غرر بي الأشرار .. و غسلوا مخي ..
أخبروني أن الجهاد.. هو أفضل الأعمال .. بل هو ذروة سنام الإسلام
و أقنعوني بأنه في هذا الزمان أوجب و أفضل لحاجة الأمة إليه لتنهض من كبوتها.. و تستعيد عزتها
و لفرط سذاجتي .. صدقت أن ما نعيشه من ذل هو بسبب ترك الجهاد..
غرر بي هؤلاء الأشرار.. فقالوا إن الإعداد من فروض الأعيان التي لا يتم الجهاد إلا بها ..
صدقتهم .. لسذاجتي و حداثة سني .. خاصة بعد أن نقلوا لي فتاوى العلماء في وجوب الإعداد..
تركت بلادي و سافرت.. فأعددت نفسي لقتال الأعداء..
غفر الله لي ذلك الإعداد.. فلم أكن أعلم حرمته .. و أنه نوع من أنواع الخروج..
اللهم إني أقر بذنبي.. فقد تدربت على كل الأسلحة المتوفرة و المتاحة ..
بما في ذلك المتفجرات و العياذ بالله ..
لا إله إلا الله .. هل يغفر لي ربي تعلمي هذه الأسلحة ؟؟ ..
كنت ساذجا و قالوا لي أن هذا من الإعداد ؟؟ ..
يا رب .. لعل صدق نيتي تشفع لي .. اللهم اغفر لي ..
غرر بي الأشرار .. و غسلوا مخي ..
لبسوا علي ببعض الآيات و الأحاديث ..
يالسذاجتي .. صدقتهم .. سبحان الله .. أين كان عقلي ؟
غرر بي الأشرار ..
فقالوا لا يسعك القعود .. عليك أن تنفر لدفع الصليبيين عن العراق
قالوا ندفعها بما نستطيع .. و نبرأ إلى الله .. و ليتخذ منا شهداء .. و لا نقعد ..
كنت ساذجا ..
كان على العلماء أن يبصروننا بهذا ..
قاتل الله السذاجة .. رميت بنفسي في المحرقة .. غفر الله لي ..
الحمد لله الذي أنجاني و لم أقتل كما قتل بقية السذج ..!!
هل يرضي الله أن ألقي نفسي في نار لظى ؟ ..
يالهم من أشرار .. يحبون الدماء .. و يركضون إلى المحارق ..
يحب أن يراق دم المسلم في سبيله .. ما أجرئهم على الله
غسلوا مخي بأحاديث الجهاد ..
رجعت .. بعد أن أنجاني الله من المحرقة..
اللهم اغفر لي.. كدت أقتل نفسي .. و يذهب دمي هباءاً .. ما أجهلني..
إلى أين وصل بي سوء الظن ..!
غرروا بي .. و غسلوا مخي ..
قالوا لي .. موالاة أمريكا و إعانتها على المسلمين كفر .. قاتل الله الجهل ..
لقد أصبت بداء التكفير و صرت خارجيا
صرت خارجياً شريراً .. أكره الكفار .. و أحب الدماء
ما أجهلني .... فاغفر لي ربي
قال لي الأشرار .. عليك أن تنصر العراقيين على الأمريكان ..
الحمد لله الذي من علي بالهداية .. و أنجاني من المحرقة
اللهم لا تؤاخذني فقد غرر بي الأشرار ..
كذبوا علي .. نعم كذب علي الأشرار ..
و أنقذني برحمتك يا رب من الأشرار ..
فما زالوا .. إلى اليوم ..
يا رب غفرانك ..
