الشيخ محمد سعيد الاسكافي 000رحمه الله
الشيخ محمد سعيد الاسكافي
نسبه ونشأته:
هو الشيخ محمد سعيد بن الشيخ محمود بن سعيد النجفي الشهير بالاسكافي شاعر مطبوع، وأديب معروف في عصره.
ولد في النجف الأشرف في الرابع عشر من رجب المرجب من عام 1250 هــ.
تولع من صغره بقراءة الكتب الفارسية ولم يقنع بالاقتصار على لغة العرب، فحصلت له الملكة باللغة الفارسية كما احرزها باللغة العربية وادبها. فحاز من البراعة في اللغتين أوفر وأوفى نصيب، حتى اشتهر بين الطائفتين، وكان كل منهما يراجعه فيما يشكل عليه من مبهم لغته حتى في قراءة ما دون منها، وكثيراً ما أبهر في بيان التحريف والتصحيف الواقعين منها، نظماً ونثراً.
الشيخ في السطور:
ذكره صاحب الحصون في ج2 ص371. قائلاً:
هو الشيخ محمد سعيد بن الشيخ محمود الشاعر، الجامع لأشتات المفاخر، كانت لآبائه نيابة التولية والنظارة في الحضرة الحيدرية المنورة حينها كان الخازن لها هو المتولي للحكومة السنية في النجف برهة من الزمان وهو الملا يوسف، ثم تغيرت الأحوال بعد وفاة أبيه وابن عم أبيه فصرفت عنهم هذه التولية ولله في خلقه كل يوم شأن. وتوفي والده الشيخ محمود بعد ولادته فيما يقرب من سنتين.
كان سريع البديهة يرتجل الشعر دون تأمل.
وفي ج9 ص151 قال عنه:
لما مات والده انصرف للدرس والتحصيل واطلع على مقدمات العلوم كالنحو والصرف، والمعاني والبيان، ودرس الفقه والأصول على بعض علماء عصره، وهاجر من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة فسكن مدرسة (البقعة) التي تقع بين الحرمين يزوره فيها اخوانه من النجف وفضلائهم في مواسم الزيارات. وهو أيضاً يتردد الى النجف فيزورهم وقيل أن أصل آبائه راجع الى آل بويه ملوك العراق قديماً.
ذكره صاحب سبائك التبر ص44 فقال: كان نائب خازن الروضة الحيدرية ولد في النجف وأخيراً سكن كربلاء شارع مكثر، سلس النظم وهو أبن أخت الشاعر الشيخ عباس الملا علي البغدادي المعروف.
ذكر صاحب ماضي النجف ج1 ص200 اسرة المترجم له وأسماهم (بيت الحاج علي هادي) وانه بيت قديم في النجف معروف بالتقى والصلاح ولهم على عهد الملالي نيابة السدانة في الحرم ولهم دور واسعة مجاورة للصحن الشريف من جهة الشرق وكان لهم طريق الى الصحن من بعض دورهم.
شاعريته:
المترجم له كما يبدو من شعره أنه كان معسراً وقد قاوم عسره برجوعه الى أعلام العصر، وامتاز بأستعماله القصيدة في مقاصد متعددة، واذا درسنا شعره وجدناه من النوع اللفظي البحت، ولكنه يشعرنا بخلق فاضل ووداعة محببة، وانسان قاومه الدهر بالعسر فقاومه بالصبر والجلد وقنع من دهره أن يركن الى معهد في كربلاء فيبقى فيه بعيداً عن الناس حتى يموت. وكانت له قصائد كثيرة في مدة آل الشيخ جعفر وآل الشيرازي وآل الطباطبائي.
وفاته:
توفي في كربلاء في شهر ربيع الأول سنة 1319 هــ ودفن في صحن الحسين (عليه السلام) فمات ولم يتزوج وقد ورث آثاره ومجاميعه الشعرية ابن خاله محمد امين وقد بيعت سنة 1326 هــ.
من شعره الذي قاله في رثاء الامام الحسين (عليه السلام) :
فلله يوم جرى في الطفــوف
غداة حسين وخيل العدى
فهب لحــر بهـــــم ثائــــــرا
واروع يغشى الوغى باسما
فكم ثلمت للمـــواضي شبا
الى ان ثوت في الثرى جثماً
وأضحى فريداً غريب الديار
فراح يخوض غمار الحتوف
يقرب حتف العدى لو سطا
ومذ سددت له كــفُّ العناد
هوى فهوى عمد المكرمات
وأمسى بحنب العدى عارياً
وسِيــــــــقَتْ حـرائره كالإما
وكافلها يشتكــــــي في السبا
لقد كان الدهـــــر يوما عصيبا
تســــــــــد عليه الفضاء الرحيبا
بفتيان حــرب تشب الحــروب
ووجه المنية يبـــــــــــدو قطـــوبا
وكم حطمت للعوالي كـعـوبا
تضوع من نثرها التـــرب طيبا
بنفسي أفـدي الفــــريد الغريبا
ونار حشاه تشـــــــب لهيــــــب
بـــه فيريها البعيـــــد القـــــــريبا
سهما عـــــــداه السداد مصيبا
وانهال طــــود المعـــــــالي كثيبا
كسته الأعاصيـــــــــر ثوبا قشيبا
تجوب حزونا وتطــــوي سهوبا
كبولاً وللسقــــم يشكو شحوبا
الى أن يقول:
إيا بدرَ تم عــراه الخســـوف
أريحانة المصطفى هل تــرى
يعز على المصطفى أن يرى
يعز على المصطفى أن يرى
يعز على المصطفى ان يرى
ويا هل ترى عَلمِت فاطم
وصدرك يغدو مغار الجيار
فهــــــل لليالي بهم أوبـــــة
فأبدى بوادي الطفوف غــروبا
درى المصطفى بك شلوأ سليبا
على الترب خدك أمســـى تريبا
بقاني الـــدما لك شيبا خضيـــبا
بأيدي العـــــدى لك رحلاً نهيبا
نساؤك ركبــــــــــــن للسبــّي نيبا
وكان لصــــــــدر النبـــــــي ربيبا
وهيهات ما قد مضى ان يؤوبا
