علاوي.. عودتي لرئاسة الحكومة العراقية مدعومة من البعثيين
في آخر تصريحات للسيد أياد علاوي أدلى بها لوكالة (رويترز) البريطانية للأنباء نشرت أمس 12-12-2005 قال أنه يتوقع أن يصبح مرة أخرى رئيسا للحكومة العراقية بعد الانتخابات المزمعة الخميس القادم بدعم ممن وصفهم بـ "أعدائه القدامى".. وأضاف أنه في هذه المرة لن يكون الأمريكيون هم من سيضعونه في منصب رئيس الوزراء بل أولئك "الأعداء القدامى" في إشارة إلى البعثيين وعناصر النظام الصدامي البائد.!!!
واعترف السيد علاوي بأنه "يجرى هذه الأيام محادثات مع من وصفهم بـ "ممثلين للمسلحين" ويكسبهم الى صفه على وعد بحل شكاواهم وضخ الأموال الى المدن المهدمة مثل الفلوجة".!!
وقال علاوي في المقابلة "ستكون لدينا فرصة عادلة" اذا ما نجحت الحملة الانتخابية الممولة جيدا!!! كما تدل الشواهد في الحفاظ على الأربعين مقعدا التي حصل عليها في انتخابات يناير كانون الثاني أو زيادتها.. وهو ما يعني الدخول في اتفاقات ائتلافية محتملة وهي رؤية يشاركه فيها دبلوماسيون من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد.!!!
وأعرب علاوي عن أسفه لحل جيش الطاغية صدام وقال إنه كرر شكواه بأن المسؤولين الأمريكيين ارتكبوا "خطأ كبيرا" بحل قوات صدام.!!!
وقالت وكالة رويترز "عندما عين اياد علاوي للمرة الاولى عام 2004 في منصب رئيس وزراء كان ينظر إليه على نطاق واسع كعميل أمريكي ولكن علاوي يحرص الآن على التقليل من شأن هذه الصلات القديمة".!!
ووصفت وكالة رويترز البريطانية علاوي بأنه "الحليف القديم للمخابرات الأمريكية والبريطانية والذي عاد من منفاه في لندن ليقود أول حكومة معينة بعد الغزو الأمريكي للعراق."
تصريحات السيد اياد علاوي هذه ركزت على وجهات نظر ومناهج خطيرة لسياسي يعتبر نفسه رجل المستقبل المدعوم من جنرالات الجيشين الأمريكي والصدامي السابق ولطالما تخوّف منها الشعب العراقي وأدانها.. وجردا لمواقف السيد اياد علاوي في مقابلته مع رويترز يمكن إبراز توجهات الرجل في خطته لحكم العراق لو فاز في الانتخابات البرلمانية المقبلة كالتالي:
1- التأكيد على أن "أعدائه القدامي" ويقصد بالبعثيين والصداميين على حد سواء هم الذين يساندونه في العملية الانتخابية الجارية وسيعضدونه في حال فوزه في الانتخابات وهم من سيديرون البلاد.. ومفهوم ذلك أن عصابات حزب البعث الفاشست بشقيه البعثي والصدامي ستستولي مرة أخرى على مقدرات الشعب العراقي والبلاد.
2- يؤكد السيد علاوي أن الأمريكيين هم الذين مارسوا الضغوط على مجلس الحكم من أجل تنصيبه في منصب رئيس الوزراء في المرة السابقة ويكشف السيد اياد علاوي هذه الحقيقة لأول مرة على الملأ في حين كان يزعم سابقا أن مجلس الحكم هو الذي انتخبه!!
3- اعترف علاوي أنه يجري هذه الأيام مفاوضات مع فلول النظام الصدامي البائد من أجل إشراكهم في السلطة واستمالتهم للانخراط في حكم العراق مستفزا القوى الوطنية والإسلامية باستقوائه بالبعثيين على الشعب في حين بان للعراقيين من هم هؤلاء الذين سيعيدهم علاوي وكيف استباحوا حرمات الشعب خلال العقود الماضية.
4- كشف السيد علاوي أن حملته الانتخابية "ممولة جيدا"!! ويعرف القاصي والداني ماذا يعنى ذلك والجميع يتابع كل يوم مواقف دول أجنبية وحكومات غربية وعربية خليجية وأطراف رأسمالية وفضائيات وتلفزة وإذاعات وصحف ومواقع إلكترونية ودعايات استخدمت فيها حتى الطيران لقذف وتوزيع ملايين المنشورات والمطبوعات على الناس من الجو كما حصل في الكوفة.. كلها تشير إلى أن السيد علاوي يعني ما يقوله عندما يقول أن حملته الانتخابية "ممولة جيدا" بحيث لا يستطيع أن يضاهيها أي من الحملات الدعائية للتحالفات السياسية القائمة التي لا تقوم جميعها إلا على الدعم الشعبي المحدود.
