صورة قاتمة للمستقبل : انفلونزا الطيور قد تفتك بحياة مليار شخص في العالم خلال اشهر !!
[align=center]تقرير إعلامي يرسم صورة قاتمة للمستقبل
انفلونزا الطيور قد تفتك بحياة مليار شخص في العالم خلال اشهر [/align]
رسم تقرير بثته شبكة (ايه بي سي) الامريكية صورة قاتمة عن الوضع الصحي في العالم بسبب انفلونزا الطيور التي تعرف ايضا باسم (ايفيان) واشار الى احتمالات فتكها بحياة مليار شخص في العالم خلال الاشهر القليلة المقبلة وذلك لعدم وجود تطعيمات تقي من المرض وشح العلاج الفعال.
وقالت الشبكة في برنامج (برايم تايم) في حلقة بثت اخيرا انه اذا اصيب الانسان بالوباء فان جهاز المناعة لا يستطيع التعرف فيما اذا كانت هذه الانفلونزا عادية كالتي تصيب الانسان عدة مرات في العام الواحد ويشفى منها خلال ايام او انفونزا الطيور (ايفيان) القاتلة.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد حذر في خطابه امام الامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي من انتشار انفلونزا (ايفيان) المعروفة علميا باسم (اتش فايف ان ون) بشكل سريع يفوق التصورات مؤكدا انه يجب التصدي له حتى لا يصبح وباء القرن ال 21.
وقال رئيس المركز الوطني لمكافحة الكوارث بجامعة كولومبيا الدكتور ايروين ريدلندر ان هناك كارثة عالمية تكمن في انفلونزا الطيور متوقعا انه اذا انتشر الوباء في الولايات المتحدة فإنه سينتشر في العالم اجمع في آن واحد. واوضح ان الوباء سينتقل من الصين الى اليابان الى سان فرانسيسكو خلال اسبوع واحد لانه سريع العدوى وينتقل عن طريق المصافحة و الملامسة ما يجعله اكثر فتكا بالانسان من وباء الجدري والايدز والانثراكس.
من جانبه افاد رئيس جمعية البيطرة والحياة البرية الامريكية ويليام كاريش الذي تابع تطور مرض انفلونزا الطيور على مدى السنوات الماضية ان الطيور التي قتلها المرض وتم تشريحها كانت رئتها مملوءة بالسوائل والدماء مشددا على ان الخطورة تكمن عندما يتطور وينتقل من انسان الى انسان.
وفي رحلة قام بها الدكتور كاريش في احدى الاسواق المحلية في محافظة غواندونغ الصينية لاحظ انها مكتظة باقفاص الدواجن والطيور التي تعاني من هذا المرض إلى جانب اقفاص الحيوانات الاخرى كالقطط والسلاحف والكلاب ما يساعد على انتقال فيروسات المرض فيما بينها.
واقدمت الحكومة الصينية كردة فعل على قتل الملايين من الدواجن كمحاولة للحد من انتقال هذا المرض الى البشر.
وابلغ مكتشف مرض فيروس الالتهاب الرئوى اللانمطي (سارس) العالم الدكتور مالك بيريس ان فيروس انفلونزا الطيور (اتش فايف ان ون) يتلف خلايا الرئة مسببا التهابا رئويا حادا.
واضافت الشبكة ان تقريرا حكوميا تنبأ بان حوالي 200 الف مواطن امريكي على اقل تقدير سيلقون مصرعهم بسبب هذا الوباء خلال الاشهر القليلة المقبلة.
ونقلت الشبكة عن وزير الصحة الامريكي مايكل ليفيت قوله ان الحكومة الامريكية ستبذل قصارى جهدها لفرض الحجر الصحي في حال تفشي المرض مشيرا الى ان هذا الوضع يثير القلق لدى الادارة الامريكية. واشار التقرير الاخباري الى انه بالرغم من عدم اكتشاف امصال التطعيم للوقاية من انفلونزا ايفيان فان العلماء اكتشفوا اخيرا ان هناك علاجاً واحداً فعالاً للقضاء عليه وهو (تاميفلو) الذي تصنعه شركة (روشيه) السويسرية وتقوم ببيعه منذ عدة سنوات.
واوضح رئيس مكافحة الامراض الوبائية في شركة روشيه الدكتور ديفيد ريدي انه بسبب الاقبال الشديد على شراء هذا الدواء قامت الشركة باتباع سياسية “الاولوية” في تقديم طلبات شراء دواء (تاميلفو). وبين وزير الصحة الامريكي ان الادارة الامريكية ليست مستعدة لمواجهة انفلونزا الطيور كما ينبغي معترفا ان الولايات المتحدة لم تطلب الكميات الكافية من دواء (تاميفلو) من البداية الا ان الحكومة الامريكية تهدف لتامين كميات تغطي حاجة 20 مليون مواطن امريكي مشيرا الى ان الكميات المتوفرة لديها من هذا الدواء تكفي لسد حاجة مليوني ونصف المليون فقط.
