بين يدي الإسلاميين قراءة في كتاب "خطوات على طريق الإسلام" لسماحة آية الله فضل الله
[align=center]http://arabic.bayynat.org.lb/marjaa/...ages/pic34.jpg[/align]
[align=center]بين يدي الإسلاميين
قراءة في كتاب خطوات على طريق الإسلام
لسماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله
كتابات - قراءة و تعليق / محمد نعناع الحميداوي[/align]
يقع كتاب خطوات على طريق الاسلام لمؤلفه سماحة اية الله السيد محمد حسين فضل الله ضمن الدراسات الحركية الاصيلة التي تضع تقييمات للحركة الاسلامية وفق الشريعة الالهية السمحاء .و يحاول سماحة السيد فضل الله ان ينير الطريق لجيل اسلامي انساني و يغرس بذار الوعي و الدعوة الى الله برسالة نبوية ملكوتية بعيدا عن التطرف و التعصب الديني و الطائفي و العرقي و المناطقي . ففي الفصل الاول من هذا الكتاب و تحت عنوان في طريق العمل يقول السيد فضل الله
(( لم تعد مسألة العمل في سبيل الله قضية بسيطة يعالجها الباحث كما يعالج اية مسالة جانبية ساذجة دون ان يواجه تعقيدات المشاكل و ارتباكاتها )) ثم يقول اعزه الله (( لان مسالة العمل في سبيل الله من القضايا التي تتنوع منعطفاتها حسب تنوع الاتجاهات التي تتوجه اليها و تختلف تبعاً لاختلاف المراحل التي تمر بها )) .
و يقصد سماحة السيد فضل الله بهذا القول ان العمل في سبيل الله يحتاج الى الاخلاص و الجد و الاجتهاد لاجل تمييز الهدف و السير باتجاهه و تشتد الحاجة الى ذلك كلما ازداد التعقيد و تغيرت المرحلة و اقتربت القضية من الهدف . كما يؤكد سماحة السيد محمد حسين فضل الله على الاستفادة من التجارب و الملاحظات السابقة فيقول : (( اما في حالة فشل التجربة فيفيدنا الاطلاع عليها و المعرفة باسباب الفشل مما يجعلنا اكثر قدرة على تلافي الاخطاء السابقة )) .
ثم ينتقل السيد محمد حسين فضل الله من مرحلة الاستفادة من الاخطاء و الملاحظات السابقة الى مرحلة التخطيط للعمل و يؤكد على انها قضية كثيرة الارتباط بنجاح العمل و اشد التصاقا بحيويته . و هنا يقول سماحة السيد (( فقد اصبج من القضايا الواضحة ان مسالة التخطيط لاي عمل من الاعمال توفر على العاملين كثيرا من الجهود الضائعة و تجعلهم اكثر قدرة على التركيز في احتياجات كل مرحلة من مراحل العمل و استقلاليتها , و ذلك لان التخطيط يفرض فهم كل مرحلة من المراحل و طبيعة مشاكلها الخاصة )) . و يؤكد السيد فضل الله على انه لا يكفي للانسان من اجل ان يتقدم العمل ان يؤمن به و يتحمس له و يندفع نحوه لان ذلك سيدفعه الى الهوة في بعض الاحيان , فقد نحتاج في بعض المراحل الى عملا ثقافيا بينما تستدعي في مرحلة اخرى ان نمارس عملا سياسيا و ربما في مرحلة اخرى عملا خيريا و هكذا , فاذا خلطنا بين كل هذه الاعمال في مرحلة واحدة فمن الطبيعي ان نستسلم لفوضى الاساليب و فوضى النتائج . كما يؤكد السيد فضل الله على فوائد التخطيط للعمل حيث يقول (( و قد يكون من فوائد العمل انه يقتضينا الوقوف طويلا عند نهاية كل مرحلة من مراحل التخطيط لنسترد انفاسنا قليلا و لنتعرف على نتائج العمل في تلك المرحلة و مدى انسجام الخط النظري للمرحلة مع الخطة التنفيذية للعمل )) . ثم ينتقل سماحة السيد فضل الله ليضع قاعدة للعمل هي قاعدة التدرج في الدعوة و يقول عن هذه القاعدة (( انها تنبع من طبيعة أي تنظيم للحياة و العقيدة و العمل الذي يراد له البقاء و الاستمرار و الخلود انطلاقا من مبدأ الاعداد النفسي للامة قبل احاطتها بالحزام الكلي للفكرة )). و يقصد السيد فضل الله انه لا يمكن للفرد و الامة ان تقبل أي نظام او نظرية دفعة واحدة بل ممارسة التغيير و التحول بشكل تدريجي , و يعطي سماحة السيد ادلة قرانية و عقلية على هذه القاعدة فان