خارطة المعارضة العراقية-قرأت لك
متباينة التوجهات والأهداف ويجمعها عداء صدام
خارطة المعارضة العراقية
السبت 22 مارس 2003 11:12
المعارضة العراقية
كتب ـ نبيل شـرف الدين: يعكس تنوع جماعات وأحزاب المعارضة العراقية تلك الفسيفساء العرقية والمذهبية والحضارية التي تتألف منها ديموغرافيا (أعراق العراق)، وفي دراسة صدرت عن معهد بروكينغز "أعدها فيليب جوردون ومايكل أوهانلون" رصدت أبرز جماعات المعارضة من أقصي اليمين الى اليسار، وتضم أحزابا شيعية بينها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وحزب الدعوة الاسلامية، وحركة الوفاق الوطني، والحزب الشيوعي، وهناك أيضاً الحركة الملكية الدستورية التي يرأسها الشريف علي بن الحسين سليل الاسرة الملكية التي كانت تحكم العراق، وإجمالا لا يجمع بينها سوى العداء للرئيس العراقي صدام حسين، ونكتفي هنا برصد أربعة تيارات رئيسة في جماعات المعارضة العراقية تضم تحت مظلتها عشرات الأحزاب والحركات المختلفة من حيث الأعراق والطوائف والانتماءات الدينية والمذهبية.
* المجلس الوطني العراقي:
يضم العديد من جماعات المعارضة العراقية في الخارج، وتم تأسيسه في 1992 كمظلة تجمع أعضاء المعارضة من الأكراد والشيعة أساساً الموجودين في المنفي. ويتمتع المجلس بوجود معاقل له وجيش صغير تابع له في الأراضي الكردية شمال العراق.. ويحرص المجلس علي اعطاء انطباع عنه انه يمكن ان يكون بديلاً لنظام صدام، بالايحاء انه »حكومة تحت الطلب«. كما يحرص المجلس علي استمرار علاقاته مع مراكز اتخاذ القرار وأصحاب النفود المؤثرين في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة.. وتمتد أواصر التعاون بين المجلس وأجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية الي سنوات بعيدة، وأشهر مجال للتعاون هو المحاولة الفاشلة التي جرت في 1995 لشن هجوم عسكري ضد الجيش العراقي، وانتهت بمصرع المئات، بالرغم من الدعم والمساعدة غير المحدودة التي قدمتها المقاتلات الأميركية والبريطانية لقوات المجلس في هذه المحاولة، وتمكن أحمد جلبي زعيم المجلس وعدد من كبار مساعديه من النجاة باعجوبة من الهجوم الذي شنته القوات العراقية علي مركزه الرئيسي في مدينة أربيل عام 1997 ليعيش في المنفي منذ ذلك الوقت.
ويعتبر أحمد الجلبي من أشهر الشخصيات العراقية المعارضة ويترأس المؤتمر الوطني العراقي، وهو ابن أسرة مسلمة شيعية ثرية تعمل في القطاع المصرفي وولد في العام 1945.
غادر العراق عام 1956 وعاش في الولايات المتحدة ولندن منذ ذلك الحين. باستثناء فترة قصيرة في أواسط التسعينيات، عندما حاول تنظيم ثورة بالمنطقة الكردية شمالي العراق. لكن المحاولة باءت بالفشل وخلفت مئات القتلى.
وينحدر أحمد جلبي من أسرة عراقية ثرية، ويتمتع بدعم قوي بين أعضاء الكونغرس الأميركي وكبار القيادات الحالية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وتمكن جلبي في 1998 من الفوز بنصيب الأسد في الميزانية الأميركية التي خصصتها ادارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والتي بلغت 100 مليون دولار، لدعم محاولات أحزاب وجماعات المعارضة العراقية للاطاحة بصدام، لكن أحمد جلبي واجه العديد من المشاكل داخل المجلس، واتهمه بعض قيادات المجلس باستغلال المجلس لتحقيق طموحاته الشخصية. ويرى بعض المراقبين أن أحمد جلبي لا يتمتع بقبول واسع في أوساط الشعب العراقي، خاصة بعد اعلانه أكثر من مرة استعداده لاقامة علاقات بين العراق وإسرائيل وتطبيع كامل بين البلدين في حالة وصوله الي رئاسة العراق، في محاولاته المستمرة لترويج نفسه في الأوساط القيادية الأميركية لاختياره من بين قيادات المعارضة المطروحة لخلافة صدام.
