مدن مسورة سور الحلة القديمة تم بناؤه في زمن الدولة المزيدية واندثر في زمن الاعمار
محمد عبدالجليل
كانت الاسوار تبنى لحماية المدن من الغزوات وتسلل الحيوانات الضارية فمنها من بقي رمزا شاخصا ومنها ما اندثر والذي شهدناه هو الان في حماية المؤسسات التراثية والاثرية ومالم نشهده ظل لغزا ، فهل هو اطلال لحضارة ما ام انه سور لم يطله التوثيق.. وهو ما تتحدث عنه سور مدينة الحلة الذي تم بناؤه في زمن الدولة اليزيدية ومنذ ان ابصر الانسان النور بدأ يفكر ان يجد لنفسه مأوى تأويه ويحتمي به من اعدائه. فبدأ ببناء البيوت ومن ثم حصنها بشكل يعيق من اراد ان يؤذيه ثم تطور الموضوع الى ابعد من ذلك فبدأ الناس بتحصين مدنهم وبلدانهم وتسويرها لكي يصعب على الاعداء من دخولها او اقتحامها..
فمثلا عندنا سور الصين العظيم وسور بابل وسور بغداد فصارت هذه الاسوار سمة لهذه المدن فكان التفنن في البناء والقوة والفخامة رمزا للمجد والعظمة.
ومن اسوار المدن المهمة في تاريخنا هو:
سور مدينة الحلة فمنذ تأسيس هذه المدينة على يد مؤسسيها الاوائل (ال مزيد) تم بناء سورها وابوابه الاربعة ليكون فيما بعد رمزا لهويتها وعظمتها ومكانتها بين المدن. حيث ان مدينة الحلة هذه تقع على جانبي نهر الفرات (شط الحلة) مما اعطاها رقيا وجمالا قل ما نجده عند غيرها من مدن العراق. كذلك لتوسطها خارطة العراق جعلها مركزا تجاريا مهما حيث اشتهرت هذه المدينة بتجارة االحبوب والزيوت الحيوانية والنباتية فكانت تعد الحلة من المدن الغنية. ولطمع الطامعين في هذه المدينة كثرت عليها الغزوات وكثر عليها قطاعوا الطرق والسراق حينها كان لسورها اهمية كبرى لاعاقة هؤلاء من العبث بها وبأهلها . حيث ان للسور عدة ابواب تفتح وتغلق يوميا وبأوقات معينة وفي حالات الطوارىء تغلق هذه الابواب الى حين زوال الطارىء.
فقد تعود سكان الحلة على هذه التوقيتات فالمسافر مثلا يعرف وقت عودته فأذا تأخر حرم من دخول المدينة عندها يكون مسؤولا عما يحدث له خارج سورها.
اما المسؤول عن اعطاء اوامر الفتح والغلق هذه فهو حاكم المدينة او من ينوب عنه او احد اعيانها وشرفائها. فيأمر الحراس بذلك. اما سور الحلة فكما وصفه لي صديقي المرحوم المحقق السيد معز الدين محمد القزويني عميد اسرة ال قزوين في الحلة. فهو سور عالي كان على زمانه مهدما وغير مكتملا (بقايا السور) وله عدة ابواب وهي كالاتي (باب المشهد).. يبدأ هذا الباب مجاورا لمشفى الاطفال حاليا شاقا السوق واصلا الى (باب المهدية) مقابل السوق المسقوف (سوك المسكف) من جانب الجبل ممتدا الى منطقة المهدية والتابيه واصلا الى منطقة التعيس حيث بابها المسمى (باب التعيس) ومن ثم ما شيا الى ان تصل منطقة الكراد حيث باب الحلة الاخير (باب الحسين) لاستقباله الطريق المؤدية لمدينة كربلاء المقدسة حيث مرقد الامام الحسين (ع).
اما الجزء الاخر من سور الحلة فكان لشط الحلة فضلا ان يكون عائقا عاملا بذلك عمل سورها المبني .
--------------------------------------------------------------------------------