شكيـــــت شك ، تَعال ركَْعه
[align=justify]ويروي (شك شك ما يتخبط) و (فتك فتك ما يتركع) شكيت وشك شقيت وشق، ركعة وما يتركع: رقعة وما يترقع، فتك: فتق.
اصوله: (اوهيت وهيا فأرقعه) و (غادر وهية لا يرقع) و (غادر وهيا لايرقع) و (اوسعت وهيا فارقعه) و (غادر وهية لا ترقع) الوهي: الخرق.
قصته : ذكرها عبدالكريم الجهيمان فكتب:
يقال انه كان في زمن مضى عالم طبقت شهرته الافاق وكان له والد جاهل كل الجهل ورحل هذا العالم ووالده الى بلدة اخرى وتجمع الناس حول هذا العالم ووالده، وصاروا يحرجون هذا الوالد ببعض الاسئلة التي يظنون انه يعرفها ويعرف اكثر منها لانه والد ذلك العالم الذي كل من كان حوله يغترف من علمه، واحرج الاب واخبر ولده فقال له اذا سئلت عن امر من الامور فقل ان فيه لاهل العلم روايتين.. ودع فلانا يتحدث عن هاتين الروايتين، وفلان هذا طالب علم كان يلازم والد هذا العالم.
وانحلت المشكلة وصار كل من يسأله عن شيء لا يعرفه يقول له ان للعلماء في هذا قولان.. يشرحهما لكم ولدي فلان.. واستمر الوضع على هذه الحال حتى فطن احد الماكرين الى هذه اللعبة.. وقال لرفاقه سوف اكشفه لكم لتعرفوا صدق ما تخيلت، واجتمع السائلون عند هذا الوالد وصاروا يوجهون اليه السؤال تلو السؤال... وكان يجيبهم بجوابه المعهود، وطالب العلم الذي بجانبه يفسر جوابه، ويدلل عليه باقوال العلماء... وجاء دور مسائلنا الماكر فقال لهذا الاب: افي الله شك؟ فقال الاب: ان للعلماء في ذلك قولان.. وعندئذ ضحك بعض الحاضرين.. وشعر الاب بأنه غلط فالتفت الى طالب العلم الذي بجانبه وقال له: ارقع هذا الشق الذي شققته... فقال ان هذا شقا لايمكن رتقه.
وتروى القصة: بوجه اخر ، يحكى انه كان لاحد الكذابين صديق (يرقع) كذباته! فضمهما ذات يوم مجلس، وكان البحث يدور حول الصيد، فقال الكذاب بشيء من الزهو والافتخار: ان مهارتي بالصيد مشهورة يعرف ذلك الاخ! واشار الى المرقع فأجاب هذا: هذه مسألة معروفة ومشهورة ولا تحتاج الى اثبات، فاستمر الكذاب في حديثه:
في احد الايام شاهدت عشرين حمامة فوق شجرة! فصوبت بندقيتي واطلقتها واذا بالعشرين تقع على الارض! فتعجب الحاضرون، ولكن المرقع استدرك ذلك بقوله: هذا شيء معقول! لان البندقية بندقية صيد! والخرطوشة الواحدة بها خمسون (صجمة) فلو كان عدد الحمام خمسين لكانت (الصجمات كافية لرميها جميعا)!
فتشجع الكذاب واستمر في حديثه : وفي احد الايام شاهدت دراجة قابعة بين الاشواك فصوبت عليها بندقيتي ورميتها! ولما جئت اليها وجدتها مشوية ومملحة! فتعجب الحاضرون اكثر من ذي قبل ولكن المرقع استدرك ذلك بقوله: هذه ايضا معقولة! لانه عندما اطلق البندقية التهب الشوك من بارود الخرطوشة فشوى الدراجة! اما الملح فيقتضي ان الارض كانت سبخة! ولما تقلبت الدراجة من الم الجرح والنار تملح جلدها بطبيعة الحال!
فاستأنس الكذاب بهذا التفسير، واستمر في حديثه: وفي احد الايام شاهدت فختاية فوق نخلة! فصوبت بندقيتي ورميتها، ولما وجدتها صايرة (يخني على بصل وحمص!) فاندهش الحاضرون.
وهنا التفت المرقع الى الكذاب فصرخ في وجهه (ولك هالنوبة ما صارت! هي مهجوم البيت! شلون اركع هالجذبة! البصل منين اجيبه؟ الحمص منين اجيبه؟ الفلفل منين اجيبه؟ معجون الطماطة منين اجيبه؟ الملح منين اجيبه؟ الماي منين اجيبه؟ الدهن منين اجيبه؟ ولك شكيت شك تعال ركعة! فضحك الحاضرون كثيرا على ذلك.
يضرب : لما لا يمكن تداركه. [/align]