مستقل ... مستقلون ... ماذا يعني ذلك ؟!!
مستقل ... مستقلون ... ماذا يعني ذلك ؟
من عجائب وغرائب الأمور أن النظام المقبور قد نجح في فرض بعض الثقافات والأفكار الخاطئة على عموم الناس .. منها هذا المصطلح .. مستقل ... الذي كان يلجأ اليه العراقيون أيام الطاغية ليفلتوا بريشهم من تهمة الإنتماء إلى الأحزاب السياسية والدينية .. فأصبح العراقي يفخر بأنه ( مستقل ) متجاوزاً حقيقة ً مـُرة تختفي وراء هذه الإٍستقلالية وهي إنه إذا كان مستقلاً فعلاً فقد أقرَّ على نفسه بالبلادة وعدم الشعور بالمسؤولية وعدم التفاعل مع هموم الناس ومشاكلهم وعدم فهم الواقع الذي يعيش فيه والتأثر بمستجداته ... الى الكثير الكثير من أمثال هذه السلبيات ...
فكيف يتسنى للإنسان العاقل المفكر الواعي الشاعر بالمسؤولية تجاه الآخرين أن يكون مستقلاً ؟!
وماذا أصنع به أو أستفيد منه إذا كان مستقلاً فعلاً ؟!..
المستقل الحقيقي ، هو الذي يجلس في بيته ويتخلى عن أية مسؤولية ولا يتبنى أية أفكار ولا يضع أية برامج ولا يرفع أية شعارات ... وإذا ما فعل بعض ذلك أو كله فلم يعد مستقلاً .. وإذا أصرَّ على أنه مستقل فإنه يضحك على ذقون الناس ويستغفلهم ...
إنك صاحب فكرة ... ولديك هدف تبشر به .. وعندك مشروع ... وتخطط لإستلام سلطة .. وتقول لي أنك مستقل ...
طيب .. إنك إنما أصبحت مستقلاً فلأنك لا تنتمي الى تجمعات الآخرين ..
فماذا أسمي الآخر الذي لا ينتمي لا اليك ولا الى الآخرين .؟!!..
فإن قلت إنه مستقل أيضاً فقد أصبحت أنت وهو واحد وهذا غير ممكن لأنكما مختلفان .. وهكذا بالنسبة لبقيـة ( المستقلين ) المختلفين الذين قد يكون لديهم أكثر من ألف إتجاه ... إذن لا بد أن تكون لكم أسماء لكي نميزكم عن بعضكم .. وعندما تكون لديكم أسماء وعناوين فإنكم لن تعودوا مستقلين ...
أليس هذا هو المنطق ؟ يامستقلين ..!!
وعلى ذلك فإن هؤلاء الذين إنشقوا عن تجمعاتهم الأصلية .. وشكلوا كيانات إدعوا أنها كيانات مستقلة أو تمثل المستقلين إنما يضحكون على أنفسهم أولاً وعلى الذين يصدقونهم ثانياً ... لأن المستقلين لا يرتبطون بأحد لأنهم بكل بساطة ... ( مستقلون ) ...