مؤتمر الفكر العربي: القيود تكبل إعلامنا
القيود تكبل إعلامنا في تغطيته لظاهرة الإرهاب .. وتكريم رواد مبدعين
ميرفت عبد الدايم - الوطن الكويتية
07-12-2005 / 06:14:00
كرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي نخبة من الرواد والمبدعين والموهوبين العرب الذين ساهموا في نهضة الأمة علمياً وتقنياً وإبداعياً، وذلك خلال حفل استقبال استضافه سموه لضيوف مؤتمر الإعلام العربي والعالمي، الذي اختتم فعالياته في دبي أمس.
وتضمنت قائمة الشخصيات المكرمة لهذا العام ضمن فئة الرواد كلاً من د. داخل حسن جريو رئيس الأكاديمية العراقية، د. عدنان بدران رئيس الوزراء الاردني السابق، د. محمد عابد الجابري استاذ الفلسفة والفكر العربي الاسلامي، كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، أما جوائز فئة المبدعين فسيحصل عليها كل من د. عثمان السعدي رئيس الجمعية الجزائرية لحماية اللغة العربية، د. محمد جابر الانصاري المستشار الثقافي للعاهل البحريني، ود. نبيل علي الخبير في علوم الكمبيوتر، بينما تذهب جوائز فئة الموهوبين للطفلة الفلسطينية إقبال محمد الأسعد ولؤي صالح لبني المتخصص في علوم الكمبيوتر.
وحول تكريم المؤسسة للرواد والمبدعين والموهوبين قال الامير بندر بن خالد الفيصل المشرف العام لمؤتمر الفكر العربي وعضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي «يأتي تكريم الرواد والمبدعين العرب في إطار توجه مؤسسة الفكر العربي المعرفي والفكري والثقافي نحو تشجيع الافراد والمؤسسات على تقديم المزيد من الاعمال التي من شأنها ان تسهم في تنمية الامة وتطورها».
وكان اعلاميون عرب واجانب قد اكدوا ان الاعلام يواجه قيوداً ومشاكل عديدة في تغطيته لظاهرة الارهاب، وبينما اشار بعضهم الى وجود معايير مزدوجة لدى الجمهور العربي في تعامله مع هذه الظاهرة اكد آخرون على ان مهمة الاعلام يجب ان لا تقتصر على التنديد بالارهاب، وانما التركيز على مناقشة جذور الارهاب، ومعرفة الاسباب والدوافع التي تجعل بعض المجموعات تتخذ من العمليات الارهابية منهجاً لتحقيق اهدافها.
جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الثانية من اعمال اليوم الثاني لمؤتمر الفكر العربي الرابع الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي ونادي دبي للصحافة، وشارك في الجلسة التي أقيمت تحت عنوان «تغطية الحرب على الإرهاب»، كل من رامي خوري كبير المحررين في صحيفة ديلي ستار - لبنان، ساميا نخول مدير مكتب وكالة رويترز في منطقة الخليج، نخلة الحاج مدير الاخبار في قناة العربية وفرانك جاردنر المحلل المتخصص في شؤون الارهاب في هيئة بي بي سي.
وناقشت الجلسة عدة موضوعات حيوية تراوحت بين كيفية تعامل وسائل الاعلام العربية والغربية مع الهجمات الارهابية، والكيفية التي ساهمت فيها الهجمات الارهابية في تحليل الارهاب وفهمه، على جانب تأثير الدعاية السياسية على تحليل وسائل الاعلام للارهاب.
وأكد المشاركون على ضرورة تضافر جهود الاعلاميين العرب والاجانب للعمل على تحديد مفهوم موحد للارهاب والتأكيد على نبذ العنف في كل مكان من العالم.
وخلال ورشة عمل تناولت التغطية الاعلامية في العراق اكد المشاركون ان تدهور الوضع الامني في العراق يمثل العائق الاكبر في وجه مراسلي المؤسسات الاعلامية سواء العربية او الغربية، في حين اكد المشاركون انه من الصعب تعميم انطباع عام حول طبيعة الاوضاع في العراق سواء بالسلب او الايجاب.
واشار المتحدثون الى ان تدهور الوضع الامني لا ينجم فقط بين المواجهات بين المسلحين من جهة والقوات العراقية وقوات التحالف من جهة اخرى ولكن ايضا هناك مناطق تعاني من انهيار امني بسبب دوافع شخصية، او حدوث قتال على خلفية عرقية او دينية او غيرها، مشيرين الى تباين الوضع الامني من منطقة الى اخرى.
وحول مسألة استعانة وسائل الاعلام الغربي بمراسلين محليين لتغطية اخبار الداخل العراقي، اكد المتحدثون قيمة العنصر المحلي في جمع الاخبار الا انهم اكدوا ان كونهم محليين لا يجنبهم امكانية التعرض للخطر من قبل المسلحين، مؤكدين ان تواجد المؤسسة الاعلامية داخل المنطقة الخضراء لا يحمي هؤلاء العاملين الذين يتوجب عليهم مغادرة المنطقة الخضراء في المساء الى بيوتهم حيث تخضع المنطقة الخضراء لرقابة لصيقة من العناصر المسلحة التي تعرف بالضبط كل ما يحدث داخل المنطقة الخضراء.
الى ذلك، اكد اعلاميون واكاديميون سعوديون يشاركون في فعاليات مؤتمر الفكر العربي الرابع على ضرورة تعزيز خطوات التطوير والتحديث التي يشهدها الاعلام السعودي في الفترة الحالية، ورغم انهم اقروا بوجود سلبيات في اداء القطاع فقد ابدوا تفاؤلهم بمعالجتها في المستقبل القريب.
جاء ذلك خلال جلسة حوار حول الاعلام السعودي وعلاقته بالاعلام الاجنبي شارك فيها كل من تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض، الكاتب السعودي خالد الدخيل، عبدالعزيز الصقر رئيس مركز الخليج للدراسات ودونا ابي نصر مراسلة وكالة اسوشيتدبرس في المملكة العربية السعودية.
وقد ناقشت الجلسة العديد من القضايا الحيوية التي تتحكم باداء الاعلام السعودي، الى جانب تباين رؤية كل من الاعلام المحلي والعالمي بشأن قضايا رئيسية تتراوح بين الارهاب وعمليات الاصلاح في العالم العربي بشكل عام والسعودية بشكل خاص، الى جانب العلاقات السعودية الامريكية.
وقال تركي السديري ان المملكة حققت في فترة السنوات القليلة الماضية خطوات واسعة في مجال تطوير الاعلام بالتزامن مع تعزيز علاقاتها مع وسائل الاعلام الاقليمية والدولية العاملة في المملكة، مشيرا في هذا المجال الى ما اسماه بالحراك الايجابي في المجتمع السعودي، وقال انه لا يمكن لاي كان ان يطلب من الشعب السعودي ان يلقي بعباءته ويلحق بالمجتمعات الغربية.
وركز السديري في مداخلة على موضوع العلاقة السعودية الامريكية التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة في مختلف وسائل الاعلام الامريكية، فيما يتعلق بموضوع الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأرجع السديري نجاح الاعلام الامريكي والغربي عموما الى امتلاكه الامكانيات والتمويل والحرفية، ووجود عوامل اخرى منها تعدد الاتجاهات وتعدد الآراء داخل المجتمعات الغربية، كما اشار الى وجود تشويه للحقائق في الاعلام الامريكي سواء كان ذلك متعمدا او بسبب جهل في المعلومات.
وألقى السديري باللوم على الاعلام السعودي الذي لم يحسن التعامل مع مثل هذا الموضوع الشائك وكان اداؤه اقل من الطموحات.