"نريد أن نعزي عوائل الإستشهاديين العراقيين السنة في الأردن"
طبع الإنسان المتخلق باخلاق الإسلام و هي أخلاق محمد(ص) واهل بيته الطاهرين وصحابته المنتجبين هو أنه لا يشمت و لا يفرح لسفك الدماء وللقتل العشوائي المهلك للحرث وللنسل.نحن ندعوا أخوتنا أهل الأردن أن يتصورا هذا الموقف وهو أن تقوم عوائل عراقية بتعزية عوائل المجرمين الذين قتلوا النساء والاطفال والشيوخ الأردنيين في عمان وأن تنشر جريدة عراقية مشاهد التعازي و "التبريك" بمقتل هؤلاء المجرمين. نحن نسأل الاردنيين والفلسطينيين ماذا سوف يكون موقفكم من هذا الإحتفال بمقتل أطفال وشيوخ وتدمير الحياة؟
لدى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط قانون أخلاقي عقلاني رائع يقول هذا القانون أنه إذا أردت أن تقوم بعمل ما فيجب عليك أن تجعل هذا العمل أو الفعل كليا "Universal" فإذا قبل عقلك الإنساني بالعالم الذي يكون فيه هذا الفعل شائعا فهو عمل اخلاقي وإذا رفضه فهو غير ذلك. فمثلا حالة الفرح لمقتل عراقي والتحريض لقتل العراقيين لو أصبحت مطبقة ومعممة في كل العالم بما فيهم الأردنيين وغيرهم, أي أن يحرض الاردني على العراقي والعراقي ضد الأردني والفلسطيني ضد الكويتي والكويتي ضد السعودي وكهذا ماذا سوف يكون حال العالم؟ بالتأكيد سوف يصبح عالما مليئا بالكراهية والحقد وعدم الإستقرار وهذا ما يرفضه كل عاقل . هذه هي الحقيقة وهي أن الصراع الحالي في العراق ليس صراعا سياسيا أو أيديولوجيا بل هو أخلاقي بالدرجة الأولى لأن فطرة الإنسان السوي لن تجعله يقف مع مجرم سفاك يقتل طفلا وشيخا وامرأة وإذا كان هناك من يقف معه فهو بطبيعة الحال يعاني من أزمة أخلاقية خطيرة وأزمة وعي أخلاقي. القضية هي ليست أختلاف بوجهات النظر بل أختلاف بمستوى الوعي الأخلاقي وهذا ما تعاني منه هذه الامة دائما.
هذا يقودنا لسؤال كبير ومحوري وهو هل أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة خواء روحي وبمرحلة السايكوباث الفكرية والتي تعقلن الجريمة الإنسانية حتى ترضي مطامعها وأهدافها السياسية ؟ أنا أعتقد أنه قبل أن نبحث بحلول فكرية لنهوض هذه الأمة يجب أن نبحث عن حلول أخلاقية.