من جانبها قالت عضو مجلس السياسة الصحية العالمية لوري غارييت ان الدول الغنية في العالم تتهافت حاليا على شراء كميات كبيرة من المخزون الاحتياطي لدواء تاميفلو.
وذكرت ان استراليا لديها كميات من هذا الدواء تكفي 5ر3 مليون شخص بينما طلبت بريطانيا مخزوناً من الدواء يكفي ربع سكانها لمواجهة هذا الوباء الذي تشير الانباء الى انه فتك ب 57 شخصا حتى الان بالدول الاسيوية. وعلى صعيد متصل أقر مجلس الوزراء الايطالي قانونا باعتماد اجراءات التصدي والوقاية من فيروس انفلونزا الطيور تتضمن تخصيص 50 مليون يورو لتمويل العقاقير اللازمة.
وقال وزير الصحة الايطالي فرانشيسكو ستوراتشي إن الحكومة خصصت هذا المبلغ لتوفير المضادات الحيوية معلنا أن المرسوم يفرض دمغ جميع اللحوم الداجنة في جميع منافذ البيع لضمان مصدر هذه اللحوم وسلامتها.
وذكر أنه تم الاتفاق مع ثلاث من كبرى شركات الأدوية التي تقوم حاليا بعزل الفيروس القاتل الذي يصيب الطيور ويصيب بالعدوى الانسان لشراء 35 مليون جرعة من الأمصال تغطي 80 بالمائة من سكان ايطاليا مشيرا الى تخصيص بمبلغ خمسة ملايين يورو لصالح الايطاليين المقيمين في بلدان شرق آسيا التي ظهر بها المرض.
وأوضح أن المرسوم الحكومي الذي يستجيب لحالة الاستنفار في أوروبا تحسبا لموسم هجرة الطيور التي قد تحمل الفيروس عبر حدودها يشتمل على تعزيز معامل ومختبرات الشرطة المختصة وكذلك الهيئات البيطرية وتأسيس ادارة للصحة البيطرية واقامة مركز للتنسيق للأمراض الحيوانية في مجلس الوزراء. وفي هذا السياق تتجه الحكومة بالتنسيق مع الحكومات الاقليمية الى حظر رياضة الصيد التي تزدهر مع مرور أفواج الطيور المهاجرة التي تمر عشرة أنواع منها بطول شبه الجزيرة الايطالية والتي حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أنها قد تحمل معها فيروس انفلونزا الطيور الى وسط ثم جنوب أوروبا.
وكانت دراسة لجمعية أطباء الأسرة توقعت أن يتعرض نحو 16 مليون ايطالي للعدوى وأن يقتل المرض نحو 150 ألفا منهم حال تفشي وباء انفلونزا الطيور في ايطاليا ما أثار حالة من الهلع والقلق في أوساط الرأي العام. يذكر أن مرض انفلونزا الطيور الذي انتقل من الدجاج الى الانسان قد أودى بحياة 44 فيتناميا و12 تايلنديا و4 كمبوديين و3 اندونيسيين بشكل مؤكد حتى الآن كما تسبب في نفوق واعدام أكثر من 140 مليونا من الطيور في آسيا منذ عام 2003.
وفي الاسبوع الماضي اعلنت اندونيسيا أن فيروس انفلونزا الطيور كان سببا في وفاة سيدة تبلغ من العمر (37) عاما في احد مستشفيات العاصمة كانت مصابة بالتهاب رئوي ومشاكل في جهازها التنفسي.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) عن المدير العام للوقاية من الأمراض في وزارة الصحة الاندونيسية نيومان كاندوم قوله “كانت الاختبارات ايجابية لفيروس (اتش 5 / ان 1)” في اشارة الى السلالة القاتلة لأنفلونزا الطيور. وقد قامت الحكومة الاندونيسية بحملة تطعيم للدواجن مؤخرا الا أنها لم تعدم كافة الطيورة المصابة بالمرض وذلك لعجزها عن توفير التعويضات المالية للمزارعين.
من جانبها توقعت منظمة الصحة العالمية اكتشاف المزيد من الاصابات بالوباء في اندونيسيا نظرا لوجود اعداد كبيرة من الطيور الموبوءة التي لم تعدم بعد ما يساعد على انتقال المرض الى البشر.
وهذه رابع حالة وفاة بشرية في اندونيسيا بسبب فيروس أنفلونزا الطيور اضافة الى ثلاثة افراد من عائلة واحدة توفوا في شهر يوليو/حزيران الماضي من هذا العام.