شئت ارجع الى الكتاب . اما في موضوع الدعوة الى الدين في مفهومه الاصيل فينبه سماحة السيد فضل الله الى ان الدين مفهوم واسع يشمل كل الاديان و المذاهب الدينية سواء كانت الاديان الثلاثة الكبرى اليهودية و المسيحية و الاسلام او الاديان الاخرى كالبوذية و الهندوسية و البراهيمية و غيرها . و لا تزال فئات كثيرة من الاجيال المعاصرة تحمل فكرة مشوهة عن الدين و رجاله انطلاقاً من مفاهيم مغلوطة تكونت لديها من خلال الاوضاع السيئة التي عاشتها التجربة الدينية للحكم وللتحرك الاجتماعي و السياسي و الاساليب المنحرفة التي اتبعتها المؤسسات الدينية في كثير من البلدان في العالم و منها المؤسسة الكنسية و بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة , كل هذه الظروف و الاوضاع و الانحرافات ساعدت في اهتزاز صورة الدين عموماً في نظر الانسان و في وعيه للوظيفة العملية للدين في الحياة و استطاعت شعارات مثل فصل الدين عن الدولة او العلمانية ان تضع الدين في زاوية ضيقة او تحدد دوره في الحياة , و من جهة اخرى بدأت الثقافات العلمانية و الالحادية تشدد هجماتها على الدين باعتباره افيونا للشعوب و انه ضد العلم و الدين يساوي الرجعية , و ساعد على تعميق هذه الفكرة في وعي الناس الخلافات المذهبية التي اخذت الطابع الطائفي الذي يجعل الدين مؤسسة بشرية فارغة من القيم الكبيرة . و بهذا الخصوص يقول سماحة السيد محمد حسين فضل الله (( انه على العاملين في سبيل الاسلام ان يواجهوا ذلك كله في جبهتين , الاولى تتجه الى الاجيال المعاصرة لتخرجهم من اجواء اللامبالاة في حركة اثارة فكرية تمثل الصدمة المفاجئة التي تهز الاعماق , اما الجبهة الثانية فتتوجه الى المؤمنين ليفهموا دينهم الحق كما هو , بعيداً عن عهود التخلف للعودة الى الجذور الضاربة في اعماق الارض و الى الينابيع المتدفقة بالماء الصافي الزلال )). و في هذا المجال يدعو السيد فضل الله الى ضرورة ملاحقة الافكار الاوربية التي ساهمت في نشوء الفكرة المشوهة عن الدين و تحولت الى شعارات تقدمية ترتبط بعلمانية الدولة و حرية الفكر . و حول موضوع علمانية الدولة يقول السيد فضل الله (( اما فكرة فصل الدين عن الدولة فلا معنى لها في الاسلام لان الاسلام كنظام لا يبتعد عن فكرة الدولة في تشريعاته بل عمل في تاريخه على تجسيدها واقعا عملياً )) . و عن مسالة حرية الفكر يقول السيد فضل الله (( فان الاسلام ليس بدعاً من الافكار و المبادئ الملتزمة التي تضع الحرية في اطار مصلحة الانسان , أي ان الاسلام ليس مجرد افكار و مبادئ مبتدعة تؤكد على حرية الشخص فتطلقها و بنفس الوقت لا يقيد الاسلام حرية الفكر عند الانسان )) . ان صحة أي مفهوم من المفاهيم في الاسلام تنطلق من عدالة الاسلام و كماله و تاكيده على اتحاد العلم و حرية الفكر ليبقى العاملون في حركة دائبة دائمة تتلمس الثغرات التي يفتحها عادة دعاة الشعارات التقدمية لينفذوا منها الى التشكيك و الاساءة للاسلام و فكره و شريعته السمحاء . ثم يقول سماحة السيد فضل الله اننا بحاجة الى ملاحقة هذه الافكار أي الافكار المشوهة عن الدين في ضل خطة مدروسة رائدة , لنملأ اذهان ابناء جيلنا و عقولهم بالافكار الواقعية المضادة لنفسح المجال للحق ان يزحف الى ساحة المعركة السياسية و الاجتماعية و يقتحم على الباطل اوكاره و مصادره . و يضع سماحة السيد فضل الله السبل الواضحة في هذا المجال فيقول (( يقتضينا ذلك ان نطلق الممارسات الاسلامية في ابعادها الاجتماعية الواسعة انطلاقاً من التجمعات الاسلامية في حرية الفكر و الحركة و العلم الصاعدة في البيئة الاسلامية و في المشاركة الواعية الحية في السياسة العامة في البلاد الاسلامية على اساس المفاهيم الاسلامية )) .