5- يؤكد السيد علاوي في مواقفه الجديدة أنه يعارض عملية حل جيش النظام البائد ويعرب عن اسفه لحل جيش صدام الذي كان أداة قمع فتاكة ضد الشعب العراقي وسائر المناضلين ضد بربرية الطاغية صدام فضلا عن أن هذا الجيش شارك في أتون حروب داخلية وخارجية قصمت ظهر الشعب العراقي وأهلكت الحرث والنسل. ومع كل ذلك يطالب علاوي بإعادة الجيش الصدامي السابق بما فيهم جميع الضباط الذي خانوا الوطن عندما فروا أمام زحف الجيش الأمريكي على أسوار بغداد وقاموا بتسليم مفتاح العاصمة بغداد إلى الغزاة الأمريكان من حلفاء الأمس وأعداء اليوم وأصدقاء المستقبل!!!!
6- يقول السيد علاوي إنه رجل يريد مصافحة الجميع ويقصد هنا طبعا الصداميين والبعثيين ومؤكدا أن خطوطه الحمراء تقف عند حدود الميليشيات وعنى بها طبعا ميليشيات جيش المهدي ومنظمة بدر ولم يشر إلى الميليشيات الكردية ولا إلى عشرات الميليشيات البعثية والصدامية المسلحة التخريبية المجرمة التي تتخذ من مناطق المثلث بغرب البلاد حاضنات لها.. فهؤلاء في نظر السيد علاوي "مقاومة" يمكن التفاوض معها لإشراكها في العملية السياسية!!! أما الميليشيات الأخرى فإنها خطوط حمر ولا مكان لها في العراق الجديد!!!
إن ما يشاهده الشعب هذه الأيام من حملة دعائية محمومة قائمة على الكذب والدجل والتزوير والانتهاكات القانونية وتسخير جميع الطاقات والإمكانيات الإعلامية منها البروباغندا البريطانية والأمريكية والعربية والخليجية وكذلك تكتل قوى الظلام الصدامية والبعثية ومن ورائهم القوميين والشيوعيين والعلمانيين والإقطاعيين والطائفيين خلف أياد علاوي وانتهاج السبل غير الشريفة من أجل تسقيط الخصوم والقيام بمحاولات التزوير وشراء الذمم الرخيصة والتلاعب بمقدرات الشعب ما هي إلا محاولة كبرى لإبعاد القوى الوطنية والإسلامية المخلصة المعادية لنهج البعث المجرم عن ساحة الحكم في العراق والانفراد بالحكم تمهيدا لإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء بالضبط كما فعل الأمريكيون عندما استخدموا البعثيين للمرة الثانية للإطاحة بحكومة بالرحمن عارف وأتوا بالبعثيين إلى سدة الحكم بعد أن دعموا تحالف القوميين والبعثيين ضد توجهات حكومة عبد الكريم قاسم والشيوعيين وأسقطوها في المرة الأولى. إن خطورة الوضع يكمن في تلاعب الأمريكان بمصير العراق الجديد ونظامه وخيار شعبه.. فالأمريكان لن يرضوا بحكم وطني يقوم على حكم الأغلبية ومبادئ الديمقراطية والحرية والندية بل يسعون إلى إقامة حكم "عميل" لهم في العراق وقد رأوا ذلك جليا ومتمثلا في السيد أياد علاوي وقائمته731 .. فلنعيد مرة أخرى قراءة ما قالته وكالة رويترز البريطانية للأنباء بشأن السيد علاوي:
(( عندما عين أياد علاوي للمرة الأولى عام 2004 في منصب رئيس وزراء كان ينظر إليه على نطاق واسع كعميل أمريكي ولكن علاوي يحرص الآن على التقليل من شأن هذه الصلات القديمة.!! فهو "الحليف القديم للمخابرات الأمريكية والبريطانية والذي عاد من منفاه في لندن ليقود أول حكومة معينة بعد الغزو الأمريكي للعراق."))!!
ولتوضيح صورة عن قوة دعاية الحملة الانتخابية للسيد أياد علاوي نورد الخبر التالي باعتباره نموذجا بسيطا من الحملة الانتخابية للسيد علاوي والتي وصفها هو بأنها (( ممولة جيدا))!!. نسأل من أين له هذا التمويل الجيد والأموال الضخمة يا ترى؟؟ قد يكون عند جهينة الأمريكية الخبر اليقين..!!
(( قامت طائرتين في يوم الاثنين 5/12 وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهراً في منطقة الكوفة برمي منشورات على شكل كارتات صغيرة الحجم تدعوا إلى القائمة العراقية الوطنية 731 وتحمل صورة الدكتور اياد علاوي وتحمل العبارة: توفير الماء والكهرباء من أولوياتنا.!!! والمعروف انه لا تجوب سماء العراق غير الطائرات الأمريكية ولذا نتوجه إلى المفوضية العليا للانتخابات في العراق إلى التحقيق في الموضوع.))
أحمد الخفاف
