كيسنجر: العراق ليس فيتنام ... لا للانسحاب
GMT 22:00:00 2005 السبت 5 نوفمبر
. علي اوحيدة
--------------------------------------------------------------------------------
علي أوحيدة من بروكسل: دعا وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر الى إنشاء تحالف أوروبي- أميركي فعلي لإدارة الوضع العراقي، محذراً من أي انسحاب مبكر للقوات الأميركية المنتشرة في العراق. ووجه دعوة ملحة إلى الأوروبيين والأميركيين لتغيير مقاربتهم للعلاقات بإيران وكبح طموحاتها النووية في شكل عاجل وفعلي.
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق ( 82عاما) يتحدث في جلسة خاصة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل أمام مجموعة من كبار العسكريين والدبلوماسيين بدعوة من قائد قوات الحلفاء في أوروبا الجنرال جيمس جونس، واعتبر أن أي انسحاب عسكري أميركي مبكر من العراق سيكون بمثابة دعم مباشر للمتمردين ورسالة خاطئة إلى العالم الإسلامي ربما تتسبب بزعزعة الأوضاع في مجمل الشرق الأوسط. علماً أن العديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا والدنمرك وهولندا سحبت مجمل قواتها او أعدادا منها من العراق خلال الأشهر الأخيرة، وتستعد دول أخرى مثل بولندا وبلغاريا وإيطاليا لخطوات مماثلة في غضون أسابيع.
وقال رئيس الدبلوماسية الأميركية السابق في عهد الرئيسين جيرالد فورد وريتشارد نيكسون ان "الزعم بأن الإنسحاب من العراق لن تكون له نتائج مدمرة لا يعدو كونه إقراراً بأننا نعيش في عالم من الأحلام".
4 نقاط للعراق
ودعا الولايات المتحدة الى اقتسام إدارة الشأن العراقي مع شريكاتها الدول الأوروبية وفي شكل اكثر فاعلية ووضوحا. وقال: "إذا ما تسلمت حكومة ذات توجه إسلامي الحكم في بغداد فان الصدمة ستهز كل الدول التي يحضر ممثلوها في هذه القاعة".
و تغاضى كيسنجر خلال حديثه عن الأخطاء التي ارتكبت في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في ربيع 2003 والتي أثارها عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، لكنه ركز على أربع نقاط رئيسة تتمثل حسب قوله في منع طائفة ما وتالياً أي فريق عراقي من الهيمنة على الطوائف او المجموعات الأخرى، ثانيا منع أي حكومة ذات غالبية شيعية من التحول حكومة دينية، ثالثا منح هامش أكبر من السيادة للمناطق، ورابعا و أخيرا التصدي للإرهاب بكل الوسائل.
ورفض أي مقارنة بين الوضع العراقي الحالي والحرب في فيتنام، وقال ان حرب فيتنام كانت حربا تقليدية في حين أن ما يجري في العراق أعمال عسكرية يقوم بها متمردون يصعب السيطرة عليهم، ويمكنهم الانتصار بمجرد انهم لم يخسروا مباشرة وعلى الأرض.
وعرج المسؤول الأميركي الأسبق على موضوع إدارة ازمة الإرهاب، وقال ان هجمات 11 أيلول (سبتمبر) ولدت صدمة دولية فعلية، لكن الدول الأوروبية تعتبرها مسألة وطنية أميركية في حين ترى واشنطن أنها ذات تشعبات كونية.
وقال ان التحدي الفعلي الذي يواجه الأوروبيين والأميركيين هو بلورة لغة مشتركة تختلف عن تلك التي كانت قائمة إبان حقبة الحرب البادرة و تأخذ في الاعتبار التهديدات الجديدة المترتبة عن الإرهاب ، ملاحظاً ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجدان نفسيها حاليا على مفترق طرق متنافرة تاريخيا، إذ ان الولايات المتحدة ظلت متشبثة بمفهوم سيادة الدولة، في حين ان الدول الأوروبية لا تزال تبحث في تطبيق مشروعها الاندماجي غير المتكامل.
ورأى ان التحدي الأول لأميركا هو القبول باقتسام المسؤوليات العالمية، في حين تواجه أوروبا اختباراً لصدقيتها في إرساء سياسة خارجية واضحة المعالم.
وكرس هنري كيسنجر جزءا كبيرا من مداخلته للموضوع النووي الإيراني ، معتبراً انه "يمثل تحديا رئيسا للأوروبيين والأميركيين على حد سواء وان الانتشار النووي بات شائكا ومعقدا ولا أحد يعرف من يردع من في هذا الاتجاه(…)".
ودعا الأوروبيين الى التركيز على ما سماه بالتحديات الأخرى "الخطرة المتصاعدة" ، مسمياً الصين والهند اللتين تضمان أعدادا من الباحثين تفوق بعشرين ضعفاً أعدادهم في أوروبا والولايات المتحدة.