و يعتبر السيد محمد حسين فضل الله القيام بتلك الممارسات الاسلامية بصورة واسعة دليل كبير على خطأ الافكار المنحرفة و افضل شاهد على ما يحتويه الاسلام في نظامه و عقيدته من مرونة و عمق و امتداد مما يدل على اصالته و حقيقة وجوده الالهي . اما عن الثقافة في خطواتها العملية فيقول السيد فضل الله . (( ان الثقافة في خطواتها العملية للدعوة لا للاسترخاء و للاسلام لا للمزاجات الذاتية و في خط الاسلام القويم لا في خطوط الانحراف )) . فيظهر ان الثقافة في مستواها النظري هي عبارة عن جمع المعلومات و تكديسها و لكن في مستواها العملي غير ذلك . اما عن الثقافة الدينية فيقول السيد فضل الله (( كانت الثقافة الدينية فيما مضى من عصور الاسلام الاولى و الوسطى قضية الانسان المسلم الشخصية التي ينهل منها ليمارس الاسلام في حياته )) . و يواصل سماحة السيد كلامه عن الثقافة الدينية فيقول (( كانت دعوة الشخص للاسلام كممارسة له عملاً عفوياً ينطلق من احساسه العميق بان الاسلام في وعي الانسان المسلم حركة في الداخل تحرك فكره و روحه و عمله و حركة في خارج الذات تحرك الناس بالدعوة و البلاغ )) . و يتبين من ذلك ان الشعور العميق بالمسؤولية تجاه الدعوة الاسلامية لدى كل مسلم عادي من دون ان يكون مكلفاً من هيئة رسمية او مؤسسة دينية . و يرجع سماحة السيد فضل الله هذا الشعور العميق بالمسؤولية تجاه الدعوة الاسلامية بعد وعي المسلمين للحديث النبوي الشريف ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) فقد وعى المسلمون هذا الحديث و فهموه على انه قاعدة اسلامية عامة تثير فيهم حس المسؤولية . و تتمثل الثقافة في خطواتها العملية في خط الدعوة في قول الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه و اله و سلم عندما بعث امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام الى اليمن فقال له يا علي لا تقاتلن احداً حتى تدعوه الى الاسلام . و بهذا تتجلى روحيه الاسلام الحقيقية على لسان رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بان لا قتال و لا نزاع الا بعد الدعوة الصادقة للاسلام الحقيقي بما يمثله امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام من الثقافة الاصيلة في خطواتها العملية . كما يؤكد سماحة السيد محمد حسين فضل الله ان ثقافة الاسلام في خطواتها العملية لا تخضع للمزاجات الذاتية و بعبارة اخرى لا يستطيع الداعية المسلم ان يجعل من ثقافته خاصة لمزاجه الذاتي فيما يحبه و فيما يرغبه مما ينفع الدعوة او يضرها . و في نفس الوقت يؤكد السيد فضل الله على خروج الداعية من النطاق الضيق الذي يحدد له قراءاته في الامور الاسلامية الخاصة من كتاب و سنة و فقه و غيرها .
