رسالة عتاب/ من الطفلة العراقية (عذراء) الى اطفال العالم

رسالة عتاب
من الطفلة (عذراء)... إلى أطفال العالم !

جواد المنتفجي
اخوتي...
الأطفال الأعزاء
هلا أصختم سمعكم
لي قليلا يا أشقاء ؟
أواه...
يا أطفال
أنا الطفلة العراقية...
التي شردها اليتم،
وحل ببيت أهلها الخراب!
أما خبرتكم تلكم العصافير
أما رأيتم كيف بكتني الأطيار؟
لمّا راحت تنوح بالقرب مني،
وتواسيني مرفرفة على الأشجار !
يوم استجرت بالله شاكية...
مما قد فعله بي الجناة الجبناء؟
فهلا أذهلكم نواحها؟
أما عرفتم حقيقة الأشياء؟
فأسمعوا حكايتي هذه أذن
يا أعزائي الأطفال...
أنا الطفلة (عذراء)!
أنا من قدر رماني ،
ليغمرني بطمي الطين
بين الجثث المؤجلة من الدفن،
والطافحة قربها الأشلاء !
أتراني حورية قد خرجت،
بقدرة قادرة لتخبركم ،
بحقيقة هذه المأساة !
فاسمعوني،
وليصغي لي جيدا
كل أولئك الأنذال...
آه من زيف حقائقكم،
فمتى ما ذبحتم شعبي ادعيتم...
أن هذه هي شريعة الإسلام ،
والإسلام منكم براء
فيا خسة أفعالكم،
فكلما تشظى فينا جسدا،
صاح (خليصنا العرّبي )...
-ها أنا ذاك ( الشمر)
أن يذبح سكيني بضع منكم...
أصبحت أميرا للأمراء !
وضمائركم التي باتت ميتة ،
إما زالت تتلطخ بالدم والعار
ففي كل يوم...
تقام في بيوتنا المآتم
وتجتاح جميع مدننا
مواكب العزاء!
فاسمعوني،
وأصغوا لي جيدا
يا أحبائي، ويا كل أصدقاء...
بصمتي الطفولي البريء جدا،
ودعت أمي
شهيدة في العراء
ترفل بعباءة الأسى وحيدة،
وتسال رب العباد...
- أي ذنب فعلته يا ربي،
بعد أن دفن الطاغية
كل أهلي أحياء؟
فلا ملامة،
لا.. لا عتب...
يا عرب...
يا أحفاد (أبي لهب)،
وورثة (مسيلمة) الكذاب ...
إما كفتكم ولائم الخديعة
وشرب كؤوس دمنا
مع ترياق ذلك الرياء؟
فلا ملامة ،
لا.. لن ترون مأساتي هذه؟
بعد أن أصابكم العمى،
وضمائركم الشاحبة عفرها الذل،
وأذنابكم وحّلها التراب
فيا ناسي ، ويا أهلي،
ويا شركائي في الفجيعة...
شدوا بعضكم بصهوة المجد
ولملموا جراحات جسر الأئمة
والجثث الطافحة والأشلاء
هذا ندائي،
هلا سمعه كل الأطفال...
فأنا (عذراء) العراقية،
طفلة بصّمت،
على جبين الدنيا حقيقتها
لتصوغ من مأساتها...
حكاية للزمن،
وأساور للشهداء...
وأنا (العذراء)
قد أيقنت اليوم،
بأن سيوف الأئمة المغيرة...
ستحرس عتبة كل الأبواب،
ماحقة كل دنيء،
غاسلة كل العار...
خلفته الدياجير الإرهابية الأجيرة
فاسمعوني،
واقرؤوا قصتي هذه جيدا...
وخبروني يا أطفال!!!!!

تنويه:- الطفلة (عذراء)...
هي الطفلة التي وجدها أحد المواطنين العراقيين ضائعة
بين الجثث المسجاة على ضفاف دجلة في فاجعة شهداء
جسر (الكاظمية).