قراءة في يوميات الإرهابي أبي أنس الشامي في الفلوجة
[align=right]قراءة في يوميات الإرهابي أبي أنس الشامي في الفلوجة
- فارس الطويـل[/align]
[align=center]( 1 )
قبل أن أدخل في تفاصيل اليوميات التي سطّرها قلم الإرهابي الأردني ( عمر يوسف ) المعروف بـ ( أبي أنس الشامي ) ، التي كتبها أثناء وجوده في الفلوجة ، وقبل أن يلقى مصرعه لاحقاً على يد القوات الأمريكية ، حيث كان هو المسؤول عن مايسمى بـ ( اللجنة الشرعية ) لمنظمة ( التوحيد والجهاد ) ، قبل أن يتغيّر اسمها إلى ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ) ، التي يقودها المجرم الأردني ( أحمد فضيل الخلايلة ) ، الملقب بـ ( أبي مصعب الزرقاوي ) ، لابدّ من الوقوف عند سيرة حياة هذا الرجل ، الذي كان المستشار ( المؤتمن والقريب ) من ( الزرقاوي ) ، منذ قدومه إلى العراق ، وحتى مقتله .
يعتبر ( أبو أنس الشامي ) ، من أبرز الدعاة السلفيين المتشددين في الأردن . وهو من مواليد النصف الثاني من الستينات . أمضى طفولته وجزءً من شبابه في الكويت برفقة عائلته ، ثم غادرها إلى المملكة العربية السعودية ، بعد أنهى دراسته الثانوية . وإلتحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، لدراسة العلوم الشرعية ، وتأثّر بعدد من مشايخ ( الصحوة ) ، و ( التيار الإصلاحي ) ، آنذاك ، كالشيخ ( سفر الحولي ) ، والشيخ ( سلمان العودة ) والشيخ ( ناصر العمر ) والشيخ ( محسن العواجي ) والشيخ ( عائض القرني ) وغيرهم من رموز التيار السلفي التكفيري ، الذي فرّخ لنا عشرات الحركات والتنظيمات الإرهابية ، وألوف الإرهابيين والإنتحاريين ! ، وثقافة التكفير والكراهية والتطرف والموت .. وإن كان بعض هؤلاء الشيوخ ، قد أعلن فيما بعد ، ومن على شاشة التلفزيزن الحكومي السعودي ! توبته وتراجعه عن افكاره الشيطانية !.
عاد ( أبو أنس الشامي ) إلى وطنه الأردن ، بعد حرب الخليج الثانية ، ليشتغل بالإمامة والدعوة في مسجد ( مراد ) في منطقة صويلح ، وكذلك في مساجد أخرى في عمان والزرقاء . وسافر خلال هذه الفترة عدة مرات إلى السعودية ، ثم سافر بعد ذلك إلى البوسنة والهرسك للتدريس والدعوة .
رجع إلى الأردن ، ليساهم في تأسيس مركز تابع لجمعية الكتاب والسنة ، هو مركز ( البخاري ) ، الذي تمّ إغلاقه فيما بعد ، بسبب مواقف ( أبي أنس الشامي ) السياسية المتشددة ، وأسلوبه التحريضي .
روى عنه صديقه الإرهابي الأردني المعروف ، ( الشيخ ) ( أبو محمد المقدسي ) ، المعتقل حاليا في الأردن ، لعلاقته بالجماعات الإرهابية ، أنّه كان يحب ( أسامة بن لادن ) كثيراً ، وأنّه أراد الإلتحاق به فعلا في أفغانستان ، إلاّ أنّ السلطات الإيرانية اعتقلته في طهران ، وأعادته إلى الأردن !.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق ، بفترة وجيزة ، أعلن ( أبو أنس الشامي ) ، أنّه مسافر إلى السعودية للعمل هناك ، إلاّ أنه فاجأ الجميع ، بسفره إلى العراق ، وانضمامه إلى جماعة ( أبي مصعب الزرقاوي ) ، حيث أصبح المسؤول الشرعي لمنظمة التوحيد والجهاد .
وهنا ، وفي إشارة قصيرة إلى سفـر ( أبي أنس الشامي ) ، إلى العـراق ، والتحاقـه بــ ( الزرقاوي ) ، يذكرُ ( أبو محمـد المقدسي ) ، في رسالة ( مناصحة ومناصرة ) ، كان قد كتبها ، من سجنه في عمـّان ، إلى رفيق دربه ، وصديقه السابق ( الزرقاوي ) ، أنََـه قد فرحَ كثيراً بقرار ( أبي أنس الشامي ) ، وذلك لمعرفته ( بحاجة أبي مصعب الماسة إلى طالب علم يقف إلى جنبه ، وحاجته إلى التذكير والمناصحة مع المناصرة والتأييد .. بعد أن تبعثر أكثر الشباب الذين كانوا معه في أفغانستان ما بين قتيل ومعتقل وطريد بين باكستان وإيران والأردن .. ) ، ويكشف ( المقدسي ) في رسالته ، أيضاً ، عن أنّ ( أبا مصعب الزرقاوي ) ، ( بعد سقوط أفغانستان ) ، و ( تبعثر الإخوة بين باكستان وإيران ) ، توجـّهَ ( إلى كردستان التي لم تكن يوماً في برنامجه ، ولم يتوافق مع الشيخ رائد خريسات ( قـُتـِل ) عليها وكان أبو عبد الرحمن قد استقر به المقام بها مدة وأنشأ معسكرات وأعد وربى هناك رجالا وترك أثراً ظاهراً للعيان ثم قُتـِل هو ومجموعة من إخواننا .. فالتفت طائفة ممن تبقى من هؤلاء الرجال حول أبي مصعب وكان بعضهم قد اكتسب خبرات طيبة في فنون عسكرية كثيرة خصوصاً في مجال المتفجرات .. فكان هؤلاء الشباب عونا وسنداً لأبي مصعب في العراق .. ) .
( يتبـع .. )
[/align]