و يقول سماحة السيد ((كل ما نحاوله هو ان يكون الداعية هادفاً فيما ياخذه من اسباب الثقافة فيدرس حاجته منها تبعاً لحاجة الدعوة الى ذلك ثم يطبع كل ما يحصل عليه من الوان المعرفة بطابع اسلامي )). و لكن في نفس الوقت الذي نخرج فيه الداعية من مواضع التحديد و التقييد لا نحيله و ندخله في اطار الترف الفكري الذي عبر عنه النبي محمد صلى الله عليه و اله وسلم في بعض احاديثه مع اصحابه عندما راهم مجتمعين حول رجل يحدثهم و يصغون اليه بشغف فقال لهم النبي صلى الله عليه و اله وسلم ما هذا فقالوا علامه فقال لهم النبي صلى الله عليه و اله و سلم و ما العلامة فقالوا انه عالم بانساب العرب وايامها و اشعارها فقال لهم النبي صلى الله عليه و اله و سلم ذلك علم لا ينفع من علمه و لا يضر من جهله انما العلم اية محكمة و فريضة قائمة و سنة متبعة . ثم يقول سماحة السيد فضل الله (( ان الانطلاق مع الرغبة في الترف الفكري يفوت على الانسان كثيرا من الجهد الذي ينبغي ان يصرفه فيما يحتاج اليه من معرفة علمية مرتبطة بحركة الدعوة الاسلامية في الحياة فلابد للانسان من تقديم الافضل فالافضل او الاشد حاجة حسب الافضليات ليستطيع الانسان ان يصل الى هدفه في اقل قدر ممكن من الوقت و الجهد معا )) . اما النقطة المهمة الاخرى التي يؤكد عليها السيد فضل الله هي مسالة الثقافة في خط الاسلام لا في خطوط الانحراف , أي لا بد ان تستعمل الثقافة في خطواتها العملية منطلقة من مفاهيم القران و تشريعاته و لا تتبنى أي مفهوم من المفاهيم المضادة للمفاهيم الاسلامية حتى و ان كان باسم القيم الاسلامية . لان بعض المسلمين قد ينظر الى بعض القواعد غير الاسلامية و يحاول تطبيقها على الواقع الاسلامي كقاعدة الغاية تبرر الوسيلة التي ليست من الاسلام في شيء لان الاسلام يفرض سلامة كل خطوات الدعوة من وسائل و غايات من أي شيء يشوبها و يبعدها عن مضمونها الاسلامي الحقيقي . و يختم سماحة السيد فضل الله هذا الموضوع بقوله : (( نجد من مسؤولية الدعاة ان يجلسوا جلسة تامل ليراجعوا حساباتهم الثقافية ليتاملوا فيها و ليقارنوا مقارنة واعية بين ما هو حكم الله و ما هو حكم الشيطان لئلا ينحرفوا من حيث لا يعلمون )) . و في فصل اخر من فصول هذا السفر الكبير ينبه سماحة السيد الى موضوع مهم اخر هو قضايا و مواقف في سبيل الدعوة و سنتكلم تحت هذا العنوان في مسألة وضوح الافكار و ضبابيتها . و في هذا الاطار يقول السيد محمد حسين فضل الله : (( هنالك حقيقة تفرض نفسها علينا في البداية في مجال الدعوة و هي ان وضوح الفكرة لدينا لا يعني ان الاخرين ينظرون اليها بنفس الوضوح )) . و يواصل السيد فضل الله كلامه عن هذه المسألة فيقول فربما كنا نتطلع اليها من خلال الجوانب المضيئة عندما يكون عنصر الضوء غير متوفر في الجوانب الاخرى التي يعيش فيها الاخرون لانهم لا يملكون ما يهيئ لهم ذلك . و يمثل سماحة السيد لهذه القضية في قوله : كما يكون الصحو في بعض الافاق مجالاً للانطلاق مع اشعاع الشمس بينما تجعل السحب الدكناء الافاق الاخرى في ظلام دامس . و تتركز ثمرة هذه المسألة في انها تفتح اعيننا على بعض الجوانب التي