* المجلس الأعلي الشيعي للثورة الاسلامية:
ويشكل مع الجماعات الكردية القوة الأساسية العسكرية المناهضة لنظام صدام. ويتكون من قيادات الطائفة الشيعية العراقية الموجودة خارج العراق، ويعلن باستمرار انه يمثل أكثر من نصف سكان العراق. ويتمتع المجلس بدعم واسع من ايران، ويتخذ زعيمه محمد باقر الحكيم من مدينة طهران مقراً له. وتقدر مصادر غربية عدد قوات المجلس بما يتراوح بين 7 آلاف و15 ألف جندي، تتمركز أساساً في جنوب العراق.
وتشكل هذا المجلس في العام 1982 بدعم إيراني، وكان يهدف في البداية إلى أن يكون إطارا يضم كل الفصائل الشيعية العاملة في الحقل السياسي، لكنه تحول بعد ذلك إلى حزب منفصل بعكس التأكيد الإيراني في المقام الأول.
ويتزعم هذا الحزب محمد باقر الحكيم الذي يتخذ مقرا له في طهران، وأكثر ما يميز هذا الحزب هو اعتماده على الأشخاص أكثر من اعتماده على هيكل تنظيمى، الأمر الذي يجعل منه منظمه شخصية أكثر منه حركة سياسية، ومعظم الأعضاء المنتمين إليه من الفارين العراقيين إلى إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
وبرغم ذلك فإن المجلس يسعى لممارسة دوره كمنظمة عراقية ولايقدم نفسه كشكل من أشكال الحركة الشيعية الإيرانية، ويسعى بعض أعضاؤه لتخفيف هيمنة إيران على شئون الحزب لامتلاك حرية الحركة مع بقية فصائل المعارضة.
ويتبع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية تشكيل عسكرى باسم " لواء بدر" يضم حوالى 2000 جندى معظمهم من الشيعة لكن أغلب ضباطه من السنة، ويتمركز في إيران. وقد دخلت هذه القوات العراق أثناء الثورة في 1991 وينسب إليها عمليات التصفية التي تعرضت لها قيادات البعث والموالين للحكومة مما كان له دوره في انحياز السكان السنة للحكومة في ذلك الوقت. ويعد لواء بدر مصدر قلق لبقية المنظمات الشيعية بحكم الدور الذي يمكن ممارسته لترجيح كفة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في اضطرابات قادمة، لكنه من الواضح أن عامل الضعف الرئيس سواء في المجلس أو في هذه القوات يتمثل في طغيان التأثير الإيراني عليهما.
حزب الدعوة
يعد حزب الدعوة الجناح العراقي لمجموعة من الأحزاب الإسلامية المرتبطة مع بعضها وتتخذ نفس الاسم في عدة دول عربية خاصة في الخليج ولبنان، وكان يتزعمه رجل الدين العراقي آيه الله باقر الصدر الذي أعدم في 1980 ضمن حملة تطهير واسعة للزعامات الشيعية.
ويدعو الحزب إلى إقامة دولة إسلامية في العراق، لكنه يختلف مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في عدم قبول النموذج الإيرانى للزعامة الدينية، ويرى "أن دور رجال الدين ينحصر في تفسير الأمور الدينية على أن يتولى المسلمون من غير رجال الدين الأمور السياسية".
ويعد حزب الدعوة أقدم الأحزاب الدينية في العراق، ويميل إلى استخدام أساليب العنف والإرهاب في تنفيذ أغراضه، وبالنظر إلى ما يسببه من نفور لدى الفصائل السياسية الأخرى أو لدى الدول الداعمة للمعارضة، فقد ظهرت في داخله بعض العناصر التي تدعو إلى انتهاج سياسية ليبرالية توفق بين الإسلام والديموقراطية وتؤكد عدم وجود تعارض بينهما.
* الهيئة الوطنية العراقية:
وتتكون أساساًمن كبار ضباط الجيش والأمن والمخابرات العراقيين الهاربين الي الخارج، والذين يؤيدون بقوة قيام انقلاب عسكري داخلي للاطاحة بصدام. وتقدر بعض الاحصاءات عدد الضباط العراقيين الموجودين في المنفي بحوالي ألف ضابط يعيشون في الولايات المتحدة وأوروبا. تم انشاء الهيئة في 1990 برئاسة عياد علوي، وتحصل علي معونات مالية من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول العربية. وتلقت الهيئة ضربة موجعة في 1996 عندما نجحت أجهزة المخابرات والأمن العراقية في اختراق دوائر مؤيدي الهيئة داخل العراق وتم اعتقال واعدام عدد كبير من الضباط بتهمة التعاون مع الهيئة.
* الجماعات الكردية:
يوجد أكثر من 40 حزباً سياسياً كردياً في المنطقة الكردية شمال العراق، تتراوح اتجاهاتها بين القومية والاشتراكية والاسلامية. ظهرت معظم هذه الجماعات في أعقاب إقامة منطقة آمنة للأكراد شمال العراق، والتي من المحظور طيران الطائرات العراقية فوقها بعد حرب تحرير الكويت. وتعد مدينتا أربيل والسليمانية المعاقل الرئيسية للأحزاب الكردية.
