادي التي يغلب السنة على سكانها غربي بغداد شارك عدد من المحتجين في مظاهرة ضد الدستور وتعهدوا بعدم المشاركة في الاستفتاء.
من سيباستيان اليسون
http://ara.today.reuters.com/news/ne...AMPEDE-SG7.XML