قد تشارك في اعطاء وجهة نظر معينة عن بعض المواقف الحساسة و المصيرية . و قد يكون لبعض الاندفاعات الذاتية التي تثار من خلال الحماس للفكرة اثر في تشويه الفكرة نفسها لما تعطيه من مدلول عاطفي ساذج . لذلك لابد من اعطاء رؤية واضحة للافكار التي نطرحها و ليتعرف الجميع و لو بصورة اقل من الوضوح الكامل لاجل ضمان نسبة نجاح عند تطبيقها على الواقع , و هنا يوجه سماحة السيد فضل الله نصيحة مباشرة للعاملين الاسلاميين فيقول (( علينا ان ندرس المواقف كظاهرة موضوعية لا ترتبط بواقعنا العاطفي من قريب او بعيد )) . و في هذا القول اشارة واضحة الى عدم الاندفاع المباشر و الاستسلام للرأي الخاص في خط الحماسة و عدم التاكد من وضوح الافكار . و يعطي سماحة السيد محمد حسين فضل الله امثلة واضحة من القران الكريم حول مسالة وضوح الافكار و اهميتها . و من هذه الامثلة قوله تعالى : ( فاصفح عنهم و قل سلام فسوف يعلمون ) الزخرف 89 / و عن هذه الاية الكريمة يقول السيد فضل الله : (( اراد النبي محمد صلى الله عليه و اله ان يتبع معهم اسلوب الصفح و اللطف من اجل ان ينتهي بهم الى النتيجة الفضلى و هي العلم بالحقيقة و السير معها و الاهتداء اليها و ذلك بمساعدتهم على ان يتعلموا )) . و معنى ذلك ان هؤلاء لم يكن لديهم ما يكشف حقيقة ما جاء به الرسول الخاتم صلى الله عليه و اله و سلم لضبابية الافكار لديهم و عدم وضوحها . ثم ينتقل سماحة السيد فضل الله بجملة واحدة للتاكيد على ان قيام الحجة على أي شيء من الاشياء المتعلقة بحياة الانسان و عقيدته يحتاج الى خلق الظروف الملائمة التي تضع الانسان في اجواء الفكرة فتثير في داخله التفكير لينقله الى جو المناقشة و الصراع الذي ينتهي به الى الاقتناع او الرفض . ثم يقول السيد فضل الله و على ضوء ذلك (( فينبغي للعاملين ان يوفروا الظروف الموضوعية التي تهيئ العقل البشري للانفتاح على طبيعة الفكرة ليتضح له جانب السلب و الايجاب فيها . و لا شك ان الانسان عندما يطلع على أي فكرة و تتهيئ له الظروف الموضوعية فانه يسعى اليها من موقع اهتماماته الفكرية و من ثم تنعكس على سلوكه الخارجي حسب نوعية هذه الفكرة و تااثيراتها )) . و اخيراً يمكننا ان نقول ان الكتاب جيد و يعكس شخصية صاحبه بما يملكه من خزين علمي و ثقافي و رسالي من جهة , و من جهة اخرى نستطيع ان نلمس الخوف الحقيقي الذي يشعر به المؤلف على الاسلام و قادة الاسلام و ابناء الاسلام من خلال قراءة هذا الكتاب و التمعن في ابوابه و فصوله و مواضيعه المختلفة و المتنوعة , و من هنا ندعو المهتمين بالشان الاسلامي و شبابنا الرسالي الى قراءة هذا الكتاب ليوفر لهم ثقافة اسلامية حقيقة مدعومة بالادلة و الامثلة الواضحة و الجلية.
تعليق : ذكر احد طلاب البحث الخارج ممن تلمذو على يد السيد بانه "دام ظله" قد ذكر له بان هذا الكتاب المؤلف منذ 30 عام تقريبا قد تجاوز متطلبات الساحات بكثير ! وذلك قياسا بتحدياتها والمشكلات التي تواجه الامة في ذلك ، ولو كان وعي الواقع متقدما ومتقبلا لابدلها بنظريات حركية اخرى اكثر حيوية وعمقا وتطورا واكثر انفتاحا على حاجات العمل الاسلامي وتقدمه ! .