1 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني: علي الحياة السياسية في المناطق الكردية بعد انتخابات 1992 لتشكيل برلمان محلي، ويعتبران أكبر الجماعات الكردية التي تعمل في منطقة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق ويشكلان التهديد العسكري الرئيسي لصدام حيث يتبعهما حوالي 40 ألف جندي.، ويشكل الاكراد حوالي 19% من التركيبة السكانية العراقية، ويتمتعان بحماية المقاتلات الأميركية والبريطانية في منطقة حظر الطيران فوق أراضيهم عقب حرب الخليج الثانية. وفشلت المحاولات الكردية للتمرد في ،1991 وهرب أكثر من 5.1 مليون كردي الي تركيا وبعضهم اتجه جنوباً الي المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة نظام صدام، هرباً من المعارك العنيفة.
يتزعم الحزب الديمقراطي الكردستاني أقدم الأحزاب الكردية مسعودبارزاني. كما يتزعم الاتحاد الوطني جلال طالباني الذي يترأسه منذ تأسيسه في 1976.
2 ـ الحركة القومية الأثيرية : التيار الأكبر بها الحركة الديمقراطية الأثيرية، وتعمل علي الحصول علي الاعتراف بحقوق المواطنين الاثيريين في اطار دولة ديمقراطية. تأسست عام 1979 ويتزعمها حالياً يونادين يوسف وتمتلك محطة اذاعة ووكالة أنباء وتصدر صحيفة شهرية. وتضم الحركة القومية ايضاً جماعات المجلس الوطني الأثيري والحزب الوطني الأثيري وحزب بيت النهرين الديمقراطي الأثيري.
3 ـ الحركة الاسلامية الكردية: عدة جماعات ذات توجهات اسلامية، وهي متهمة بوجود علاقات بينها وبين تنظيم القاعدة خاصة جماعة أنصار الاسلام. وظهر نفوذ هذه الجماعات من الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها للسكان شمال العراق. يأتي ضمن هذه الجماعات الحركة الاسلامية في كردستان وتأسست عام 1987 بقيادة الشيخ عثمان عبد العزيز وتتبعها ميليشيا مسلحة من عدة مئات من الجنود وتتمركز في مدينة حلبجة. ويرأس الحركة حالياً الشيخ علي عبد العزيز شقيق مؤسسها.
أما أهم وأكبر هذه الجماعات فهو الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي تأسس عام 1994 ويتبني سياسات جماعة الإخوان المسلمين العراقية التي ظهرت لأول مرة في شمال العراق في الخمسينيات. يتزعم الاتحاد حالياً الشيخ صلاح الدين محمدبهاء الدين. ويأتي في المرتبة الثالثة الجماعة الاسلامية الكردية التي تأسست في 2001 ويتزعمها الملا علي بابير وتتمركز في منطقة خورمال قرب الحدود الايرانية كما توجد حركة انصار الاسلام التي تأسست في ديسمبر 2001 وهي معروفة بانها أكثر الجماعات تشدداً.
4 ـ الأحزاب التركمانية: تتنوع اتجاهاتها السياسية ويتمتع أغلبها بدعم تركيا، وتتمركز في منطقتي الموصل وكركوك. وأهم هذه الأحزاب هي :
أ ـ الجمعية الوطنية التركمانية التي تأسست في نوفمبر 2002 وتضم تحت رايتها أحزاب الجمعية الثقافية والاخوان المسلمين التركمان وحزب التحرير الوطني والاتحاد التركماني العراقي والحزب الديمقراطي التركماني الكردستاني.
ب ـ الجبهة التركمانية العراقية ويتزعمها حالياً أحمد أغا وتأسست في 1995 بتشكيل ائتلاف يضم ستة أحزاب وتتمتع الجبهة بدعم تركي وتتخذ من مدينة اربيل مركزاً لها.
5 ـ أحزاب كردية أخري، وتضم عدة أحزاب يسارية مثل حزب الكادحين الكردستاني بقيادة قادر عزيز والحزب الديمقراطي الاشتراكي بقيادة محمد حاج محمود ويصدر الحزبان صحيفتين اسبوعيتين. كما يوجد الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردي وحزب العمال الشيوعي والحزب المحافظ والاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي وحركة شعب كردستان.
المصادر :
* تقرير لمعهد بروكينغز
* وزارة الخارجية الأميركية
* أرشيف هيئة الإذاعة البريطانية
* أرشيف الجزيرة ـ نت
* صحيفة الوفد المصرية
* موقع الاستخبارات المركزية
http://www.irak.be/ned/nieuws/opposition.htm