-
انتحار الجزيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثمة توجهات مقلقة قد باتت تسير الأداء الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية التي يسهم وزيرالخارجية القطري شخصيا في اعداد برنامجها واختيار ضيوف حلقات برنامجها ( الاتجاه المعاكس ) والتي يبدو أن بعض الأطراف ومراكز القوى فيها يحاول استثمار الضجة الدولية والإقليمية المثارة حولها ليتسلل من خلاله لأجنده طائفية ولأهداف ملغومة تحاول بعض الأطراف تحريك تيارات معينة وإثارة عوامل ومسببات فتنة طائفية خطيرة قد نعلم كيف تبدأ ولكن لا نعرف ولا أحد يعرف كيف ستنتهي!! ....
إنها ملفات مرهقة ومتداخلة ومعقدة لا يصح أن تترك على قارعة الطريق، وخطأ الجزيرة القاتل الأخير أنها قد تركت العنان لمن يخلط بين متبنيات الصراع السياسي وبين الوضعية الطائفية السائدة في العراق اليوم أن يقول مايشاء في التعبير عن فشله ومنطلقاته من خلال إثارة النعرات الطائفية والتهجم على الرموز الدينية كما فعل مندوب ما يسمى بـ (التحالف الوطني العراقي) الذي يضم القدماء من محاربي البعث السوري والشيوعي العراقي وبعض الأحزاب والدكاكين الصغيرة الأخرى والباحثة عن دور في زمن حقق فيه الإنسان العراقي النصر على ذاته من خلال المشاركة الجماهيرية الواسعة في العملية الانتخابية .
المعضلة والورطة الحقيقية الأخيرة للجزيرة لا تتمثل في العداء للحالة الجديدة في العراق فقط؟ بل أنها دخلت في مواجهة مفتوحة مع (أهل الشيعة) في العالم وفي الخليج العربي بشكل خاص!!، وهي معضلة لا ندري كيف ستتم مواجهتها!!.. وقديما قيل: "غلطة الشاطر بألف"!، ولكننا نقول إن: "غلطة الجزيرة.. بمليون غلطة"!!.. فهل يتعظ القوم؟ أم أن حروب الفتنة الكبرى ما تزال مستمرة؟
ونقول هنا ......هل أن الحرية والشفافية تتيح لنا شتم (شيخ الأزهر) ووصفه بكل تلك الأوصاف المخجلة والمعيبة بحجة أنه من مؤيدي معاهدة السلام مع إسرائيل؟... قطعا لا.. ولكنها الجزيرة التي اخذت على عاتقها الثأر للبعث السابق ولدعاة التكفير والقتل بعد ما رأت ان العراقيين اكتسحوا ما يلاقيهم من عوائق كتلك المتمثلة بالذبح والسيارات المفخخة . ولا ننسى ان نشير هنا الى ان( الجزيرة )متلبسة بقضية عرض افلام الذبح والتفجير بعد ان القي القبض على اخ لاحد مدرائها في العراق وهو يدير شبكة ارهابية .
ان ما جاء على لسان الجزيرة من مذمة هو الشهادة بحكمة السيد السيستاني) . ان الاستنكار ضد هذه القناة الرخيصة والتي لا تملك سوى المال والدعم من حكومتها شمل دول عديدة وجماهير كثيرة ومن مختلف الشخصيات الدينية والثقافية . آما العراقيون البررة والذين آلمهم ما تلفظ به يتيم بعثي قد خرجوا حشودا قبل يوم الانتخابات وتصاعدت وتيرة الاستنكار في يوم الانتخابات عندما خرجوا عن بكرة أبيهم ليقولوا نعم .. للمذهب ..نعم للمرجعية الدينية وكلا.. والف كلا لمن يريد بالعراق ومراجع العراق سوءا .
وكما أشار السيد آية الله مرتضى الشيرازي في استنكاره على هذا التطاول ( إننا على يقين من أن المسلمين، وكل محبي السلام والحرية وكرامة الإنسان، خاصة العراقيون النجباء، سوف لن يزيدهم مثل هذا العدوان إلا تمسكا بنهجهم القويم، والتفافا حول المرجعية الدينية التي ثبت لهم بالقطع واليقين، أنها الحصن الحصين الذي تلجأ إليه الأمة في وقت الأزمات الحادة التي يتعرض فيها دينها وقيمها ووطنها إلى البلاء المبرم).