ردا على الارهاب... التلاميذ يستقبلون عامهم الدراسي الجديد/قصة قصيرة
فسحة في الهواء الطلق جواد المنتفجي
قصة قصيرة / اطفال ضد الارهاب
بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد
على شعاع ضوء متراقص يرسله فتيل مشتعل في حجرة واطئة جدارها المقابل للباب الخشبي متشقق من الوسط … رائحة دخان الفتيل تنتشر في فضاء الحجرة الخانق ، لا شيء في الليل غير هدأة الفضاء الصامت ، وثمة أشياء تدور في رأسي الصبيين الممددين على فراشهما الملتصق بالارض الرطبة ، قال الصبي الاكبر لاخيه ..
-ما الذي يحدث ؟ وما الذي يريدونه أولئك الأقزام بعدما انهزموا في المعركة ؟ بالأمس ضربوا محطة توليد الطاقة ، واليوم قطعوا أوصال جسر القرية الخشبي .. يا الهي ما الذي يحدث ؟
رد الأخ الأصغر بشيء من التلجلج ..
-وهل المعبر الخشبي يزعجهم الى هذا الحد ؟
-أنهم لا يريدوننا أن نعبر الى المدرسة .. أنها تجعلهم منزعجين .
-لقد خنقتنا رائحة الفتيل .. الدخان يخنقني .. قراءة .. مطالعة .. دروس أني اختنق !!
-اترك هذا الكلام و دعنا ننام لنصحو مبكرين، فغدا هو اليوم الدراسي الأول .
-مبكرا .. دروس ، أشعر بالضيق ، أنك شاطر في دروسك ، وتحثني كأب يخاف على أبنائه ، لا تنسى أنك تكبرني بسنتين لا أكثر ، لما كل هذا الاهتمام ؟
-أسمع يجب أن نثابر ونجاهد لكي ننجح هذا السنة لنثبت للعالم أننا مخلوقات مولعة بالحلم على تحقيق المستقبل الأفضل ، وهذا ما سمعته من أبي عندما قال لامي البارحة أننا سنبني عرا قنا الجديد بأيدينا عندما ننتهي من التصويت على الدستور .
في الليل التي وصلت الى منتصفها ، اهتزت الحجرة بالصبيين الجاثمين على فراشهما وهما يهمان بإطفاء الفتيل الذي راح يتراقص ضوءه على الجدران .
قال الأخ الأصغر ..
-لا أدري ما الذي يريدونه منا بفعل كل هذا الضجيج... رد الأخ الذي نهض من فراشه .
-أنك لا تعرف أن مثابرتنا تثيرهم ، وتبعث في نفوسهم حقدا دفينا لأنهم لم يستطيعون تحقيق ذلك يوم كان زمام الأمور بأيديهم .
-سمعت من أبي أنهم شبه بالقراصنة ، ماذا يعني بالقراصنة ؟
-قاطعوا الطريق ، فقد كانوا يسرقون منا كل شيء ، لصوص في البحر لما كانوا ينهبون كل شيء لتحقيق ملذاتهم .
-لماذا يرمون البيوت بالرصاص ويضعون المفخخات في الشوارع والطرق العامة أذن؟
-لأننا مصريين على أن نقرأ دروسنا على فتيل مشتعل .
-مؤكد أنهم لا يفعلون ذلك بعدما تبددت أمالهم .
أزيز الرصاص يخترق سكون السماء ، فيما ظلت تدوي أصوات عصف الصواريخ التي راحت تتبعثر على الأرض التي كانت هادئة .
في الصباح ، كانت السنة اللهب تتصاعد من مدرسة قريبة ، في حين تأبط الصبيين حقيبتيهما ، وهما ينظران ألي السماء الصافية ، ضحك الصبي الأصغر وقال لأخيه ..
-أنهم لا يريدون أن نجلس داخل الصف أبدا كما قلت لي!! رد الأخ الأكبر بصراحة .
-لا شيء يجعلهم يكشرون عن أنيابهم غير جلوسنا في الصف حتى ولو كان في الهواء الطلق سنستمر بالمسيرة ، وسنكافح الإرهاب على طريقتنا الخاصة