الأسواق الشعبية في بغداد

اورد المؤرخ والكاتب الفولكلوري المعروف عبدالكريم العلاف - رحمه الله - في كتابه (بغداد القديمة) عن اسواق بغداد القديمة مايلي:

(الاسواق جمع سوق وتتألف من مجموعة من الحوانيت المتقابلة يضللها سقف من الاحر والجص على هيئة اقواس او مسقف بالخشب والحصران، على هيئة الجمالي بتشديد الميم ومن تلكم الاسواق:

- سوق البزازين:

وهذه السوق معروفة بسوق (الجوخة جية) وهي خاصة ببيع الاقمشة من نوع الجوخ المستورد من الخارج وفيها الاقمشة الحريرية والقطنية على اختلاف انواعها.

- سوق القزازين:

ان هذه السوق كانت عامرة وتباع بها انواع الاقمشة من الحرير والقز من صنع بغداد وتباع فيها الحزم (الهميان) و(الحيص) جمع حياصة وهي الحزم الخاصة للشبان وللصبيان واحسن نوع يسمى (الحلاوية) نسبة الى معينة الحلة.

- سوق السراجين

سوق لها مكانتها بين اسواق بغداد، وهي خاصة بعمل السروج جمع سرج للخيل كما تعمل الصناديق المكونة من جلود الغنم الخاصة للسفر وفي محلها اليوم سوق الصاغة المتصلة بسوق السراي والمعروفة اليوم بسوق الشابندر.

- سوق الغزل

وقد كانت هذه السوق من امهات الاسواق ببغداد يباع بها القطن وانواع الغزل الذي تنسج منه الاقمشة وفي مقدمتها العباءة، وتباع بها الاواني النحاسية المعمولة كما يباع بها انواع الطيور والحمام الزاجل والقماري جمع قمري والعنادل جمع عندليب والقط والبط والدجاج والحيوانات كالخراف والماعز والغزلان والقرود والارانب ويباع بها انواع العطور كماء الورد وماء القداح وغيرها.

سوق الصفارين:

ان هذه السوق خاصة للصفارين وهي تكتظ بدكاكينهم ببضاعة الاواني النحاسية من قدور واواني وطسوت واباريق وغيرها، وليس في هذه السوق دكان لغير الصفارين وهذه الدكاكين تعرض بها المصنوعات النحاسية وتصنع فيها الاواني في معامل ومعارض متراصة فلا تسمع الا طرقا يصم الاذان ولا ترى الا عملا متواصلا ولهيبا متصاعدا..

سوق الهرج:

هي السوق المحاذية لدائرة الكمرك (المدرسة المستنصرية) وسميت بالهرج دلالة على كثرة الازدحام فيها وتعالي الاصوات والتهريج للبيع والشراء ومعنى الهرج في معجم اللغة هرج في كلامه اي خلط.

سوق الصاغة:

تعرف هذه السوق (بخان جفان) انتشرت بها دكاكين الصاغة وخاصة بصياغة الذهب والفضة، وفي اي وقت دخلت في خان جفان تجده غاصا بالنساء هذه تطلب ان يصاغ لها (خلخال) وتلك تنظر الى الملاوي واخرى تضع اقراطا بأذنيها.

سوق الشورجة:

تعرف هذه السوق بسوق العطارين وكانت ضيقة وفي سنة 1910م ايام الوالي ناظم باشا جرى توسيعها ويباع بهذه السوق انواع الاواني البلورية والخزفية فضلا على المواد العطارية السكر والشاي والصابون وفي قسم منها تباع الحبوب الغذائية الرز والحنطة وسائر الحبوب الصيفية والشتائية.

سوق حنون:

تقع هذه السوق في محلة قنبر علي وكانت هذه السوق تباع بها المواد الغذائية كاللحم والسمك والدجاج والبيض وانواع الفواكه والمخضرات.

سوق اليمنجية:

وتسمى سوق الزنجيل تشاهد فيها الاحذية الوطنية من نوع (اليمني) الاحمر اللماع معروضة للبيع بجميع انواعها ومنها ما يسمى (قبة لورطة) و (لزكار) و(كوجك لزكار) واحسن يمني هو المعروف بعمل ابن البناء اما الاحذية النسائية فهي لا تزيد على نوعين يسمى (سراي لي) وتلبسه (الخواتين).

سوق الميدان:

وهي مؤلفة من عدة اسواق منها سوق الميدان المتصلة بجامع الميدان (الاحمدية) ويباع فيها مختلف الحاجيات من لحوم وخضروات وحبوب واقمشة كما يوجد بها مخازن الرز والحنطة والشعير، وبضمنها سوق الهرج الصغير يباع بها الاثاث البيتية والمواد الخشبية المستعملة.

سوق السراي:

هي السوق المتصلة بدوائر الحكومة وتباع فيها الكتب العلمية والادبية، واقدم بائع كتب بها هو الملا خضر والد المرحوم عبدالرحمن خضر المدون القانوني والمرحوم الملا نعمان الاعظمي صاحب المكتبة العربية المؤسسة سنة 1323هـ يقابلها سنة 1905 م ومحمود حلمي صاحب المكتبة العصرية المؤسسة سنة 1333 هـ يقابلها سنة 1914.

سوق الجديد:

وهذه السوق اسم محلة في جانب الكرخ معلومة كان يسكنها او يجتمع فيها جماعة من الادباء والشعراء كعبد الباقي العمري الشاعر المشهور وعبدالغفور الاخرس وعبدالله الخياط صاحب الظرائف وغيرهم وكانت تباع بهذه السوق انواع الخشب الذي يجلبه التجار من الموصل لتعمير البيوت، وكانت عربات (الترامواي) التي تسير على خط الكاظمية تمر منها وفي جانب الكرخ سوق الشواكة وسوق العجيمي وسوق حمادة ولاتزال بأسمائها هذه حتى الان غاصة بالناس..